النسخة الكاملة

نبش لـ "قبور الفتن "..درس اسرائيلي في الاردن

السبت-2017-08-26 05:29 pm
جفرا نيوز - أنا اردني.. ولم أصوت بالانتخابات ! جفرا نيوز - فارس الحباشنة  ندوة "عزوف الاردنيين عن أصول فلسطينية عن الانتخابات " عنوان انتحاري و استفزازي ، واسمحوا لي بوصفه بالغبي و الارعن والمعيب و المقلق . بلا أنه بمنتهى الخطورة حينما يحتم علينا من يسمون انفسهم ب"نخب السياسة " التفكير وطرح تساؤلات بكل ما هو وطني عام ضمن ذات "البرومتير و المؤشر" ، لنستخلص منه العبر و الدروس و نفتح افق التفكير في مطالبنا السياسية العامة .
ترى الجالسون على طاولة الندوة من مروجي و أكثر المتجرعين لحرب ثنائيات الهوية المنشقة و الهوية الاصلية وحروبها الفرعية . و لربما ان اللحظة السياسية الاردنية بحاجة شديدة الى أسئلة قيمة و الى تفكير ارحب في الخيارات الوطنية لا تقزيمها و قتلها في فضاء الفتن و الاطر الضيقة و البحث عن شعبيات غوغائية .
عنوان الندوة لا علاقة له بأي سؤال سياسي قويم ورشيد يصوب العثرات والاخطاء السياسية للانتخابات البلدية و اللامركزية ، و لاعلاقة له بحرية بالنقد و اتساع مدى السؤال السياسي في الاردن ، ولربما العنوان اقرب الى الوقاحة و الاستفزاز و العبث و التلاعب بمشاعر المغضوب عليهم من الاردنيين باختلاف اصولهم و فصولهم .
عنوان الندوة وسؤالها ، ولربما أكثر ما يغازل مشروع التوطين و الوطن البديل في الادارة الامريكية و الاسرائيلية ، ويدغدع احلام ما يروجون لما يسمى الاصلاح السياسي على درجات من تمكين مشروعهم البديل في الاردن .
هذا مشروع انتحاري يأخذ البلد الى الخراب ، مشروع يعني محو الهوية الاردنية و تصفية الفلسطينية على حساب الشعبين الفلسطيني و الاردني . ثمة خطوة لا منها لتحصين الوحدة الوطنية ، وبناء مستقبل وطني على أسس ومباديء وطنية صلبة وقويمة .
طبعا لهذه المسرحيات و المهازل السياسية مهرجين وارجازيز ، هولاء اكثر ما تعلموه في مدارس التاريخ و السياسة غير أنهم يعرفون الحديث في الفرقة الوطنية . والخطر المحدق الحقيقي في نظرهم أن يقل تمثيل المكون الفلسطيني في البرلمان و المجالس البلدية و الحكومة ومجالس ادارة الشركات مثلا .
لم يتعلموا درسا في الصمود ، و لو يتركوا فقط للفلسطنيين الاحرار ان يفكروا في قضيتهم ومستقبلها . فهولاء في خيالهم السياسي اسرائيل حليف وصديق ولست عدو ، وهذا اخطر ما في الموضوع ، ولوكانت عدو لما طرح السادة الكرام صيغ سياسية لانهاء الوجود الفلسطيني في الاردن .
هو اشبه بالهذيان و المرض العصابي المقزز يصيب من يسمون بالنخب السياسية .وباقل التقديرات فان هذا الخطاب استباقي و لا يجرؤ على اليمين الاسرائيلي على طرحه ، ومكانه اليوم منصات محلية اردنية . و لربما أكثر ما خطر في الموضوع انه يتزامن مع لحظة ترنح للمشروع الامريكي -الاسرائيلي في المنطقة .
وقد يكون بلون اختبار ايها السادة للتشويش على السياسة الاردنية ، وهدفها تلمس الهامش المتاح للاردن اليوم بان يمد علاقته باتجاه سوريا و العراق ، و أن يوسع مداه الاسلامي باتجاه الشرق الاسلامي . فلمرات كثيرة يتم توظيف "ورقة الحقوق المنقوصة" ليليء ذراع الدولة . هو صوت اسرائيلي بحشرجة عربية ، اعتقد انه لا ماكن له بين الاردنيين ، ولابد من محاسبة سياسية و دستورية وشعبية . فارس الحباشنة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير