حرب جديدة ..فأين نحن منها !
الخميس-2017-10-07

جفرا نيوز -
بقلم : شحاده أبو بقر
منذ تفجر الفوضى في عالمنا العربي قبل ست سنوات , ونحن في الأردن نعاني الأمرين , فنحن من جهة محاصرون إقتصاديا وبلدنا متخم بملايين اللاجئين المشردين من أوطانهم , ونحن من جهة ثانية أسرى سياسيا إن جاز الوصف لتقاطعات المصالح والمطامع الإقليمية والعالمية للدول المنخرطة في حروب المنطقة , ومع ذلك , فقد نفذنا بجلدنا حتى الآن من الوقوع في شرك الفوضى , بفضل الله أولا , ثم بوعي شعبنا وحكمة سياسات قيادتنا التي مورست حتى الآن وسط حقل مرعب لا يرحم من الألغام ! .
حتى تاريخه نحن سالمون أمنيا , لكننا مرهقون إقتصاديا وإجتماعيا , وحكومتنا حيرى في كيفية تدبير مبلغ 450 مليون دينار لإنقاذ موازنتنا المقبلة , وهو مبلغ زهيد نسبيا في حسابات الدول , لكنه غير ذلك عندنا بغياب حلول إقتصادية إبداعية بإستثناء جيوب شعبنا الخاوية تماما ! .
يجري هذا وسط ظروف باتت تنذر بتفجر حرب جديدة تحدث الرئيس الاميركي عن بوادرها الوشيكة غير مرة على خلفية المشروع الإيراني في المنطقة وبرنامجها النووي , فالولايات المتحدة عازمة على ضرب إيران وكبح جماح وجودها العسكري والسياسي في المنطقة وطموحها النووي , وذلك توطئه لما وصفته واشنطن بصفقة العصر حيال إحلال مما تسميه حلا تاريخيا للصراع العربي الإسرائيلي .
كلنا نتمنى السلام والإستقرار للمنطقة وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني , لكننا نحن العامة نجهل ماهية هذا السلام وتفاصيله التي تتصل جميعها بحاضرنا ومستقبلنا أردنيين وفلسطينيين معا , والاكثر غموضا هو ماذا سيكون الرد الإيراني والروسي الحليف لإيران إذا ما أقدمت الولايات المتحدة منفردة كما هو واضح حتى الآن على عمل عسكري ضد المشروع النووي الإيراني مثلا !
أي حرب جديدة في المنطقة ستكون لها إنعكاساتها المباشرة وغير المباشرة علينا في الاردن , فهل نحن متيقظون ومستعدون لتلك الإنعكاسات وبما يحقق شيئا من مصالحنا ويحفظ بلدنا من أية شرور محتملة , خاصة إذا ما إنخرطت إسرائيل في حرب كهذه , وربما أطراف أخرى عربية إن تطورت الحرب وإتسع نطاقها ! .
أسوأ ما في تلك الحرب المحتملة هو أن سائر أطرافها " أميركا وإيران وإسرائيل وروسيا إن تدخلت وهو أمر مستبعد " تملك خاصية الحرب من بعيد بما لديها من قدرات تكنولوجية عسكرية متطورة , وبالتالي فإن منطقتنا العربية ونحن في الاردن منها , ستكون الساحة الارحب للحرب , فأين نحن من كل هذا ! .
لن تصمت إيران وسترد , فأين سيكون ردها إن تدخلت إسرائيل , وما هو المطلوب من العرب ونحن منهم , هل الصمت وهم يرون في إيران خصما يهيمن على العراق وسورية ولبنان ويتدخل في اليمن , وهل ستحرك إيران أعوانها في منطقتنا العربية لضرب مصالح أميركية , أو إسرائيلية مثلا !.
لا نعرف نحن العامة شيئا من ذلك , وكل ما نعرفه هو أن هناك عملا عسكريا اميركيا ضد إيران في أية لحظة , ولا نعرف كيف ستتطور الأمور , في غياب أي تنسيق عربي عربي , وبالتالي فإن ما يقلقنا ويهمنا هو الأردن تحديدا بظروفه الصعبة الراهنة التي لم تعد تحتمل أية أعباء اخرى ! .
ما ندركه هو أن علينا أن نستعد وأن نتحوط لكل مفاجأة أو طاريء ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا , وهذ يستدعي أن نتصارح ونتشاور ونتعاون صفا واحدا حفاظا على بلدنا وصونا لمصالحنا , وأن نكون جميعا شركاء في تحمل مسؤولية كل قرار , وبالطبع هذا يتطلب إجراءات كثيرة تعرفها دوائر صنع القرار قبل غيرها , فلا يعقل أن نظل منشغلين بمسائل محلية مهمة في وقت هناك ما هو أهم بكثير , وقراره ليس بأيدينا بل أيدي غيرنا . الله من وراء القصد .

