النسخة الكاملة

الكلمة الطيبة تخرج " الحية " من جحرها !

الأحد-2017-09-17
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر

في الموروث الشعبي الاردني الحكيم مجازا, أن الكلمة الطيبة تخرج الحية من جحرها , وهو موروث ينسجم مع الإرادة الربانية في وصف الكلمة الطيبة , والكلمة الخبيثة والعياذ بالله ! .
الكلمة الطيبة لا ينطق بها إلا الكبار في تربيتهم وفي خلقهم الحسن , ونقيضها لا تصدر إلا عن نقيضهم , فالأولى تطيب النفوس وتفعل فعلها الطيب في مشاعر سامعيها , أما الثانية ففيها فتنة وغضب مدمر ! .
وسبحان الله العلي العظيم إذ يقول " إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " , والدفع بالتي هي أحسن سنام فعله هي الكلمة , فإن كانت أحسن جعلت من الخصم صديقا وإن كانت عكس ذلك جعلت منه عدوا لدودا ولا حول ولا قوة إلا بالله ! .
مناسبة هذا الكلام لا تخفى على أحد منا في هذا الزمان الملتبس , فأنت تقرأ وتسمع كل يوم أصنافا شتى من غث الكلام وتلحظ عداوات وخصومات بين الناس لا مبرر ولا سبب منطقيا لها , فهي الكلمة نميمة ونفاقا وغيبة وحسدا مبرر تلك العداوات وذلك الخصام حتى بين الأقرباء في الدم والنسب وزملاء العمل والجيران ورفاق الطريق .
نتحسر على زمان مضى ورجال كانوا كبارا في كل شيء حتى في خصامهم المبرر , فلا تكاد تسمع كلمة خبيثة تصدر عنهم مهما كانت الظروف والأحوال , ونتحسر بالقدر نفسه على زمن راهن قلما تسمع فيه كلمة طيبة ! .
التربية عندنا تسبق التعليم , ويبدو أننا لم نعط التربية حقها كما يجب , ولذلك ساءت أحوالنا وإستفحل الخصام والقطيعة والتزاحم وغث الكلام بين أوصالنا , وكل منا يدفع الثمن , سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ..نسأل الله جل في علاه أن يصلح حالنا , إلى الحد الذي يمكن كلا منا أن يخرج الحية من جحرها بكلماته الطيبة لا الخبيثة , الله من وراء الغاية والقصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير