النسخة الكاملة

يوميات وزير !!!

الخميس-2011-07-26
جفرا نيوز -


جفرا نيوز - خاص

وزير التنمية السياسية موسى المعايطة يباشر عمله يوميا في الوزارة حوالي الساعة العاشرة صباحا ، ولا يجد أمامه ما يعمله في مكتبه ، يبدء بتقليب هاتفه الخلوي للبحث عن أرقام جديدة لاصدقاء لعلهم يجيبون على أتصالاته و يزورون الوزارة ، وربما تتحول زياراتهم الى دعوة لتناول الغداء أو الارجيلة خارج
مبنى الوزارة .

بعد الانتهاء من ألاتصالات الهاتفية التي تحمل في ثناياها الفرج ، و تحدد جدول أعمال معالي الوزير ، ينتظر ما تبقى من مواعيد مسائية لدعوات الممولين الاجانب و مسانديهم في الاردن ، و أين ستحل رحال سيارة الوزير الحكومية هذه الليلة على فندق لاند مارك أم الى البحر الميت أو جنوبا باتجاه العقبة أو شمالا نحو مطاعم جرش .

يحاول الوزير من عبر مكتبه في الطابق الثاني في الوزارة أن يدعو لاجتماعات للموظفين ، و أن يمارس عليهم قليلا من سلطته كوزير ، ولكن تفشل دعواته ، وتحاط بتحركات سريعة و عاجلة لامين عام الوزارة الذي يختطف مبادرات الوزير ، و يبطلها ، ويجتمع وحده بالوزير ، و يبث في رأسه الخاوي سموما و أخبار عما شاء و لمن شاء .

ويبقى الوزير في مكتبه يلتقط أنفاسه ، باحثا عن دور ، أو أي واجب عمل يخرجه من روتين الانتظار ، و يحسسه في سلطته في الوزارة ، و يدفع نفسه الامل أنه الامر و الناهي في الوزارة ، وانه صاحب سلطة و سلطان على التنمية السياسية و موظفيها .

تقترب الساعة من الثانية ظهرا ، و الوزير لازال يرتشف فنجان القهوة الاول و عامل البوفية يشكو من فساد القهوة لقلة أستعمالها ، وفناجين القهوة أغبرت من قلة ضيوف الوزير ، و لم يجد الوزير من بد لأن يعلن أنهزامه أمام عامل البوفيه ، ويسأله بصراحة ماالذي يجري في البلد ؟

ويدور حوار مطول بين عامل البوفيه و معالي الوزير ، و يخلص الوزير الى أسكات العامل ، و أستعمال سلطته و جبروته عليه ، و خصم 3أيام من راتبه ، و تحويله الى الى الطابق الاول في الوزارة ، على أعتبار أنه أقل أهمية .

ويبقى الوزير جالسا لوحده في المكتب ، ينتظر أن يرن هاتفه الخلوي , أو يقرع باب مكتبه ضيفا قادم الى عمان تقطعت به السبل و لم يجد ملاذا الا في التنمية السياسية ، تطول ساعات الانتظار ، و يغادر الوزير مكتبه الى بيته ، مكتفيا بانتظار دعوات التمويل الاجنبي في فنادق عمان و البحر الميت .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير