الإدارة الأمريكية تطرق أبواب إسلاميي الأردن
الخميس-2011-07-07

جفرا نيوز - جفرا نيوز- علم بأن السفارة الأمريكية في عمان طلبت إجراء حوار مع "شباب الإخوان المسلمين"، يتناول مطالبهم الإصلاحية، غير أن حدوث مثل هذا اللقاء يصطدم بقرار سابق للجماعة قضى بمقاطعة الإدارة الأمريكية إثر حربها على العراق.
ويدور جدل داخل الحركة الإسلامية إزاء مبرر استمرار رفض الحوار مع الإدارة الأمريكية في ظل تغيرات سياسية عديدة.
ويرجّح م أن يعقد مكتبا جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي التنفيذيين اجتماعاً لمراجعة قرار المقاطعة المشار إليه.
مسؤول القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس غيث القضاة نفى أن يكون شباب الحزب قد تلقوا خطاباً رسمياً من السفارة الأمريكية بهذا الشأن، لكنه لا يخفي تأييده لمبدأ الحوار الذي يرى بأنه محلّ نظر واعتبار.
ويضيف بأن مناهضي الحوار مع المسؤولين الأمريكيين يرون فيه احتواءً ناعماً لثورات الربيع العربي، كما أنهم ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها شريك أساسي في قمع الشعوب العربية وتقييد حريّاتها.
أمين عام الحزب حمزة منصور، نفى هو الآخر تلقّي الحزب أيّ دعوة أمريكية للحوار، مضيفاً بأن "الحزب لا يُرحّبُ بمثل هذه الدعوات"، لأن الولايات المتحدة "لم تُقدّم أي رسائل لحسن النوايا".
ويرى منصور بأن على الإدارة الأمريكية إعادة النظر في سياساتها تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية قبل الشروع في حوار معها.
أما رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور رحيّل الغرايبة، فيؤكد بأن قرار الجماعة الداعي لمقاطعة الحوار مع الإدارة الأمريكية بعد حربها على العراق ما زال سارياً، ولم يستجد أي تطور على هذا الصعيد، مشيراً إلى أن حظر الحوار متعلّقٌ بالجانب الأمريكي الرسمي، أما ما سوى ذلك من مراكز دراسات وإعلاميين وما شابه فلا يطاله قرار الحظر.
غير أن الغرايبة لا يجد غضاضة في الحوار مع أيّ طرف من الأطراف سوى الكيان الصهيوني، ويُفرّق بين الحوار وإقامة العلاقات، ويرى بأن الحوار مجرّد تبادل للأفكار وإبداء للآراء.
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلّل السياسي الدكتور محمد أبو رمان لـ"البوصلة" بأن الثورات العربية جعلت من الحركات الإسلامية رقماً صعباً في المعادلة السياسية في المنطقة العربية، مما يعزّز مبررات التيار المؤيد للحوار مع الحركات الإسلامية داخل الإدارة الأمريكية في مواجهة تيار الرفض.
ويشير إلى أن اجتماعاً عقده الكونغرس الأمريكي في هذا الصدد مع كلا الطرفين، مؤيدي الحوار مع الحركات الإسلامية ورافضيه، لمناقشة الموضوع وبسطه قيد الدراسة، لكن "أبو رمان" يعاود التأكيد بأن "العلاقة بين الإدارة الأمريكية والحركات الإسلامية ما زالت مسكونة بالهواجس والتخوفات".
وكانت دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى فتح حوار مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد لاقت تجاوباً من الجماعة "كوسيلة لتوضيح رؤيتها"، شرط "أن لا تكون ولا تقوم الحوارات على التدخل في الأمور الداخلية للبلاد".
وأياً كانت الدوافع والمبررات لكلا الطرفين، إلا أن أحداً من المحللين لا يختلف على الشرعية التي اكتسبتها الجماعة في المنطقة العربية بعد الثورات، ما حدا بالإدارة الأمريكية إلى تفهّم أن المنطقة العربية تخلو من لاعب رئيس سوى الإخوان المسلمين، والتعامل مع المحرّك الأبرز والرقم الصعب في المرحلة القادمة.
ليست تلك مجرد تحليلات بقدر ما هو توجّه أعربت عنه كلينتون للتعامل مع "الأطراف الملتزمة بالأنشطة السياسية التي لا تتسم بالعنف"، سبقه تصريحات لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، رأى فيها بأن "الخريطة السياسية في مصر ستتغير، وسيكون في مصلحة الولايات المتحدة التواصل مع كل الأحزاب المتنافسة في السباق الانتخابي البرلماني والرئاسي على حد سواء".
وتبقى الأيام القادمة كفيلةً بالإجابة على تساؤلات متعددة، يبقى الأبرز منها حول نتاجات الحوار والتفاهم بين الطرفين فيما إذا تم.

