النسخة الكاملة

الحسين ... والبدر العظيم !

الإثنين-2016-11-14 12:28 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب:علي احمد الدباس أهناك أجمل من هذه المصادفة أيها الوطن ؟ أن يتزامن خروج البدر العظيم هذه الليلة و الذي يتكرر كل سنوات طويلة مع ذكرى ميلاد بدرنا الدي لم يغب : الحسين بن طلال رحمه الله و قرن بالخير أبدا ذكراه؟؟
الكل كتب : بس لو بتعرف بغيبتك شو صار ؟ الكل كتب: في الليلة الظلماء يفتقد البدر ؟ و ها هو القدر الجميل يأتينا بالقمر الجميل في ذكرى ميلاد قمرنا! و الحسين رحمه الله هو قمرنا ؛ لأنه عكس كل النور الذي كان يشع من ايمانه بهذا الوطن علينا! عكسه لنا بناءً و إنجازا و كرامة و محبة و بركة!
لن أقول لك بس لو تعرف بغيبتك شو صار ؛ فأنت لا تستحق ان ننغص عليك نعيم جنتك التي ترقد فيها بأخبارنا التي لا تفرح ...... و لن اقول لك في الليلة الظلماء يفتقد البدر .... لأن البدر بيننا في سيرتك ، في قصتك ، في مذكراتك ، في ذكرياتنا معك .... أفضّل فعلا ان اقول لك و لنا : بس لو نعرف بغيبتك نقراك!! نعم " نقراك" بلهجتنا و نقرأك بالفصحى التي تتقنها ببلاغة ! فنحن ان قرأنا ذكاءك ، وسطيتك ، طيبتك ، عدلك ؛ إيمانك بنا ، و محبتك لنا ، و قلبك الذي ما توجع الا علينا .... حينها فقط سنعرف كيف نجتاز الظلمة و كيف نعود .....
كيف نعود وطننا يغار منه العرب ، وطنا نهض بالتعليم فصدّر الكفاءات لكل العربان .... وطناً شعر به المواطن بالعز و الكرامة و الحيط العالي ، فعصر بطنه و شد حزامه عن طيب خاطر .... وقال لك : سيدنا كلنا حاضر! و بنوا معك وطنا نقلنا من البوادي للحواضر ؛ ووقفنا به أمام الناس نفاخر ، و عملنا معك بعقول و سواعد أردنية .... فلا زالت صروحك واقفة : في المدينة الطبية لك بصمة ، في مركز الامل لك بصمة ، في الجامعات الاردنية لك بصمة ، في الجمعية العلمية لك بصمة ، في المدينة الرياضية لك بصمة ، في الجيش لك بصمة ، في الناس كل الناس لك بصمات و بصمات تحولت دعوات و رحمات تنزل عليك في الليل العظيم!
قلت أنك في جنتك تنعم ، و كيف لا تنعم .... فبعدل الله انت فيها ترقد! الله عز و جل كرّم الانسان .... و أنت كرّمت من كرمه الله ! ألم تقل الانسان اغلى ما نملك ؛ عفوا ايها القمر المنير : أنت لم تقلها.... انت فعلتها! جعلت من الاردن وطن الاردنيين الكرام .... و جعلت من الاردني ذلك النشمي الذي لا يلين و با يخنع و لا يركع لغير الله .... هذا انت ايها الغالي باختصار : جعلتنا نكون انت .... وكنت انت نحن!
رحمك الله يا أبا عبدالله .... رحمك الله و جزاك عنا خير الجزاء .... و ما أفرحني في عيدك الا تلك الحملة التي تجيء في عيدك هذا العام .... احدى الاذاعات الاردنية تطلق اليوم برنامجا مفتوحا على الهواء بعنوان : لنشعل قناديل صمودها ! نعم يا حسين العرب و صقرهم : سنشعل قناديل صمود القدس في عيدك ؛ سنبني و نرمم بيوت المقدسيين .... سنبني مدارسهم و سنثبتهم في ارضهم ! وفاءً لرؤيتك .... إيمانا بفكرك .... و امتدادا لواجبك تجاههم .... علنا نقلل الغصة التي رحلت و انت تحملها : غصة خسارة القدس!
لم تكن انت القائد بقدرما كنت الشوير لكل الناس من كبيرهم لصغيرهم ... لم تكن انت الملك بقدر ما كنت الاب لكا اردني واردنية .... لم تكن انت الزعيم بقدرما كنت صمام الامان وضمانة الاجيال : و هكذا ستبقى الرمز الذي توحدهم! ولا اذيع لك سرا ها هنا ان قلت لك ان تلفزيوننا الوطني حين ادلهم الخطب في البلد ذات ربيع نفض الغبرة عن ارشيفه و صار يبث قبل نشرة الثامنة مقتطفات صغيرة من خطاباتك التي كانت تضبط ايقاع الشارع بصدق نبرتها!
ما اجمل صوتك حين تقول ايتها الاسرة الاردنية الواحدة من شتى الاصول و المنابت ! ما أرخم صوت تواضعك و انت تقول ايها الحبيب في ذكرى ميلادك عبر الاذاعة المحلية : أشكر الاهل و العشيرة على مشاعرهم الطيبة النبيلة و ما غمروني به هذا اليوم ... و أقول لهم نمضي معا في هذا المشوار الطويل نبتغي رضا الله و رفعة هذا الوطن!
سيدي ، أتذكر ذاك الطفل الحزين الباكي الذي كنته يوم رحيلك .... اسمح لي ان اقول لك بنفس حزن الطفل يومها بعد سنوات من رحيلك : اشتقنا لنا .... اشتقنا لك!

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير