النسخة الكاملة

إحذر ..

الخميس-2016-09-01 12:07 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب هبوب الجنوب في حكومة منصرمة , كان لوزير الإعلام , مجموعة من الصحفيين (المحظين) الذي يجلسون مع الرئيس , يتناولون العشاء معه , يبادلونه الرضى بالرضى ومن ثم ينثرون شذرات الود عبر مقالاتهم ...وهؤلاء كان يقدمهم الوزير إياه ويجالسهم ويعتبرهم صفوة الناس أو صفوة الصفوة ... حسنا ساضع في أذن الرئيس بعض الحقائق وبعض الإعتبارات والمطلوب أن يدركها أو يفهمها أو يرميها ادراج الريح , فكل ما في الصحافة صار مجرد أدراج من الريح ...ينثر عليها الكلام .. إن أخطر ما فعله وزير الإعلام الحالي , عبر حكومة منصرمة , هو تفكيك بنية الإعلام الرسمي , عبر تهميشه تارة ..وعبر جعل الدستور الصحيفة العريقة والنبيلة تغرق في ديونها وتتعب , وعبر خلخة بنى التلفاز حين فرض مديرا مدججا بالأعراف البيروقراطية , وانتهى الأمر بالرأي ..حين تركها غارقة في ديونها متعبة ذاك أن الغد تمثل لهذا الوزير نموذج الليبرالية والتقدم وإعلام الدولة... الرجل يملك مشروعا مفاده أن الإعلام الرسمي عبء على الحكومات , والسبب أن الإعلام الرسمي ..أكثر وعيا من الوزير ومؤسساته الملحقة به , مثلا هل يجوز في لحظة أن نقارن بين كاتب بحجم طارق مصاروة كان يصيغ خطاب الدولة السياسي زمن الحرب ..وبين وزير لم يولد وقتها بعد , هل يجوز أن نتحدث عن الدستور التي حملت إرث جورج حداد الكاتب الأقرب للشهيد وصفي التل والذي كتب جزءا من خطاباته , وبين وزير ..تربى في جامعات الغرب وبدأ حياته في الإعلام عبر برنامج إذاعي قدمه , قبل (6) سنوات ...في الإذاعة الأردنية , هل يجوز أن نقارن بين وزير ..تخرج من الجامعة الأردنية عام (1996) وبين كاتب بحجم محد خروب يجيد لعبة السياسة الدولية ... حسنا هناك أزمة وعي حقيقية في الإعلام , فالإرث الذي تركه عدنان أبو عوده وصلاح ابو زيد ومحمد كمال يحتاج لشخص بحجم مشروع الدولة لا بحجم منظمات (الأن جي أوز ) ...وخدمة الحكومة ومشروعها , لا تتم عبر إحضار كاتب للرئيس والجلوس معه لمدة ساعتين في حرم الرئاسة ...وتقديمه للرئيس بصورة البطل علما بأن الكاتب إياه كان أكبر مدافع عن قورشة وعن الإخوان ..الأصل أن نعيد الهيبة لمؤسسات الإعلام الرسمي , لا لجهوية الوزير وعلاقاته الشخصية فالجهوية تولد دوما من دون هيبة .. ثمة مشروع يمرر الان لفكفكة الإعلام الرسمي , فالرئيس لم يطلق تصريحا واحدا عبر الرأي , في حين أن الملك أعطى مقابلة كاملة للدستور كي يعيد لها الثقة ..وتلك الملاحظة كان على الوزير أن يلتقطها ..لكننا للاسف قادمون على مرحلة خطرة ..وتلك المرحلة ..شرحها الوزير في جلسة لرفاق السمر والليل وتتلخص في :-  بيع اراضي التلفزيون وتخفيض عدد موظفيه للنصف ونقل مكانه بيع الرأي للقطاع الخاص وتفعيلها عبر تخلي الضمان عن حصصه فيها سحب مساهمات الضمان في الإعلام الرسمي وتحويلها للشراكة مع القطاع الخاص تلك المحاور الثلاثة , وضعت في زمن حكومة منصرمة والوزير ما زال ينفذها بكل جدية وحزم .. حسنا دولة الرئيس , ضحالة المشهد الإعلامي الرسمي..كانت واضحة عبر تاثيرات وزير إعلامكم ...فالرأي لم تحظ بزيارة أو تصريح ..واصدقاء الوزير هم المحظيون بمقابلتكم ... ومشروع الفكفكة يسير في الطريق الذي يريده الوزير ..ولكن للحرف رب يحميه , وللتاريخ رب يحميه , وللبلد رب يحميها ... فقد عادت الجهوية في الإعلام , تارة عبر مقابلات الرئيس التي يرتبها الوزير وتارة عبر تعينات الهيئة المستقلة التي يخططها الوزير ..وتارة عبر أشياء لا نعرفها ولكن ثمة إشارات خطيرة لها .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير