
جفرا نيوز - منذر العلاونة
في عاصمتنا الجميلة عمان, يوجد عشرات الأكشاك القرميدية الأنيقة,, وحتى مؤسساتنا الحكومية الكبرى ومستشفياتنا لا تخلو من البوفيهات.. كانت الأكشاك ولم تزل تُنشأ وتُعطى! ولكنني لا أعرف من هم الذين يستحقون هذه الأكشاك التي لم أر حتى الآن معاقاً او كفيفاً او شيخاً أو يتيماً يبيع فيها ولو قطعة حلوى.. أكثرهم تجار متمرسون حاذقون.. يمتلكون عمارات شاهقة وسيارات فارهة بعضهم من أصحاب الأرصدة وبعضهم الآخر متنفذون ولا أعمم..
إذا لمن وجدت مثل هذه الأكشاك التي يُباع فيها الكافيار والسيجار والأجهزة الكهربائية والبوظة التي لا يتذوقها إلا الميسورون وأبناء الذوات وربما أحيانا تتحول هذه الأكشاك, الى مكاتب تعقد فيها الصفقات التجارية وربما تباع فيها الممنوعات والحبوب المخدرة ومهربات المتنفذين..
أمانة عمان, وإتحاد الجمعيات الخيرية وجهات اخرى,, قامت بإنشاء مثل هذه الأكشاك " لتنقذ " الجائعين والمعاقين والعاطلين عن العمل, لتكون بين أيديهم وسيلة للعيش والخروج من دائرة الجوع.. ولكنها لم تكن سوى " عطايا " تُمنح من وراء الكواليس للأثرياء والمتنفذين والمنافقين بأسماء وهمية وبوثائق مزيفة " والله أعلم " ليزداد الأمر تعقيداً, وكأن الصدقات لا يستحقها إلا الأغنياء ويُحرم منها الفقراء والمساكين, فيزداد ثراء الآخرين نفاقا, والجائع جوعاً والمحروم حرماناً..
إنني أتمنى أن يُعاد النظر في هذه الأكشاك وطريقة توزيعها لتُعطى إلى مستحقيها الذين لا يزالون ينتظرون على قارعة الطريق منذ زمن طويل.. لتدب فيهم الروح من جديد.. ويعم العدل والأمان بين الجميع..
في العديد من دول العالم.. تخصص ساحات وربما عمارات واسواق وأكشاك للفئات الأقل حظا كالمعاقين والفقراء والمرضى والأيتام ليجنوا من خلالها لقمة عيشهم, بدل اللجوء الى التسول والتسكع في الشوارع.. ولكن للأسف يحدث عندنا عكس ما يحدث هناك, فتُخصص الأرصفة للمتسولين والأزقة للمحرومين ; بينما تخصص الأكشاك الضخمة القرميدية للأثرياء والبرجوازيين,, أتساءل هل هناك نية لزيادة أعداد هذه الأكشاك التابعة لأمانة عمان في عاصمتنا عمان بهذه الطريقة, والتي أعتقد أنها غير منصفة,, وهل شبعت الأمانة ومتنفذوها, عبر كل هذه السنوات الطويلة.. من هنا أضع هذا التساؤل أمام مجلس نوابنا الموقر, ليتحققوا لمن اعطيت هذه الأكشاك ومن يُديرها,, مع أنني مع كل صاحب حاجة حقيقي....? .
عن العرب اليوم