زياد المناصير..العمل هو الموقف
الأربعاء-2016-07-13 01:26 am

جفرا نيوز - جفرا نيوز -كتب : بلال حسن التل
لا أعرف رجل الأعمال الأردني زياد المناصير، والمعلومات المتوفرة عندي عنه ضئيلة ولعل هذه الضآلة في المعلومات تعكس جانباً من جوانب شخصية الرجل، وهو جانب يقول أنه لا يحب الأضواء وبريقها، ويميل إلى العمل بصمت وهذه ميزة تحسب له لا عليه، وهي ميزة تدل على تماسك في الشخصية لا تستطيع أن تبهرها الأضواء فتنحرف بها،أو تزيغ بصر صاحبها عن ما يريد، شأن الكثيرين من «فقاقيع» عالم المال والأعمال، الذين يلهثون وراء الأضواء على حساب التركيز على عملهم فيخسرون العمل، ومع هذه الخسارة تنحسر عنهم الأضواء ويحصدون الحسرة فتكون خسارتهم مضاعفة مادياً ومعنوياً.
هذه الندرة في المعلومات عن المناصير يمكن تعويضها لمن يريد من خلال القراءة في أعمال الرجل وهي كثيرة، تشير إلى طينة طيبة وأصيلة ووطنية في الرجل تضعه في خانة الرجال الذين يفضلون العمل على الثرثرة، ويفضلون أن تكون مواقفهم أعمالاً مؤثرة، لا ثرثرة لا أثر لها إلا الطنين الذي يؤذي الأذن ويهددها بالصمم، في هذا الإطار نقرأ إعلان الرجل عن نيته توفير ثلاثة الآف فرصة عمل لشباب الأردن، من خلال إنشاء حزمة من المشاريع التي يحتاجها الوطن، وهو بهذا يرمي عدة عصافير بحجر واحد، وأول ذلك أنه يوفر فرص عمل لهذا العدد الكبير من شباب الوطن، إضافة إلى فرص العمل التي سبق وأن وفرها لشباب الأردن ذكوراً وإناثا، مما يساهم في سد ثغرة كبيرة في جدار البطالة الذي يعلو في وطننا ويفتك بالأردنيين،وثانيها أن حزمة المشروعات التي أعلن عن نيته إقامتها في الأردن من شأنها أولاً المساهمة في تطوير الأردن وبناء نهضته خاصة في مجال الطاقة، مما يعني تخفيض فاتورة الاستيراد، ومن ثم توفير العملات الصعبة، وحفظ المديونية التي تلعب فاتورة الطاقة دوراً مركزياً في تصاعدها، أما ثالثها فهو المساهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي الذي هو القاعدة الصلبة لنمو الاقتصاد مما ينسجم مع الرؤية الحضارية التي غابت عن الكثيرين من أصحاب رأس المال الذين لا يفكرون إلا بالأرقام، وتعظيم الأرباح، دون أي إحساس بالمسؤولية اتجاه مجتمعهم.
إن ما فعله زياد المناصير هو بالضبط ما يحتاجه وطننا، أعني العمل الجاد الذي يدخل في باب الجهاد الذي أمرنا به ديننا الحنيف.فالجهاد بالمال من أفضل درجات الجهاد، لذلك كان يتنافس عليه صحابة رسول الله، فبسبب الجهاد بالمال شَغل بعض صحابة رسول الله مكانة مميزة في ضمير الأمة على مدار تاريخها، ونحسب أن لهم مكانةً خاصة عند ربهم عز وجل الذي حث عباده على الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس، ومن هؤلاء عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما الكثير الكثير من الذين لم تُعدم الأمة أمثالهم على امتداد تاريخها، والذين نرجو أن يكون زياد المناصير منهم وأن يسير على دربه أثرياء الأردن والعرب وما أكثرهم لكنهم في النائبات قليل.
إننا نتمنى أن يكون ما فعله المناصير نموذجاً يقتدي به أبناء وطننا كل وفق قدرته، فما يحتاجه بلدنا ليس بيانات لطم وندب، وليس مسيرات تحاول بعض القوى أن تثبت من خلالها حضورها، لكنه يحتاج إلى العمل الجاد والتضحية خاصة بالمال، وهو بالضبط ما فعله زياد المناصير، وهو الفعل الذي نحب أن يسير على نهجه أصحاب المال من أبناء الأردن كل وفق قدرته، فالدينار على الدينار يكون ثروة، وقد كان بعض الصحابة يتبرعون للجيش الخارج إلى الفتح والجهاد بحبات تمر دون أن يجد أحدهم في ذلك غضاضة، وهو بالضبط ما يجب أن نفعله من أجل بلدنا وقد ضرب لنا زياد المناصير مثلا يحتذى. عندما جعل من العمل أسلوباً لإعلان الموقف، فكل من يجوب المملكة من أقصاها إلى أقصاها سيجد للرجل أثراً ويدًا، ذلك أنه في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون من أرباب المال إلى إخراج أموالهم واستثماراتهم من الأردن، حتى صارت استثمارات الأردنيين في بعض دول الخليج العربي على ثرائها أكثر من استثمارات هذه الدول في الأردن، فإن زياد المناصير يفعل عكس ما يفعله هؤلاء، إذ أنه يضخ أمواله من خارج الأردن إلى داخله ليؤسس المشروعات التي توفر فرص العمل لآلاف الشباب الأردني، الذين خرج زياد من رحمهم، وعرف معاناتهم وحمل طموحاتهم، فقرر أن يخفف من هذه المعاناة، وأن يسهم في تحقيق هذه الطموحات عبر مشاريعه واستثماراته الكثيرة على امتداد مساحة الوطن من العقبة إلى الهضبة، وكلها تؤكد أننا إن لم نعرف المناصير عبر ضجيج الإعلام الزائف، فقد صرنا نعرفه جيداً عبر العمل الصادق والعطاء المتواصل للوطن بارك الله فيه وله وعليه وجعله قدوة لغيره من أثرياء الوطن.

