النسخة الكاملة

المدربون الاجانب وسنوات الضياع لكرة القدم الأردنية!

الثلاثاء-2015-07-14 12:23 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز -
نجاح أي مدرب كرة القدم في العالم يرتبط بتطور الأداء والنتائج، والمدرب ليس بقيمة عقده وإنما بقيمة عقله وما يحمله من أفكار علمية وعملية تسهم في تحقيق الإرتقاء الذي يتمناه كل عاشق لفريقه أو منتخب بلاده، لكن المدرب مهما بلغ من درجات المعرفة والعلم التدريبي، فإنه قد يخفق في حال افتقد لمعايير الرغبة والحرص والجدية.   وفي الأردن، هنالك مدربون خواجات يفتقدون لمعايير وأسس العمل السليم الذي يقود للنجاح بل تم الحكم عليهم بالفشل مسبقاً، فحالهم جسد مقولة المثل الشعبي (المكتوب مبين من عنوانه)، وهو الذي انطبق فعلياً على المدير الفني الأسبق لمنتخب النشامى الإنجليزي ويلكينز حيث توقع له الخبراء بأن يفشل في نهائيات أمم آسيا التي أقيمت في استراليا وهو ما كان.   وتبدو حكاية الإتحاد الأردني لكرة القدم بتعاقداته مع المدربين الخواجات مثيرة للجدل وتبعث على اليأس والإحباط، وقد شعر عدد لا بأس به من عشاق الكرة الأردنية بأن المدربين الخواجات لا يبذلون الجهد المطلوب مقارنة مع ما يبذله المدرب الوطني الذي يمتاز بحرصه واندفاعه ورغبته في تحقيق شيء ما.   ونعود إلى الوراء لنؤكد حقيقة ما نزعم عبر حكايات تكررت دون أن يضع لها الإتحاد الأردني حداً، فالبداية كانت عندما فضل المدير الفني السابق لمنتخب النشامى الإنجليزي ويلكينز السفر إلى بلاده للإحتفال بالكريسماس رغم أن منتخب النشامى حينها كان على مشارف المشاركة في نهائيات آسيا التي أقيمت في استراليا.   وبعد ويلكينز، تفاجأ الجمهور الأردني بتأجيل المدير الفني الجديد البلجيكي بول بوت مجئيه للأردن لتسلم مهمته التي بدأت منذ شهر تموز / يوليو الجاري.   ولم يتوقف ذلك المسلسل المقلق عند بول بوت فحسب، حيث تجدد ذات المشهد لكن ببطولة جديدة تتمثل بالفرنسي ايريك دوليتان المدير الفني لمنتخب الناشئين حيث ما يزال يقضي اجازته في فرنسا والمنتخب الأردني يتأهب لإستضافة بطولة غرب آسيا التي تنطلق يوم 29 الشهر الجاري.   هذه المعطيات تبدو خطيرة جداً، ولا نعرف ما هي الجدوى من التعاقد مع هؤلاء المدربين طالما أنهم لا يحترمون عقودهم، فمنتخب الناشئين وقبل المشاركة في بطولة غرب آسيا سيستضيف منتخب الإمارات وديا بعمان يومي 22 و24 يوليو/ تموز الجاري والمدير الفني الفرنسي ايريك ما يزال في فرنسا يقضي اجازته في توقيت سيء للغاية، فكيف سيتعرف هذا المدير الفني على قدرات اللاعبين ويطوّر من ادائهم وهو الذي قد يصل عمان قبل بدء بطولة غرب آسيا بخمسة أيام.   ويعول منتخب الناشئين في استعداداته على المدرب الوطني عبدالله القططي الذي يحمل شهادات تدريبية متميزة وسبق وأن حل بالمركز الأول في عدة دورات تدريبية في ظل خبراته العلمية والعملية، ومع ذلك فإن الإتحاد الأردني يصر على تفضيل الخواجات على المدربين الوطنيين، رغم عدم اكتراثهم بالمهمات التي أنيطت بهم.   وما يزال الحديث مستمراً بخصوص المدرب الوطني أحمد عبد القادر الذي حقق منتخب الأردن بعهده قفزات هائلة اعادت للمنتخب سمعته وهيبته التي فقدت بعهد ويلكينز من خلال الانتصار على طاجكستان في التصفيات الاسيوية والمونديالية (3-1)، ثم الفوز في مباراة ودية دولية على ترينداد توباغو (3- صفر) ليتقدم منتخب الأردن 11 مركزا على سلم ترتيب التصنيف الدولي، ومع ذلك تم معاقبة عبد القادر على انجازه وهو على رأس عمله من خلال التعاقد مع البلجيكي بول بوت علماً أن عبد القادر حقق مع منتخب الأردن بفترة وجيزة ما لم يحققه سلفه المدرب الإنجليزي ويلكينز والذي أخذ الفرصة الكاملة رغم أن المعطيات ومنذ البداية كانت تشير إلى أنه سيفشل مع منتخب النشامى وهو ما حدث فعلاً.   تلك الحكايات أصبحت تشكل غصة في القلب وهي بمثابة سنوات الضياع للكرة الأردنية والتي تتطلب من الإتحاد الأردني وقفة جادة من خلال العمل على اعادة النظر بالتعاقد مع المدربين الخواجات الذين يكلفون الإتحاد مئات الألوف دون أن يظهروا أي حرص أو رغبة بالعمل والتطوير، فالتجارب تبدو مريرة للغاية والمدرب الوطني ووفقا للتجارب الماضية يبقى هو الأفضل والأكثر انتماء وحرصا على منتخب بلاده، ولقد أكد هؤلاء المدربون الوطنيون في أكثر من مناسبة بأن مزمار الحي يُطرب لو تم منحهم الفرصة والثقة والصلاحيات الكاملة، فهل يقرأ الإتحاد الأردني هذه الرسالة؟.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير