النسخة الكاملة

الضرب على رأس الأصلع..

الأربعاء-2017-05-02 09:20 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: ابراهيم عبدالمجيد القيسي
كيفما ضربوه «بترن» صلعته، وبأي شيء رجموه يسيل دمه.. قلبي على الأصلع حين يسير في شارع مفخخ براجمات الحكومات ونضالات فرقاء «القرعة وأم القرون». نقدر اهتمام الناس ووسائل الاعلام بالشأن العام، بل نثمنه، فهو سلوك مطلوب حتى يستقيم الأداء في المواقع الوظيفية العامة والخاصة، وهذا دور الصحافة المطلوب، وهو بناء لوعي ديمقراطي، وتنمية الحس الناقد لدى الناس، لكن ليس تنمية التشكيك والثارات والغارات على الحكومة..
يتحدثون عن البندورة الحمراء الناصعة والتي لم ينزل سعرها عن 70 قرشا منذ شهرين، ويهاجمون وزير وزارة الزراعة باعتباره مقصرا في واجبه، ويستدلون بقصة مواقف بعض دول الخليج العربي من خضرواتنا التي يتم تصديرها إلى أسواقها، والتي يقولون بأنها تعاني من ارتفاع نسبة المبيدات ولا تصلح لاستهلاكهم ولا تنطبق عليها مواصفاتهم ومقاييسهم..
كتبنا في الأسبوع الماضي عن موقف الإمارات، بل موقف بعض وسائل اعلامنا من الكتاب الاماراتي الموجه إلى وزارة الزراعة، حول ارتفاع نسبة المبيدات عن الحد المسموح به في دولة الإمارات، وقلنا بأنه خبر لا يستحق التعليق والنشر الذي يتقصى تشويه الحكومة والوزارة والزراعة .. فالكلام حين يكون غير دقيق ويتقصى تشويه البلاد وسمعتها في عيون زوارها وأشقائها العرب، فهو مرفوض وليس من اغراض الصحافة المهنية الوطنية الحرة أن تدمر سمعة بلادها، لكن الاعلام المنفلت الذي لا يعرف حدود الوطن يفعل ذلك، وتبوء الدول بالخسران، الذي قد يعجز اعداء الوطن عن تحقيقه، وما زالت سلالات التشكيك والحيود عن مضامين تلك الكتب متداولا في بعض وسائل الاعلام، ويحلق الحديث في «ضرب الأصلع» حتى تتحول صلعته إلى لون البندورة.
ما لا يعلمه المهنيون والمنفلتون في مهنتنا، أن صادراتنا من الخضروات إلى دولة الامارات قد ارتفعت بنسبة 35% عنها قبل ان يصدر ذلك الكتاب، ولا يعني هذا أن ملاحظة الأخوة في دولة الامارات في غير مكانها، بل هي حقيقية حسب مواصفاتهم ومقاييسهم، وحسب بعض «التقنيات الصينية» المتداولة بين مواطنيها، والحقيقة التي فيها جانب من المرارة، هي قابعة في الوزارة قبل قدوم وزيرها الحالي المهندس خالد الحنيفات، حيث مرت سنوات على آخر محاولة لشراء جهاز لكشف المبيدات، وهي محاولة عطلها المعطلون المستفيدون من عدم تطوير هذه التقنية في وزارة الزراعة بدعوى الترشيد، فالجهاز المخصص لهذه الغاية والموجود لدى وزارة الزراعة، لا يكشف سوى 150 نوعا من المبيدات الزراعية، بينما الجهاز المطلوب يكشف أكثر من ضعف هذا الرقم، وقد تم تعطيل شرائه فيما سبق وسعره في السوق يقترب من 750 الف دينار.. علما أن في التعطيل أيضا خدمة لمصالح ما.
وزير الزراعة الحنيفات جاء إلى الوزارة بثورة ضد الترهل والشللية واللصوصية التي يتصف بها بعض المستفيدين من الوضع القائم، وهذا أداؤه المعلن الذي ليس هذا محل الحديث عنه، وحين واجهته بتلك الحقائق حول الجهاز المطلوب لغايات الكشف على المبيدات، قال إن الوزارة قد طرحت عطاء هذا الجهاز قبل يومين فقط، وسوف يتم شراؤه، لتنتهي هذه المشكلة محليا وخارج الحدود، وهذا موقف يبين أن الوزير رجل عملي ولا يذعن للشلليات واللوبيات داخل او خارج القطاع الزراعي، فالقصة برمتها تم حلها..
الذي يستطيب قصف الوزراء والوزارات والحكومات بالاتهامات عليه أن يدقق قليلا، فليس كل القصف مشروعا او مقبولا، وليست كل الطلعات ضد الخصوم ناجحة، لا سيما حين يكون المسؤول كوزير الزراعة الحالي، فهو رجل خالي الوفاض من أية حسابات وأجندات، وموقفه في إدارته لشؤون الزراعة ملهم حتى هذا الوقت، وسوف يعلم الخبراء في الشأن الزراعي من الزملاء المهنيين حقيقة ما أقول بعد فترة وجيزة، أما الذين أصبحت «شغلتهم وعملتهم» الطخ على الحكومة، ودون أن يهتز ضميرهم من لا وطنية ولا مهنية في حديثهم، فهم لا يختلفون عن العاملين في بسطات الحسبة، الذين يدللون على بضائعهم حسب أهوائهم وبساطتهم وفجاجة بعضهم..
اعلموا يا هؤلاء أنه وطن وليس «حسبة خضروات»، وعليكم ان تتحدثوا عن الصورة كلها وليس عن زاوية تزيدونها ظلاما بحديثكم الذي يخلو من خبرة ومعلومة. بعدين يا جماعة اللي بصير من صالحنا، يعني: ليتوقف تصدير الخضروات قليلا.. خلينا نقدر نشتري بندورة.
ibqaisi@gmail.com  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير