النائب السابق البطاينه : ( اخطاءٌ يسترها التراب )

جفرا نيوز - جفرا نيوز - النائب السابق سليم البطاينة
في لقاء للفنان الايطالي العالمي ( ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci ) مع صديق له اخبره برغبته بالتحول من دراسة الفن ( الرسم ) الى دراسة الطب ٠٠٠ فعلق دافنشي ساخراً ٠٠٠ الأخطاء الفنية بالرسم تبدو واضحة للعيان ٠٠ اما في الطب فالأخطاء يسترها التراب ٠
مسلسل مستمرا دون توقف ولا يبدو في الأفق بصيص من الأمل او ضوءاً في نهاية النفق، فكل يوم نسمع عن وفاة مريض تحت التخدير  او امراءة اثناء الولاده  او ربطاً لمعده او صرف دواءً لا يتناسب مع حالة المريض وعدم توجيهه لكيفية استخدامه ٠
اخطاء طبيه في تصاعد مستمر ، وللحق هي ليست حصراً على الاردن بل هي ظاهرة عالميه وفِي كل مكان  حيث بلغت عدد الوفيات الناتجه عن الأخطاء الطبيه في بريطانيا اكثر من ( ١٥٠٠٠) حالة وفاه وأمريكا تجاوزت عتبة ال ( ١٠٠٠٠٠ ) وفاة سنويا اي ثلاثة أضعاف الوفيات الناتجه عن حوادث السير٠
اخطاء طبيه كثيره لا يتم الابلاغ عنها نتيجة جهل المريض او ذويه  او نتيجة الاعتقاد الديني بان ذلك يعود الى القضاء والقدر وبالنهاية تموت مع صاحبها !! 
اخلاقيات مهنة الطب في العالم تشهد انحداراً مستمراً وقسم ( أبقراط ) لم يعد له وزن ، بل اصبح الجانب المادي يطغى على الجانب الإنساني  وأصبح جزءاً من الأطباء من رجال الاعمال والاقتصاد والسياسة أيضاً  وتحول القطاع الطبي الى قطاع سياحة علاجيه بمعناها السياحي فقط ٠
مرضى يقفون على مفترق طرق عند مراجعتهم لهذا الطبيب او ذاك  حيث يطلب منهم ( صور أشعة وتحاليل متنوعه وجلسات عديده ) وفِي النهاية وصفات طبيه تحتوي على كميات كبيره من الأدوية وبدون اي تحسنً يذكر ، اي ان المريض اصبح حقلاً للتجارب ٠
هوس ولهاث مستمر وراء جني المال وكنزها ، وبات الاردن بنِسَب عالية من تلك الأخطاء والتي لا وجود لقاعدة بيانات شفافه لدى وزارة الصحة بتاتاً  وللاسف المريض لدينا لا يعرف التميز بين الخطاء الطبي او مضاعفاته ، وكل تلك المشاكل تحدث اثناء العمل الجراحي او بعده، والآن بداءت الدول الغربية باستحداث وتدريس اختصاصاً جديدا بكليات الطب لديهم واسمه ( ياتروجينك ) والهدف منه تصحيح الأخطاء الطبية ٠
باختصار بدأنا نلاحظ وخصوصاً بدول العالم الثالث ونحن منهم كثرة لحالات الاعتداء على الأطباء والممرضين وتعرضهم للضرب المبرح ، مما يتوجب ان تنظم العلاقة بين المريض والطبيب لتلافي الوقوع في كثير من الاشكالات  والخطر سيبقي هذا الخليط العشوائي في ظل عدم وجود تأمين صحي شامل وخدمات طبيه مجانيه تلبي حاجات المواطن وتنهي قصة جشع البعض والتي تستهدف الربح 
.. وللحديث بقية