جفرا نيوز- بقلم: فارس حباشنة
ليس ثمة ما هو أسوأ من الجهل و العبث، هذا ما ارتكبته وزارة السياحة في حملة ترويجية للاردن ، اذ نشرت في صدارة اعلانها أن الشاعر مصطفى وهبي التل "عرار " يلقب ب "البدوي الملثم " .
هذا الخطأ الفاحش لو أنه وقع بلاد أخرى تقدر التاريخ و الذاكرة و الرموز الوطنية ، فقد يسقط بدويه حكومة باحمالها . ولكننا في مع كل أسف نحن محكومين من وزراء جهلة و أميين ، افق نظرهم لا يتجاوز مواضع اقدامهم .
الفضيحة مرت دون أن تعتذر وزيرة السياحة للرأي العام الاردني ، ودون أن تفكر الوزيرة ولو بمعاقبة الموظف المتورط بهذه الجريمة ، و أعتقد أنه بالكاد أن الوزيرة تفقهت بأن البدوي الملثم ليس لقبا ل"عرار " .
هذه الفضيحة لا تعبر عن ضعف في التعليم و الثقافة ، أنما هشاشة في الذاكرة الوطنية ، فلو سألنا الوزيرة وموظفيها عن أسم متسابقي سوبر ستار و فويس و أراب ايدل لاجابة باستطراب متسع بالاطناب ، فيبدو أنها تأكيد على ركاكة لذاكرة وطنية مثقوبة .
الذنب مضاعف في هذه الفضيحة ، فباسم أي قيم تتاجرون باسمي : عرار و البدوي الملثم ، تتاجرون و انتم لم تكلفوا أنفسكم قراءة التاريخ ، ولو على مستوى التصفح العاجل على الاقل . فنحن لسنا أمام خطأ عادي "زلة " قد تقع ، أنما انزلاق عفوي يفضح واقعا مريرا وبائيسا ومؤلما.
هناك طبقة من الجيل الجديد نشأت مسلوبة الهوية . قادمة من بئيات غريبة ومتعالية ، " الموظف" الذي كتب نص الاعلان الترويجي لم يقع في الخطا سهوا ، أنما يفتقر الى أدنى معارف الثقافة الوطنية العامة ، فمن لا يعرف عرار و البدوي المثلم ؟ و يمكن أن نجذف في التفكير ونقول أن هذا السلوك يفضح وعيا عابثا وجاهلا ما يريده حقيقة هو محو الذاكرة الاردنية ومن قبل تشوييها .