احضنك يا وطن لو كلك سكاكين
Friday-2017-06-16 03:46 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: عبدالهادي راجي المجالي
بلادي لا تختصر في غضبة شاعر لأجل انهاء عقد ابنه في الرئاسة ...كيف صغرتم هذا العملاق إلى وظيفة وسيارة لابن شاعر نجيب ؟...بلادي أكبر من من شحنة ..دجاج فاسد , ويغضب صاحب الشركة –حماه الله – ويعلن عبر الإعلام أنه سيغلق مصنع الدجاج والمزارع في الكرك ...يا صاحب الدجاجات العفنة ...
جعفرالطيار ..اختار ترابها مستقرا ...فمن أنت حتى تأخذ دجاجتك وترحل ..أتريد أن تعاقب الكرك ؟ ..لا تلوموني إن لطمت مثل شيعة علي ...حين يركضون في باب (طويرج) وينثرون دمع العيون على مقام العباس ويدركون قبيل أذان الظهر أن الحسين استشهد ...
يا صاحب الدجاجات العفنة ..هل تعرف زيد بن حارثة ..هل تعرف دمه الخضيب , لقد قبل في لحظة التحام السيف بالسيف أن يكون تراب الكرك ..عطر دمه القاني الأغر ..وقبل لتراب الجنوب أن يحمل شهداء ال البيت الأخيار الأطهار ...وأنت حملتنا (الف جميلة) بدجاجاتك ...خذها وارحل فلنا الله ...وصدقني أن عبدالله بن رواحة , كل ليلة يطوف على الناس هناك يؤذن بهم صبرا ...ويعلن أن من (يرهم) قليلا من تراب الجنوب إناء الفجر كأنه توضأ بماء زمزم ..وهل هناك أقدس من تراب يحمل سادتنا النجباء ال البيت ..فخذ دجاجتك وارجل .
كيف صغرتم وطني إلى تعديل ...محدود ..وقبله كان هنالك خفلة للشواذ أخذت ..جدلا كثيرا , ووزير اعتذر عن رئاسة هيئة تشجيع الإستثمار فاستفز وجدان خليل عطيه وانتصر له :- ..صديقي خليل عطية دعني أخبرك أمرا مهما ...بعد العام (1967) برز ضابط استخبارات أردني شرس اسمه غازي عربيات , أحبه وصفي كثيرا ورأى فيه نابغة وضابطا شرسا ...كان هذا الضابط ممن أشرفوا على تنفيذ مشروع الجبهة الرابعة ..أتدري ما هي الجبهة الرابعة ؟ ..هو مشروع مهندسه الشهيد وصفي التل ويقوم على إنشاء ميليشا شعبية , داخل الضفة الغربية ...هدفها إدامة الحرب مع إسرائيل ونقلها خلف خطوط التماس ...وكان غازي عربيات –رحمه الله- يملك ما مجموعه (35) رأس من الماشية ..اشترتها الاستخبارات العسكرية , وكان غازي يرتدي زي (راعي) اغنام ويختار نقطة خفية على الشريعة أو بعدها , ومن ثم يعبر داخل الحدود , ويلتقي بوجهاء الضفة الغربية ,كان يجيد التمويه وكل فنون الاستخبارات العالمية ...وكان ويؤسس ميليشيا ويهرب السلاح ولم تستطع قوات الإحتلال الإسرائيلي ان تصطاده كونهم ظنوه راعي أغنام , وحين بدأت حرب الكرامة كان عائدا من الضفة مع اغنامه , ولحظة عبوره الحدود أرسل برقيته الشهيرة إلى قائد الجيش وحدد أماكن هجومهم , وحجم الياتهم ..وأعداد القوات المقاتلة ...
كان غازي عربيات بعد كل عملية اختراق , يجلس مع وصفي التل ..ويشرح له عن معنويات الناس , واتصالاته ..وكيف أمن طرق نقل السلاح ...
صديقي خليل عطيه , عليك كنائب للشعب أن تستعيد زمن البسالة فينا زمن غازي عربيات ....زمن وصفي وزمن فلسطين حين كانت الفؤاد والملتقى والمشروع والهوية وأن لاتسترد زمن وزير اعتذر عن منصب ..بلادنا أكبر من ذلك بكثير...
كيف صغرتم أكتافها , إلى تعينات في الخارجية ..وتعديل ومن ثم :- نفحة غضب هنا ونفحة رضى هناك ...وصار ليل عمان ملتقى للأرجيلة ولحفلات السمر التي يحضر فيها السادة النواب , والسادة الوزراء ..وقد يغضب وزير شرس إن لم يجلس في الصف الأمامي ...
الأردن أكبر ...من ذلك بكثير , حتى لو كان سكاكينا فسأحضنه ..وها أنا أحضنك يا وطني أحضن فيك وصفي وغازي والجيش ...وكل الرجال الذي استشهدوا حبا لترابك ووفاء لنهجك ...الأردن أكبر من ذلك فلا تصغروه بحجم غضب شاعر ..أو حجم غضب وزير اعتذر عن رئاسة هيئة استثمار ..الأردن أكبر من ذلك ..

