النسخة الكاملة

طالما أنت بخير..أحنا بخير

الخميس-2011-07-31
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عبد الهادي راجي المجالي
يوم الخميس الماضي كنت في الكرك , اراقب الحشود التي جاءت للسلام على الملك وما شدني في هذه الزياره ان رئيس الديوان الملكي ...جعلني اقف بجانب الملك على مائدة الطعام , ..في بلادنا ما زال القلم يحظى بالاحترام ...فهو الوحيد الذي لا يتقاعد ولا يذهب للضمان الاجتماعي .

حين قدمني رئيس الديوان للملك ...تخيلت ان يقول لي :- اهلا وسهلا ...ولكنه لم يفعل ذلك بل ضمني ..الى صدره , وأنا ضممته وشددت على أكتافه ..وتحدثنا وهمس لي بكلمات جميله وحميمه ...أحسست بعدها باني أحلق فوق ذرى الكرك .

حين تقترب من الملك وجها لوجه تلمح (الشيبات) الكثر اللواتي اعتلين المفرق وتلمح (الخمسين) من العمر التي داهمته على عجل , وأكثر ما تلمح ذلك التعب الذي اعترى الجبين ...والوجه الأحمر ليس بفعل حرارة الشمس ولكن بفعل القبلات التي تلقاها من الناس ...والزنود الخشنه التي تؤكد اثار الحياة العسكرية التي عاشها بين الدروع والمشاه وبين الخنادق والقفز بالمظلة.

يغيب ذلك القلق الوطني من القلب تماما حين تقف بجانبه , وتأسرك بساطة المشهد وتأسرك أيضا بساطة (الحاشية) ....فالحرس يسمحون للناس بالاقتراب والسلام والتشريفات كل ما يفعلونه هو أنهم يبذلون محاولات جديه لإقناع مواطن بالتروي في السلام واقناع اخر باعطائهم الرسالة التي كتبها من أجل حاجة والقسم له بانها ستصل سيدنا.

انا في حياتي شاركت بأكثر من الف مسيرة ..وصعدت خلف الف مايكريفون وتلقيت مليون قبلة ولكن لم تؤثر بي كل هذه الاشياء بقدر العناق الذي تلقيته من الملك فقد عدت يومها الى عمان ..طائرا على شرفات الغيم ولم اشعر بالطريق ...واظن لو أن الاحزاب الوطنية وغير الوطنية كلها احتشدت بشعاراتها ويافطاتها وبمنتسبيها وبتواريخ تأسيسها ...فلن تجرؤ على أن تحشد جزءا من الحب الذي أحتشد على بطن مؤته حين حضر الملك .

تخونني الكلمات ..ولست اعرف ماذا أقول ....ولكن في بالي كلمه قلتها للملك حين ضمني وسألني عن الأحوال وهي :-( طالما أنت بخير أحنا بخير).


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير