النسخة الكاملة

جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية... نقطة مضيئة في صناعة السياحة الأردنية

الخميس-2011-07-10
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شاهر حمدان
تعمل جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية منذ نشأتها في عام 1960 على رفع مستوى المهنة ونشر الوعي السياحي للأعضاء وتنمية السياحة الأردنية وتنشيطها والقيام بجميع الأعمال اللازمة لتحقيق رعاية مصالح الأعضاء والمحافظة على حقوقهم والتنسيق مع الجهات والدوائر والمؤسسات والجمعيات المحلية والعالمية المتعلقة بالعمل السياحي وتطويره, كما تقوم بجمع المعلومات والاحصاءات السياحية وتصنيفها وإعداد الدراسات والمقترحات المتعلقة بمشاريع القوانين والأنظمة ذات الصفة السياحية وتقديمها إلى الجهات الرسمية والأهلية المعنية, إضافة إلى عقد المؤتمرات والاجتماعات والندوات والمعارض داخل المملكة وخارجها والمشاركة فيها.
كما للجمعية استقلاليتها في العمل على حل الخلافات التي تقع بين الأعضاء من جهة وبين الأعضاء والغير من جهة بحيث يتم ذلك من خلال اللجان المختلفة ومجلس الإدارة, كما ينص النظام الداخلي للجمعية.
وليس بخاف على أحد وبخاصة المشتغلين في صناعة السياحة في عالمنا اليوم ما تشهده هذه الصناعة من ثورة عالمية في مختلف ميادينها بحيث باتت تأثيراتها وانعكاساتها واضحة في اقتصاديات كافة البلدان في العالم وبخاصة الأردن.
وقد تفهمت الجمعية الجوانب النظرية والعملية واختطت طريقا واضحا للوصول إلى ما ترتئيه بهدف تطوير السياحة الداخلية والاستفادة القصوى من جميع الميادين الحياتية آخذة بالاعتبار ما يستمتع به الأردن من مقومات جذب فريدة ذات عناصر جذب طبيعية أثرية وتاريخية وعلاجية, وانضوت تحت الشعار الذي رفعته وزارة السياحة (الأردن أحلى) بحيث بدأت في تسيير رحلات أسبوعية ونصف شهرية إلى المناطق السياحية المختلفة من الأردن لتعريف الشباب العاملين بالأردن على أرض الواقع بطريقة أفضل وبمنهجية انتمائية ولتسويق سياحي مستدام وتنافسية تواكب روح الألفية العالمية الثالثة للدول المجاورة والدول البعيدة, والساعية لتغيير نمطية ترويج السوق الأردني لما هو أفضل وأكثر إثراء للدخل القومي المرجو مقارنة بالمقومات السياحية الفريدة التي يحويها الأردن الغالي قيادة وحكومة وشعبا.
ولعل نظرة الجمعية التفاؤلية لتطوير وتنمية صناعة السياحة من خلال الجهد المشترك والموصول جنيا إلى جنب مع وزارة السياحة الأردنية والفعاليات السياحية المختلفة بدت آثارها تظهر جلية في التنامي الملحوظ في معدلات الدفق السياحي كما تشير المطالعات الإحصائية المحلية على تنام مدهش في أعداد السياحة الوافدة والإشغالات الفندقية على مدار أيام السنة وتحديدا خلال العام 2010 ولا شك بأن الصورة تتغير بتغير الأزمنة مما يقتضي معها وضع خطط لمشاريع سياحية مدروسة تواكب التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضمانا لاستمرارية الاستدامة على البقاء في السوق السياحي والتنمية في ظل ظهور أنواع أنماط جديدة من السياحة باتت الأهم من السياحة التقليدية إذا جاز التعبير, كالسياحة العلاجية والسياحة الرياضية والسياحة البيئية وسياحة الهوايات والمؤتمرات والشواطئ كالتسلق وسياحة السيارات ... الخ.
ولعل ذلك يقتضي تحسين المنتج السياحي وتنويعه واستمرارية الرقابة على مواقع التراث الشعبي وتركيز الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ودعوة الكتاب من ذوي الاختصاص للإضاءة على الأردن تاريخا وحضارة وسياحة وشعبا بطريقة تستحقها ثرواته العظيمة.
السياحة هي صناعة لا تقل عن نظيراتها من الصناعات الأخرى غير أنها تمتاز برخص كلفتها ووفير مردودها مقارنة بمثيلاتها وتعتمد هذه الصناعة على مكونات بسيطة ورخيصة بأنواعها فمنها السياحة التاريخية والتي تعتمد على ما تركه الأجداد من آثار على مستويات مختلفة وفي عصور غابرة, وهناك السياحة التراثية وهي تعتمد على ما تركه الأجداد والآباء منذ ما يقارب ال 200 سنة فما دون, وهناك السياحة البيئية وفيها ما حبا الله البلاد من طبيعة خلابة وجمال يعتمد كل الاعتماد على الماء والخضرة والهواء العليل والظل والفيء وجبال ووديان وسهول وهضاب وشواطئ وبحار وانهار وشلالات وصواعد ونوازل وما شابه ذلك. وهناك السياحة الصحراوية وتعتمد على ما في الصحراء من جمال وعادات سكانها من البدو الرحل وما يمتاز من به من قدم وبساطة عيش والسياحة العلاجية وتعتمد على المتوفر من العلاج والمستشفيات والعيادات والتقدم العلمي في هذا المجال, وسياحة المنتجعات والسياحة الدينية والتي تعتمد على زيارة الأماكن المقدسة, والسياحة الرياضية والمخيمات الكشفية وسياحة ركوب الدراجات بأنواعها وسياحة التسلق وسياحة المشي وسياحات أخرى متعددة ومتطورة ومتجددة, وهي وكما يرى القارئ كل أنواعها  قليلة الكلفة وتعتمد على مكونات بسيطة ورخيصة نوعا ما عدا السياحة العلاجية والتي تعتمد على التقدم العلمي والطبي.
وكل ما سبق يعتمد على حركة الناس المقتدرين بين البلدان وهذه الحركة بلا شك تتطلب الإنفاق وتعتمد على كل أسباب السفر وكل أسباب العيش الرئيسية من أكل وشرب ومواصلات ومبيت وإقامة ودعاية وإعلام . والناظر إلى بلدنا الأردن يرى فيه الكثير الكثير من أنواع السياحة هذه وغير المستغلة بالشكل المطلوب حتى يتسنى تشغيل الأيدي العاملة والقضاء على البطالة . فرأسمال السياحة هو الإعلام والإنفاق, وعليه لأنه وحسب الإحصاءات الرسمية كلما أنفقت الحكومية الأردنية دينارا واحدا في الوقت الحالي يكون المردود تسعين دينارا للخزينة لأن الذراع الرسمية للحكومة في التسويق السياحي هي هيئة تنشيط السياحة وميزانيتها السنوية بسيطة, حيث تم تخصيص تسعة ملايين دينار أردني فقط في العام 2010 وكان مردوده الفعلي والتقريبي 100 مليون دينار من مجمل دخوليات ورسوم وضرائب عن 800 ألف سائح دخلوا البلاد وأقاموا ودخلوا المواقع السياحية وحسب الإحصاءات الرسمية والناظر يرى أنه كلما زاد عدد سياح الإقامة زاد دخل الخزينة الرسمي وحيث أن المصالح التجارية تقتضي لزيادة الدخل زيادة الانفاق الترويجي, وعليه على الحكومة أن تزيد من الانفاق الرسمي لأجل رفد الخزينة من العملة الصعبة بملايين عديدة ومليارات حقيقية, ناهيك عن الدخل العام من مجمل العمل السياحي ومردوده على البلد من مصاريف السياح والتي تتعدى من هذا عدد ال¯ 4ر2 مليار دينار أنفقت من قبل هؤلاء السياح من طعام وشراب وإقامة ومواصلات وتحف وهدايا ومشتريات, ومتوسط إنفاق السائح الواحد قد يتعدى الألفي دينار في رحلة الأسبوع على الأقل فإنه والحالة هذه مبلغ الانفاق كبير جدا, ناهيك عن سياحة اليوم واليومين وسياحة الترانزيت سواء كانت في البر أو في الجو.
