
جفرا نيوز - شارك وزير الخارجية ناصر جودة امس في الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا والذي عقد في ابو ظبي برئاسة مشتركة لدولتي ايطاليا والامارات العربية المتحدة . وحضر الاجتماع عدد كبير من وزراء الخارجية العرب والاجانب. وفي مداخلة له خلال الاجتماع قال جوده ان الاردن يعتبر المجلس الوطني الانتقالي الليبي لما يقوم به من نشاطات ومواقف يعبر عن تطلعات الشعب الليبي المستقبلية وطموحاته المشروعة الامر الذي يجعل منه المحاور الشرعي المعبر عن هذه الامال. واضاف جوده ان الاردن بصدد ايفاد مبعوث دائم الى مدينة بنغازي خلال ايام , للتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي لضمان ان تحقق المساعدات الانسانية والطبية والدعم اللوجستي الذي يقدمه الاردن في اطار الجهد الدولي لحماية الشعب الليبي ومساعدته في تقرير مصيره بحرية امثل النتائج واكثرها فعالية , مؤكدا على استمرارية هذا الالتزام الاردني وبتوجيهات من جلالة الملك في حماية الشعب الليبي الشقيق ومساندته وضمن اطار يحافظ على الاستقلال السياسي والوحدة الترابية لليبيا.
واكد جوده اهمية الوقف الفوري لاطلاق النار, مذكرا بان الاردن كان من اوائل الدول التي ادانت بشكل واضح وليس فيه لبس استهداف المدنيين بواسطة الطائرات والاسلحة الثقيلة بما يخالف القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان,داعيا الى ضرورة وقف اراقة الدماء هناك. وبيّن اهمية تعزيز التنسيق المشترك لضمان الالتزام الكامل بقرارات مجلس الامن رقم 1970 و 1973 بما فيها الوقف الكامل والشامل لاطلاق النار ويجب علينا ان نفكر بوسائل وطرق لمساعدة الشعب الليبي في نيل حقوقه ومطالبه المشروعة .
وعلى المسار السياسي شدد جوده على اهمية تنسيق الجهود لتحقيق افضل النتائج لليبيا وشعبها, وعلى نحو يضمن وحدة ليبيا ووحدة اراضيها واستقلالها السياسي والحفاظ على التماسك واستعادة النظام والهدوء في سياق يعكس اختيار وارادة الشعب الليبي الحرة.. كما شدد وزير الخارجية على اهمية التواصل المستمر والتنسيق الوثيق مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي, وفقا لما قررته جامعة الدول العربية في القرار الصادر عن الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الشهر الماضي, خاصة فيما يتعلق بتأمين الحماية الكاملة للمدن الليبية والشعب الليبي الشقيق والاستجابة لاحتياجاتة الانسانية والطبية وتحقيق تطلعاته واماله المشروعة ضمن اطار يضمن صون الوحدة الترابية لليبيا واستقلاها السياسي ووئامها الوطني.
وقال انه لا يجوز ان يترك الوضع في ليبيا بلا نهاية, مؤكدا همية دور المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا في مسالة ضمان وصول المساعدات الانسانية والطبية ومساعدة الشعب الليبي في تقرير مستقبله بارادته الحرة والمستقلة.
كما التقى وزير الخارجية ناصر جودة في ابو ظبي امس نظيره الفرنسي الن جوبيه وبحث معه عددا من القضايا والتطورات الاقليمية بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين الاردن وفرنسا. واستعرض وزير الخارجية الفرنسي خلال اللقاء مضامين المبادرة الفرنسية الرامية الى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية . من جانبه رحب جوده بمضامين المبادرة الفرنسية التي تتوافق مع موقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبالله الثاني والتي تشدد على ان حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بحيث تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على اساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بامن وسلام الى جانب دول المنطقة وشعوبها كافة وكذلك مع موقفنا بضرورة الوصول الى اتفاق سريع حول الحدود والامن لكون مثل هذا الاتفاق يعالج جذريا موضوع الاستيطان ويسمح بالتركيز على حل بقية القضايا الجوهرية خاصة قضيتي القدس واللاجئين والتي لها مساس بمصالح حيوية عليا للاردن وذلك طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بكل عناصرها.
كما اشار جودة الى ان مضمون المبادرة الفرنسية ينسجم تماما مع المرتكزات التي حددها الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه الذي القاه قبل اسبوعين في وزارة الخارجية الامريكية وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بتصوره بان الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة يجب ان تقوم على اساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وتكون لها حدود مع مصر والاردن واسرائيل. واكد جوده على ضرورة ان تنسق الجهود الدولية ويتم تكثيفها لحمل اسرائيل على اعلان قبولها لهذه المرتكزات التي اشار لها خطاب الرئيس الامريكي وتضمنتها المبادرة الفرنسية ايضا ليتسنى استئناف المفاوضات على اساس واضح يؤمن انجاز اتفاق حول كل قضايا الوضع النهائي ضمن مدة زمنية محددة.