حيدر محمود في ذكرى مولد الحسين.
Friday-2017-06-30 10:52 am

جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب:حيدر محمود
«كنّا نَزورهُ دائماً، في صباحات الأَعياد، نُعانقُهُ، ويُعانقُنا..
ويحنو علينا كأنَّه الأبُ، وكأنَّنا الأَبناء.. ما عدا ذلك الصّباح الحزين، الذي كان فيه بعيداً، واستبدَّ بنا وبه الشَّوقُ.. فكانت هذه القصيدة، التي كتبها الشاعر في عيد ميلاده «الثالث والستّين».. رحمه اللهُ وقدَّرنا جميعاً على الصَّبر!
المَرَّةُ الأُولى التي لا نلتقي
مَعَ بَعْضِنا فيها صباحَ العيدِ
المَرَّةُ الأُولى.. فكيفَ نُطيقُهُ
يوماً بلا قُبَلٍ، ودونَ وُرودِ
ماذا يقولُ الشِّعْرُ، والقلبُ الذي
منهُ يجيءُ الشِّعرُ غيرُ سعيدِ؟!
صعبٌ على ثَغْري الغناءُ، وأنت في
هذا العناءِ، وذلكَ التَّسْهيدِ
صعبٌ عليَّ الادِّعاءُ: بأنَّني
فَرِحٌ.. وقلبي دائمُ التَّنهيدِ..
يا مُلْهِمي أَحلى الغناءِ.. نَذَرْتُهُ
لكَ: خالصاً، ونَذَرْتُ كُلَّ وجودي!
وحلفتُ بالفُصحى، وكُلِّ حُروفِها
ألاّ يذوقَ الحِبْرُ طَعْمَ قَصيدي
حتّى تَعود.. كما نُحبّك دائماً
متألِّقاً بشبابِكَ المَعْهودِ
ليست علاقتُنا علاقةَ حاكمٍ
برعيَّةٍ، أو سيِّدٍ بِمَسُودِ
لكنّكَ الوطنُ الجميلُ، وحَسْبُنا
أنَّ الوجودَ بِهِ، أعَزُّ وُجودِ
يا سيّدي.. نَدْري بأَنَّكَ بَيْنَنا
وبأنّنا في قَلْبِكَ المَعْمودِ
لكنّ نارَ الشَّوْقِ، تَدْفَعُنا إلى
أن نسْتزيدَ، من النَّدى والجُودِ
مَعَنا هُنا. هذا الصَّباحَ، ودائماً
وبِرَغْمِ بُعْدِكَ، أَنتَ غَيْرُ بعيدِ!!
ها نحنُ ننتظرُ اللقاءَ، وكُلُّنا
شَوْقٌ إليهِ بيومهِ المَشْهودِ
سيكونُ عُرْساً للقُلوبِ البيضِ، لا
أَحلى.. وعُرْساً للعُيونِ السُّودِ
وستعرفُ الدُّنيا بأنّا عندما
نَهْوى.. نذوبُ هَوىً، بِغَيْرِ حُدودِ
ونَصيرُ، أكثرَ ما نصيرُ تَصَوُّفاً
فيهِ، إذا ما لاحَ طيفُ حَسُودِ!
مُتَصوِّفونَ، أَجَلْ، بِحُبِّ حُسَيننا
وبهِ، نُعانِدُ رَأسَ كُلِّ عنيدِ!
وله الولاءُ –على المدى- وعلى العِدا
أَنْ يَشْرَبوا –هَلَعاً- رمالَ البِيدِ!!