والسياحة في حد ذاتها تعتمد على مكونات بشرية لخدمتها وأهم هذه المكونات  وكيل السياحة والسفر الذي يقوم بعملية إقناع السائح بالقدوم عن طريق وكلاء في الخارج, وهو الذي ينفق من جيبه الخاص لزيادة عدد السياح وبالتالي توفير الدخل الكافي لاستمرار عمله, وهذه النفقة غير محسوبة لدى صانع القرار لأنها لا تخرج من الخزينة وبالتالي هم الجنود المجهولون لدى الدولة الذين لا يتلقون الدعم المادي, بل ويطالبون دائما ببذل المزيد وتلقى عليهم اللائمة في حال التقصير ولا يحمدون في حال النجاح أي هم  مأكولون مذمومون كما يقول المثل .
ان جمعية وكلاء السياحة والسفر وهي الأم لجميع مكاتب السياحة والسفر العاملة في المملكة بدأت ومنذ نشأتها بالدفاع عن مصالحهم والمنافحة عن حقوقهم وما زالت رغم المصاعب تتحمل في سبيلهم الصعاب وتدافع عنهم أمام المستوى الرسمي سواء كان أمام وزارة السياحة أم بقية الدوائر ودائما ما تتهم هذه المكاتب بالتقصير في أداء واجباتها ويطلب منها زيادة جهدها لتسويق السياحة الداخلية والوافدة مع العلم أن النتائج دائما ما تجير لصالح المستوى الرسمي وكأنه إنجاز هذا المستوى.
وما تسعى إليه جمعية وكلاء السياحة والسفر هو تنظيم هذا القطاع ورفع سويته ووضعه في مكانه الصحيح رغم كل المعوقات الفنية التي تتعلق بيبروقراطية صانع القرار وتعريفه أي مشروع للتطوير والشاهد على ذلك تأخير إقرار مشاريع وأنظمة الجمعية المقترحة والتي هي ملقاه في أدراج وزارة السياحة منذ ما يقارب الثمانية أشهر مع إلحاحنا الدائم لتحويلها إلى ديوان التشريع ومن ثم إلى مجلس الوزراء لإقرارها.
ان إنجازات الجمعية وخلال السنة الماضية والحالية ورغم كل المعيقات إنجازات مشهودة وما انتقال مكاتبها إلى المقر الجديد والأخير شاهد وقد بدأت خطوات ملموسة في اتجاه التطوير والذي يقوم على تطوير الأداء والتوجه إلى الاعتماد شبه الكامل على تكنولوجيا المعلومات والتقدم العلمي, فقامت بإصدار نشرة يومية الكترونية توزع على الوكلاء لاطلاعهم على آخر الأخبار السياحية, وكذلك أخبار الجمعية, وهي في الطريق لتطوير موقعها الألكتروني ليواكب التطور الطبيعي مع ما يشهده العالم في هذا المجال من خطط طموحة مستقبلية في تلبية احتياجات الوكلاء في كل مجال وفي كل مكان لفتح آفاق وأسواق والمشاركة الموسعة في التسويق والترويج.
ان وكلاء السياحة والسفر هم الجنود الحقيقيون في الصف المتقدم لخدمة هذا البلد والجالب الحقيقي للسياح منهم بداية قدوم السائح وعندهم نهاية إقامته لأنه يراهم قبل أن يأتي ويراهم بعد أن يغادر, فهو قبل أن يغادر بلده يحمل في يده بطاقة عليها اسم وكيل السياحة الأردني ليلجأ إليه في حال تعرضه لا طارئ, وحينما يعود إلى بلده يبقى اسم الوكيل في ذاكرته وتجربته هي المقياس.0
* رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير