النسخة الكاملة

هاني الملقي .. من أين أتيت بهؤلاء الوزراء ؟

الأربعاء-2016-09-28 03:37 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - خاص - فارس الحباشنة 

ثمة اسرار ما زالت في دورانها المحير ولم يكشف بعد عن السر الغامض لبقاء 21 وزيرا من الحكومة السابقة بالتشكيلة الجديدة ، ومن بينهم 10 وزراء من حكومة عبدالله النسور و11 وزيرا من الحكومة السابقة لـ هاني الملقي , وكنوع من احترام للشعب, فلابد من معرفة هذا اللغز المحير .

الحكومة الجديدة " طبعة محسنة " تشتم منها روائح مراكز قوى عديدة ، ما هو مرئي وغير مرئي ، فبصمة العم باسم عوض الله أكثر وضوحا باختيار يعرب القضاة وزيرا للصناعة والتجارة والإبقاء على عمر ملحس وزيرا للمالية ووجود حازم الناصر وزيرا للمياه والري .

وأكثر ما يبدو أن الرئيس الملقي لم ينعم بوفرة السلطة لتشكيل حكومة على مقاسات ارادته وخياراته ، فيبدو أن المزاحمة واضحة في فرض املاءات حادة لوزراء حافظوا على مقاعدهم في الحكومة ،وما بين الوزراء الجدد الـ 5 .

ويقال أن الرئيس الملقي تفاجأ في اللحظة الاخيرة من تشكيل الحكومة بإدراج وزير العدل عوض المشاقبة ، ولم يجد أمامه خيارا إلا بقبوله راضيا , فهل صحيح أن الرئيس الملقي لم يجد امامه الا الحفاظ على الوزراء السابقين .

جلب الرئيس الملقي 3 وزراء " : بشر خصاونة و فواز ارشيدات و يوسف منصور " من اصدقاء العقبة والقاهرة لتشكيلة الحكومة الجديدة يكشف حقيقة عن ضيق الافق وانحصار الخيارات . وذلك يرتبط بإرادة مصالحيه وفئوية ، لا وفق قواعد متفق عليها في العمل السياسي بداية من العدالة والموضوعية والشفافية وليس انتهاءاً بالمسؤولية الوطنية باختيار الفريق الوزاري ، والمكلف لمهام سياسية ملحة وحساسة .

الحكومة بالطول والعرض ليست مهمة فحال تشكيلها لا يختلف عن حكومات سابقة ، ولكنها تكشف عن خلل بنيوي في السياسة الاردنية ، وأكثر تعبيرا عن ذلك اختيار وزراء بلا كفاءة تذكر لا على المستوى السياسي او التكنوقراط لوزارات سيادية وخدماتية ، فيبدو أن اصحاب الـ CV الغامض فرصتهم قد ارتفعت اسهمها مقارنة بـ "توليفة الحكومة " التي مهما حاولت الاجتهاد في قراءتها فأنها مستعصية على التحليل والفهم والاستدراك بأدنى مستويات الفقه السياسي .

وليس اختيار بشر الخصاونة  ويوسف منصور ووجيه عزايزة ولينا عناب ورامي رويكات ووائل عربيات وآخرين لا يتسع ذكرهم لتطابق الحال بعيدا عن هذه الاجواء ، فالأمر هنا لا يقتصر على وزراء نزلوا بالباراشوت ، وتحديدا انهم مجموعة موظفين كبار زرعوا نفوذهم في السلطة عبر حلقات غامضة ، وثبتوا دعائم وجودهم بالجهاز الحاكم كهواة ومتدربين في فترات تمرين .

هي من الطبائع الغامضة لتدوير السلطة ، حيث تتركز وتنحشر بين فئات محدودة من المحظوظين والمختارين من داخل " العلبة " ، والتي لا يعرف كيف يتم القفز بالصعود والترقي في مساحتها المقفلة والمظلمة ، فعملية التوزير لا تتعدى قفزة صعود قوامها الصدفة والحظ وسخرية الاقدار من صداقة وعلاقة عائلية ونسب وارتباط مصالحي أو فئوي أو جهوي .

هكذا ولدت حكومة هاني الملقي الجديدة : مرهقة وهشة وبائسة ، ولمجرد استطلاع وجوه الوزراء القدماء والجدد , فيبدو أن الرئيس الملقي في محطتين من تشكيله لحكومته تعامل بصدمة وحيرة واخفاق واضح ، فهو لم يعد العدة لاختيار فريق وزاري يحمل بصمة وأثار الملقي ، فبقى يداري بدعابة ممنهجة لإرضاء اطراف غامضين ومعلومين ، وكأنه ليس رجل دولة ولا يعرف نكهة اسرارها.

ونسأل هنا من هو الوزير في تشكيلة الملقي الجديدة  قادرعلى الوقوف امام نواب على مستوى سياسي واقتصادي ثقيل عادوا الى المجلس  مجددا ؟.

أهو وزير الداخلية سلامة حماد الذي أثار الشارع الاردني بالتعامل الامني الخشن في ذيبان؟ وعاشت البلاد ارتفاعا في مستوى الجريمة خلال فترة تسلمه لوزارة الداخلية  ، عدا عن سرقة صناديق اقتراع بدو الوسط  ؟.

ام وزير التربية محمد الذنيبات الذي يواجه انتقادات شعبية وحزبية وطلابية وتعليمية واسعة على اثر تعديل المناهج وحذف ايات واحاديث نبويه منها ؟.

وهل الملقي نفسه قادر على مواجهة النواب بعد التوقيع على اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني ؟.

أعان الله الملقي على اللحظات التي تنتظره تحت قبة مجلس النواب ؟.


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير