العضايلة يكتب : عن عاطف الطراونة

جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب نضال العضايلة

ما الذي يمكن قوله عن البلدوزر ولم يتم قوله قبلاً؟ هذا الذي تاهت الاقوال فيه فهو الوحيد الذي استجاب الله لدعاء يوسف ودعنه في محراب الخالديه يملك كل شيء على ما يبدو، لكنه يملك حب الوطن قبل كل شيء، إنه مجموعة من الرجال في رجل واحد، فهو يمثل ذاكرة زمن تجلت فيه كل معاني الذكريات، إنه أحد أقوى الرجال في عصرنا الحالي.
تنقل بين ضفاف العمر ليشكل قدرة استثنائية لا مثيل لها، محارب من الطراز الرفيع، من الأشخاص الذين يتطلع إليهم شباب اليوم كقدوة، ومن أولئك الذين يملكون طموحاً ويكافحون من أجله ولا يأبهون بالمخاطر، هو عاطف يوسف الطراونة، إنه ملهمهم فعلاً.
بطموحه وجهده المستمر، نجح البدوزر او كما يحلو لي تسميته في تأسيس خط سياسي وطني جديد تمثل في تربعه عل عرش مجلس النواب الاردني اربع مرات متتالية، وما بين الكرك وعمان كان الكركيون البسطاء يتلونه في قلوبهم، فلم يكن دخوله في عالم السياسة صدفه، فقد خبر السياسة ومارسها وتعامل مع كبار السياسيين وقدم للوطن وأبنائه .
عاطف ابن يوسف ينحدر من عشيرة سياسية تعتبر برجالاتها وتاريخها وعطائها احدى بناة الأردن الحديث، ولم يكن بعيدا عن اجواء السياسة، إلا انه لم يكن منخرطا فيها، حتى ولكنه بقي كبيرا دائما ، لا يدخل في صغائر الامور ، ينأى بنسه بعيدا عن القضايا الصغيرة التي يتوقف عندها الكثيرين، ويبقى قصة نجاح بدأها بالعرق والتعب والسهر، لكنه حصد ما زرع حبا في سفوح شيحان ورجم الصخري والكرك .
دخل مجلس النواب للمرة الثالثة ، حمله ابناء كير حارسة الى القبة رئيساً، لكنه هذه المرة فدخلها بأصوات الاردنيين من الشمال الى الجنوب ، ولعاطف تنحني القامات الشامخة بشموخ شيحان ومؤاب ومثلما يرسم الفنان بريشته عبق الشموخ او يمزج صانع العطور اريج رائحته الطيبة، يتمتع البلدوزر بالمبادرة، فهو الذي يتمتع بصفة الإقدام، صنع حياته، ومهد دربها، دون أن ينتظر ما قد يمن به عليها شخصا ما، وهو الذي يستحوذ على نواصي القلوب والعقول، والاهم في حياة البلدوزر هو التخطيط للحياة.
وعد الحر دين وقد اوفى البلدوزر بوعده بان يكون خادم الوطن الأمين ،وان لا يحيد عن الصواب ولا يجامل في قول الحق، وعده كان بالأفعال لا بالأقوال ووعد بان يكون على مسافة واحدة من الجميع دونما استثناء، فاوفى الوعد وحفظ العهد وكان قوله "المنصب تكليف لا تشريف”مؤشر على الانجاز والعطاء ونهج وطني يعمل وفقه، حتى اصبح فارس المرحلة فهو الاقدر على ذلك.
لذا ولاني مؤمن بالبلدوزر فاني سأبحر معكم في هذا الكتاب الذي نتوقف بموانئه ومرافئه مع واحد من رجالات الاردن الذين بنوا رؤيتهم على حب الوطن وتجولوا في فناء التاريخ رغم انهم لا يابهون للمجد والشهرة، فالبلدوزر شقيق اخ لمحمد واخليف واحمد ابراهيم وسليمان ويكفيه فخرا انه ابناً ليوسف ودعنه.

وبعبارة موجزة اقول ان الرئيس الطراونة نموذجا حيا لدور الرجل التاريخي، وقلما يجود الدهر بمثله ، ومن الصعب ان تغادر مثل هذه الشخصية العظيمة ساحة الفعل التاريخي، خاصة بعد ان تجربته الثريه واثبت بجدارة انه رجل دولة بعد ان جسد وبصورة رائعة كونه رجل وطني.