النسخة الكاملة

سبايلة يحاضر في "شومان" عن الازمة السورية واعادة صياغة التحالفات الدولية

الثلاثاء-2017-02-21 04:09 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  قال الباحث السياسي الدكتور عامر السبايلة ان مرور ستة سنوات على الازمة في السورية يحتم النظر الى المسألة على انها ازمة تتجاوز في جوهرها الحدود الجغرافية السورية، وبالتالي لابد من قراءة البعد الدولي للازمة عبر تشكل هذه التحالفات وفقاً لمحطات الازمة المتعددة، بدءاً من الحراك الدبلوماسي الذي تبلور في شكل مؤتمر اصدقاء سوريا وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية و كذلك في تشكل مرجعية جنيف للحل السياسي.   واضاف السبايلة في محاضرة نظمت امس في منتدى عبد الحميد شومان ادارها الباحث الدكتور فارس بريزات، ان محطات الازمة في سوريا تضمنت مجموعة مراحل منها مرحلة التصعيد ما قبل الاتفاق الكيماوي حيث عبرت الأزمة السورية فيها معركة حمص (باب عمرو) وعنوانها الرئيسي التلويح بتقسيم سوريا، كما شهدت انتقال الازمة الى دمشق عبر ضرب خلية الأزمة و التلويح بتقسيم الجيش السوري و عملية ضرب المؤسسات ثم امتدت الى حلب و التي هدفت الى التلويح بالحرب الاقليمية، الى ان جاء التصعيد الأميركي بالخيار العسكري و الذي أدخل الأزمة السورية ببند التلويح بالحرب الدولية.   وكشف المحاضر عن مرحلة الاستيعاب الدبلوماسي ومرحلة التسوية في الازمة السورية، مبينا انه بالرغم من ان المحاولات لايقاف الازمة السورية لم تتوقف منذ البداية، الا ان اهم النقاط التي اعطت الازمة السورية بعداً دولياً هو الفيتو المزدوج من روسيا والصين والذي يعني رمزية ثنائية اثبت ان الازمة السورية باتت نقطة تحول في شكل السياسة الدولية واعلان انتقال من سياسة القطب الواحد التي امتدت منذ سقوط جدار برلين الى لحظة التصويت الدولي على الازمة.   واعتبر السبايلة ان الازمة السورية شهدت ترددا اميركيا في الانغماس فيها لان الولايات المتحدة لم تكن معنية بالدخول في سيناريوهات تشبه حرب العراق وهو ما شكل حالة من الفراغ كان لابد لاطراف جديدة ان تملأها، لهذا تحولت سوريا فعلياً لازمة دولية تتصارع عليها اطراف متعددة ضمن رؤى و تصورات مختلفة، مشيرا الى ان قبول الولايات المتحدة للعرض الروسي بتسليم الترسانة الكيماوية السورية كان له الاثر اللافت في الانتقال الى التفاوض والعدول عن اي عمل عسكري اميركي في سوريا.   وراى المحاضر ان سوريا اصبحت مادة للصراع الدولي بسبب عدة عوامل قد يكون اهمها مستقبل الطاقة الكامن في شواطئ المتوسط في السنوات القادمة، كما ان سوريا التي تمثل نقطة مركزية في المنطقة تتشابك فيها معظم ملفات المنطقة و اهمها عملية السلام العالقة و التسوية الاقليمية، جعل القتال على سوريا هو اكبر من القتال داخل سوريا.   واوضح الباحث السبايلة انه على مدار الأزمة السورية عملت الضغوط المتبادلة بين القطبين الروسي و الأميركي على ابقاء الأزمة ضمن نطاق التجاذبات بين الطرفين، فهذه المرحلة التي يمكن تسميتها اصطلاحاً بمرحلة "العنف" مثلت حالة التجاذبات الطويلة و التي أدت الى الوصول بالطرفين لمرحلة ضرورة الوصول الى التفاهمات تجنباً للوصول الى مرحلة الانهيار و الاقتراب من حد الفوضى التي لا يمكن السيطرة عليها و بالتالي استحالة الوصول الى أي حل، وهو ما وضع جميع أطراف الأزمة في سوريا أمام استحقاق لا مهرب منه يتمثل بضرورة الوصول الى التسوية.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير