النسخة الكاملة

اجواء التنافر تسيطر على العلاقة بين النواب و الحكومة.. ووزير الشؤون البرلمانيه غائب

الثلاثاء-2017-02-20 11:50 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز  – محمد ابو سند
العلاقة بين مجلس النواب و الحكومة ليست كما ينبغي ...بهذة العبارة يعلق نواب عند سؤالهم عن العلاقة و التي يفترض ان تكون تشاركية وتكاملية ضمن الاطر الدستورية .
المتتبع للعلاقة بين الحكومة ومجلس النواب يلاحظ ان هذه العلاقة تختلف باختلاف المراحل والظروف والمتغيرات المحلية, فتارة يسودها التعاون والتفاعل، وتارة يسودها التباين في وجهات النظر والمواقف، فيما يسودها تارة أخرى ولو بشكل غير رسمي الهجوم والهجوم المضاد.
يؤشر مراقبون وخبراء في الشأن النيابي الى جملة من الامور التي دفعت بالعلاقة بين الحكومة والمجلس  الى انتهاء شهر العسل بينهما مبكرا ولعل السياسات الاقتصادية التي لجأت اليها الحكومة وخاصة رفع الاسعار كانت سببا رئيسيا في توتير اجواء العلاقة بينهما بعد ان كانت مع بدايات عمل المجلس في احسن حالتها ودفعت بنواب الى الضغط على زملائهم بتخفيف حجم الثقة للحكومة التي كانت ستحصل على اكثر ثقة اكثر من 100 نائب .
جاء رفع الاسعار واعادة ترتيب ملف الاعفاءات الطبية ليشكلان صدمه لعشرات النواب الذين مدوا جسور التعاون مع الحكومة بيد ان رفع الاسعار و الاعفاءات الطبية ملفات هامة من شأن الاجراءات الحكومية ان تخفض من رصيد النواب الشعبي وتحرجهم امام قواعدهم الشعبية وهو الامر الذي لم تأخذة الحكومة بالحسبان وهي تدير ظهرها للنواب وتوصياتهم لتجنب رفع الاسعار فيما عملت على ترتيب ملف الاعفاءات الطبية بتكيلف الوزير ممدوح العبادي بهذا الملف حيث نجح في ترطيب الاجواء لكن غبار الاجراءات الحكومية ظل يغطي على شكل هذة العلاقة .
في تفاصيل المشهد يبرز غياب واضح لوزير الشؤون البرلمانية الذي يظهر شكليا تحت القبة دون ان يلمس المتابع للشأن البرلماني أي حراك ديمقراطي للوزير مع الفرقاء النواب .
وزير الشؤون البرلمانية يقع على عاتقة الكثير من المهام التي تستدعي بالنتيجة ان يكون حائط الصد الاول عن الحكومة بالتواصل الدائم والمستمر مع النواب والحضور الدائم في تفاصيل المشهد النيابي وحيثياته .
يقوم مجلس النواب بدور تشريعي ورقابي مهم فيما تقوم الحكومة بدور تنفيذي لا يقل أهمية عن دور مجلس النواب، وفي المحصلة يكمل كل منهما الآخر في رسم وتنفيذ والرقابة على السياسات العامة خدمة لمصلحة الوطن والمواطن التي تمثل الهدف الأسمى.
وبالمحصلة فان  العلاقة بين النواب والحكومة تشهد  تجاذبات وتكتلات وتحالفات قد يصب بعضها في خدمة المصلحة العامة .... لكن قد يصب بعضها الآخر في تعزيز اجواء التنافر وربما عدم الثقة ما بين الحكومة والنواب في بعض الاحيان، وفي ظل هذه الاجواء يقف المواطن حائرا بين الطرفين، فيما يحاصره الغلاء من جهة والضرائب والصعوبات الاقتصادية من جهة اخرى في الوقت الذي لا يلمس فيه أي تحسن ملموس على الدخل العام والمستوى المعيشي، هذا الوضع ألقى بظلاله على أداء كل من الحكومة ومجلس النواب على شكل معوقات او مثبطات انعكست سلبا على المخرج النهائي للعمل العام.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير