النسخة الكاملة

"كن مثل بلال": حملة نصائح تقسم الفيسبوكيين بين معجب وساخر

الأربعاء-2016-01-13 09:55 am
جفرا نيوز - عمان- "هذا بلال... بلال لا يصدق كل ما يقرأ على الإنترنت، بلال يبحث ويقرأ ويتحقّق بنفسه، بلال ذكي،... كن مثل بلال"، "هذا بلال، بلال اشترى وجبة طعام، بلال لم ينشرها على الفيسبوك، ولم يكتب تفضلوا، بلال ذكي، .... كن مثل بلال"، هاتان النصيحتان هما مجرد أمثلة لنصائح تتناول الاستخدامات الخاطئة لشبكات التواصل الاجتماعي، ومصدرها صفحة فيسبوكية حملت اسم "كن مثل بلال"، شغلت الأردنيين من مستخدمي فيسبوك خلال الأيام القليلة الماضية، وقسمتهم بين معجب ومعارض لمثل هذه الفكرة التي تهدف في شكلها العام إلى توعية المستخدم بشكل بسيط ولافت. هذه النصائح وصاحبها، الشخصية الكرتونية المرسومة بشكل بدائي بسيط "بلال"، نجحت ببساطتها ونقدها اللاذع بإيصال الكثير من رسائل التوعية للمتسخدمين، بحسب ما أكد متخصصون في مضمار السوشيال ميديا، مدلّلين على ذلك بحجم الإقبال والاستخدام الكبير من قبل عشرات آلاف المستخدمين الأردنيين لهذه الصفحة وتفاعلهم مع نصائحها خلال فترة بسيطة لم تتجاوز أياماً، حيث استطاعت هذه الصفحة أن تجمع حوال 144 الف معجب في غضون اربعة أيام فقط، والرقم في تزايد. غير أن هؤلاء المتخصصين في شبكات التواصل الاجتماعي "أشاروا إلى أن الشكل والعبارات التي قدمت فيه هذه النصائح والحالات والسلوكيات الخاطئة التي تناولتها قد لاقت ايضا "سخرية" و"استهجانا" كبيرين من قبل مستخدمين طالبوا بعضهم بالتوقف عن تبادل هذه النصائح والتعليقات التي رأوا فيها "تبسيطا لفكر المستخدم" حينا، وبأن فيها عدم مراعاة لعمر المستخدم وخبرته حينا آخر، فيما رأى في رسائلها آخرون "تعديا على حرية الفرد في استخدامه للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي سواء كان هذا الاستخدام إيجابيا أم سلبيا". ولم يحدّد الخبراء في مجال شبكات التواصل الاجتماعي الجهة أو الشخص الذي يقف وراء هذه الحملة الافتراضية التوعوية، إلا أنهم اشاروا الى سهولة إنشاء وإطلاق صفحة غير شخصية على شبكة الفيسبوك، فيما اظهر بحث محدود لـ"الغد" امس ان صفحة عربية لبنانية حملت اسم "كن مثل جعفر" انطلقت قبل صفحة "كن مثل بلال"، واعقب الاثنتين تجارب حملت طابع "السخرية" و"الكوميديا" لصفحات حملت أسماء مثل "كن مثل ندى"، و"كن مثل فلحة" وغيرها. ويروي موقع الحياة الجديدة اصل هذه الحملات قائلا: "تعود فكرة الصفحتين إلى "Sii come Bill" الصفحة الإيطالية التي أطلقها شاب ايطالي الشهر الماضي معتمداً بشكل أساسي على نشر رسومات بدائية جداً لشخصية تدعى "Bill" ينتقد فيها تصرفات وسلوك بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة مسلية، تنتهي بتقديم نصحية لهم بـ"Be like Bill"، وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة لتنطلق صفحات أخرى مشابهة باللغة الاسبانية "Sé como José" والإنكليزية "be like bill” والتي حصدت نحو 440 ألف معجب في غضون 4 أيام فقط. وتؤكد مدير فريق السوشيال ميديا في شركة بداية للاستشارات الإعلامية والاتصالات المؤسسية، شيرين حاتوغ، أن استخداماتنا لشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية يشوبها اليوم الكثير من السلبيات، ويلزمنا الكثير من التوعية في هذا المجال، وخصوصا في مجال الحفاظ على الخصوصية وعدم التعدي على الآخرين، لافتة إلى أن هناك العديد من الإجراءات والخطوات التي يمكن أن يقوم بها المستخدم ليستفيد ويظل إيجابيا على هذه الشبكات. وتعتقد حاتوغ أن حملة مثل "كن مثل بلال" نجحت خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك يظهر من حجم التفاعل والمشاركات للنصائح التي حملت اسم "بلال" بين الأردنيين من مستخدمي الفيسبوك، غير أنها اشارت الى ان هذا الاقبال والنجاح بدأ يعترضه ويطبعه الكثير من "السخرية" و"الاستهزاء" حول شخصية بلال، والنصائح التي يقدمها خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي اعتدنا عليه في كل الاحداث والحملات الافتراضية التي تقسم المتسخدمين في العادة بين مناصر ومعارض. وترى أن "البساطة" و"الغرابة" في شخصية الحملة "بلال"، وطريقة تناول السلوك الخاطئ والنصيحة في مقابله بشكل غريب وبسيط، قد يسهم في بعض التوعية لجمهور مستخدمي الفيسبوك في الأردن والذين يناهز عددهم اليوم الـ4.1 مليون مستخدم. بيد ان المستخدمة لفيسبوك، بتول ارناؤوط، ترى أن هذه الحملة وهذه النصائح "طريفة" و"بسيطة جدا" وكأنها تخاطب صغارا في السن، لافتة أن محتوى ومضمون وتصميم هذه النصائح وشخصياتها لا يناسب كل شرائح المستخدمين لجهة العمر أو الخبرة. وقالت أرناؤوط إننا بحاجة الى توعية المستخدمين حول السلوكيات الخاطئة لاستخدام فيسبوك، ولكن ليس بهذه الطريقة التي جلبت الكثير من السخرية على شخصية "بلال" ونصائحه، والتي انتقلت من الفيسبوك الى باقي الشبكات وحتى الى ما يتداوله الناس على "الواتساب". وتختلف المستخدمة، شروق محمد، مع ارناؤوط في الرأي، قائلة إن حملة "كن مثل بلال" هي "مثال ناجح جداً" لإيصال معلومة تفاعلية بطريقة صحيحة مبسطة. الى ذلك، يرى المستشار والناشط في مجال "السوشيال ميديا"، محمّد طحّان، أن اية حملة او اي حدث غريب اصبح يقسم المستخدمين في العادة الى فريقين: فريق مناصر، وآخر معارض، مشيرا الى أن الحملة الافتراضية "كن مثل بلال" كانت غريبة وتحمل نقدا لاذعا في شكلها ومحتواها، وهو ما قسم الجمهور حيالها وحيال النصائح التي يرى أننا بحاجة لها اليوم في العالم الافتراضي. غير أن طحان يقول إن الحياة الافتراضية على شبكات التواصل تشابه الحياة الواقعية، وإن تعديل السلوكيات في كلا الحالتين سيعتمد في النهاية على المستخدم نفسه ومعتقداته وقناعاته ووعيه وتأثره بمن حوله وإدراكه لأهمية التحول الايجابي والاقتناع به. ويقول إن نجاح أية حملة يمكن أن يقاس على الفيسبوك بحجم التفاعل والإعجاب خلال فترة زمنية معينة، لافتا إلى أن هذه الحملة أيا كان مبتكرها قد نجحت في لفت الانتباه والمشاركة والاستخدام خلال فترة أيام قليلة من خلال طرحها الغريب وغير المباشر.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير