المحسوبية الى أين ؟
الخميس-2011-07-05

جفرا نيوز - جفرا نيوز - هاني العلي
تناهي الى مسامعي بأن معالي وزير المالية سيقوم بتعين السيد حسام أبو علي مديراً عاماً لدائرة ضريبة الدخل والمبيعات ، ونقل المدير العام الحالي أو أحالة للتقاعد حيث أن خدمته الحكومية قابلة للتقاعد ، هذا الكلام من مقربين لصاحب السعادة ،علماً بان معالي الوزير كان قد أخفق أبان حكومة دولة السيد سمير الرفاعي في تعين أبو علي لأسباب خاصة لمكان لذكرها هنا، حيث أنها معروفة لمعالي الوزير،وأن كان نسياً أو متناسياً أفكرة، لكن ما هو سر تمسك معالي الوزير وإصراره الكبير ومناوراته الكثيرة من أجل تعين أبو علي مديراً لضريبة الدخل والمبيعات والتي تحتاج الى خبرة كبيرة في مجال المحاسبة والقانون والإدارة الحكيمة وكذلك وهي الأهم الأمور الفنية .
ومن هنا ومن هذا المنبر الحر وكالة جفرا نيوزأنصح رئيس وزراءنا الأفخم دولة الدكتور معروف البخيت أن حصل هذا الكلام فأننا نعاني من شدة التأثير السلبي للمحسوبية والوساطة على كفاءة وجودة أعمالنا، وتزداد هذه الرؤية رسوخًا مع ارتفاع مستوى التعليم أوالمستوى الوظيفي أو الخبرة.
لست متأكدًا إن كان إثبات هذه الحقائق يتطلب دراسة شاملة أو جمع معلومات ، لكني أحسبها خطوة جيدة للإثبات بالدليل القاطع،ماهو مثبت باليقين الراسخ في تصرفات الوزير والذي يجعل من حسام أبو علي عضواً في كل لجان وأعمال الوزارة ، وكي لا (يتفلسف) البعض فيؤكد أن (كله تمام يا فندم)، وأن الجميع يراقب الله في السر والعلن، وأن لا محاباة لدينا إلى آخر المنظومة المملة إياها.
وحيث ثبت أن ظاهرة المحسوبية والوساطة أصبحت جلية ، فلا بد من تصنيفها تحت يافطة عريضة حتى يمكن النظر في كيفية الحد منها، فالقضاء عليها مستحيل في دنيا البشر خاصة إذا غابت أو ضعفت وسائل المحاسبة والمساءلة.
شخصيًا لا أرى يافطة أكثر مناسبة من (الفساد)، فهي فساد أخلاقي وتنظيمي وإداري، وآثارها تتجاوز آثار الفساد المالي أحيانًا لأنها تترك في نفوس المتضررين ندوبًا غائرة وجروحًا عميقة لا يطويها الزمان بسهولة،بل ربما زينت للمتضررين الانتقام يومًا ما من ذلك الذي حرمه أو ظلمه، أو في أحيان أخرى ممارسة السلوك الرذيل نفسه حين يصبح آمرًا ناهيًا في وزارة ما أو دائرة ما .
وفساد الذمم حالة عامة لا تقتصر على الرشاوى أو الاختلاسات المالية، وإنما تشمل الرشاوى الوظيفية كذلك، ذلك أن مرتكبها ينتظر مقابلًا حين تحين الفرصة المواتية بما هو موازٍ من المال أو التوظيف أو الترقية.
كله فساد في فساد، والضحية الوطن والمواطن، وأعراضه الشعور بالإحباط والسلبية وبغض المجتمع أحيانًا لأنه لم يتدخل لإنصافه في الوقت المناسب وعلى النحو المناسب.
الدولة والمجتمع اليوم خوّلا الهيئة مكافحة الفساد النظر في هذه التجاوزات والتحقيق فيها، فإنها من أخطر أنواع الفساد وأشده وقعًا على البلاد والعباد.
لقد تفشت الواسطة و المحسوبية التي بدورها ظلمت الكثير من الناس و همّشت الكثيرين كذلك و اختفاء العدالة في تحقيق فرص العمل العادلة لكل الأطراف بات أبناء الذوات وأصحاب الواسطة هم الأكثر حظا في اعتلاء المراكز و المناصب الكبيرة.
ولكن يكمن السؤال هل ما زال علينا أن نبذل أضعاف الجهد الذي يبذلنه غيرنا؟ وهل هناك أمل في تحقيق المساواة الكاملة في فرص العمل بغض النظر عن هويتك؟وهل من الحلول إخفاءاسم العائلة أثناء المقابلة مثلا؟.
وقال الأمام الغزالي : أن الأشرار لا يظنون بالناس كلهم إلا الشر ، فمهما رأيت أنساناً يسئ الظن بالناس طالباً للعيوب فأعلم أنه خبيث في الباطن ، وأن ذلك خبثه ، يترشح منه ، وإنما رأى غيره من حيث هو ، فأن المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العيوب والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق .

