النسخة الكاملة

إلى خالد أبو زيد...عودة الرجل إلى بيته مرتاح الضمير شرف لا يدانيه شرف

الأربعاء-2016-09-28 04:56 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز-خاص- عمر محارمة ينهي محافظ العاصمة خالد أبو زيد فترة عمله في الحكومة بعد بلوغه سن الخامسة والستين اعتبارا من يوم غد الخميس التاسع والعشرين من أيلول. وبما أن الأنظمة تمنع التمديد للموظف العام بعد هذه السن سيغادر أبو زيد موقعه بعد سنوات من العطاء في السلك العسكري الذي انتقل منه بعد التقاعد إلى وزارة الداخلية التي شغل فيها موقع محافظ العقبة ثم إربد وأخيرا في العاصمة عمان، وحقق خلال خدمته هذه نجاحات كبيرة استدعت في إحدى السنوات هبة من مواطني مدينة إربد ووجهائها ونوابها وأعيانها لإعادته للخدمة بعد أن كانت الحكومة قد قررت في تلك الفترة إحالته إلى التقاعد وعدم التمديد له، وهو ما وجدت الحكومة نفسها مضطرة للاستجابة له في ضوء ندرة وقوف الناس في وجه مثل ذلك القرار، وهي هبة تعكس مدى الاحترام و التقدير الذي تركه أبو زيد خلفه حين غادر محافظة إربد قبل أن يعود لها مسنودا بهذا الدعم الشعبي والرسمي وهو ما أهله فيما بعد لتبوء مقعده محافظا للعاصمة. خروج أبو زيد خسارة كبيرة لإدارة الحكم الإداري و المحلي، لما عرف عنه من التزام ومثابرة وحسن إدارة، خصوصا وان الرجل كان يفضل باستمرار الابتعاد عن الأضواء ولا يجيد بناء العلاقات مع الإعلام وكان باستمرار يرى نفسه جزءا من فريق واحد في الدولة فلم يسعى إلى تبرئة ساحته من بعض الأخطاء رغم أنه يمتلك أدلة كبيرة و كثيرة على أنه قام بالدور و الواجب المنوط به حيالها، ولعل من بين تلك الملفات ملف اغتيال الكاتب ناهض حتر الذي هوجم أبو زيد بسببه واعتبر مقصرا من قبل ذوي المغدور و بعض القوى السياسية، على الرغم من أن الرجل قام بما عليه، لكنه آثر الصمت على أن يخرج ما بجعبته و يلقي المسؤولية في حضن غيره . أكتب اليوم هنا عن هذا الرجل الذي لم تتيح أواصر القربى و الدم و الجوار و المصاهرة، أن أتعرف به عن قرب، و رغم أن موقع عملي وإقامتي لم يكن إلا على بعد أمتار من مكتبه، لم اسعي إليه يوما ولم أتبرع بتقديم الخدمة الإعلامية له، لأنه لم يسعى لها و لم يكن يعتقد انه يحتاجها، ولولا أنه يغادر موقعه ما كتبت عنه. نقول لأبو حازم الله يعطيك العافية و يكفيك فخرا أنك تعود إلى سحاب حيث أهلك و بيتك مرتاح الضمير، وقد أديت واجبك بأمانة ونزاهة و إخلاص متطلعين إلى أن نراك قريبا في موقع آخر يليق بك، فمثلك تحتاجهم الدولة وسيدرك عقلها ذلك حتى و إن "غابت" عنها لبعض الوقت. ويكفيك انك تعود حاملا شرف راحة الضمير فعودة الرجل إلى بيته مرتاح الضمير شرف لا يدانيه شرف.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير