النسخة الكاملة

الخب: الأردن مؤهل ليكون مركزا اقليميا للصيرفة الإسلامية

الثلاثاء-2015-06-16 10:13 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز-أكد الرئيس التنفيذي لمصرف الراجحي في الاردن، أحمد الخُب، أن "البيئة التشريعية تحتاج لتطوير جوهري ليكون الأردن أحد أهم مراكز الصيرفة الإسلامية في الإقليم ". واستند الخب، في مقابلة مع "الغد"، الى توافر مقومات عديدة في السوق الأردني تؤهله للعب هذا الدور أهمها الخبرات المتراكمة لدى الكوادر البشرية الأردنية التي ساهمت في إنشاء مصارف إسلامية في عدد من دول الإقليم ، إضافة إلى كون الأردن من أوائل الدول الرائدة في العالم في تقديم نموذج ناجح للصيرفة الإسلامية ، إلاَ أن البيئة التشريعية باتت قاصرة على محاكاة التطور الكبير الذي تشهده الصيرفة الإسلامية عالمياً وإقليميا ، رغم الإقبال المتزايد محلياً في الطلب على الصيرفة الإسلامية ، وتسابق دول عديدة لتكون مركزاً عالمياً للتمويل الإسلامي . وبين أن اختيار المملكة لتكون من أوائل الدول لتفرع مصرف الراجحي خارجياً جاء لاسباب موضوعية وأهمها الاستقرار الذي تتمتع به المملكة ، والطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المصرفية الإسلامية المتطورة ، والنمو الكبير الذي تشهده التجارة البينية بين الأردن والمملكة العربية السعودية ، حيث تعتبر السعودية الشريك رقم واحد في المستوردات والثاني على مستوى الصادرات ، و وجود أكثر من 300 ألف مغترب أردني في السعودية ، إضافة إلى توافر الكفاءات المصرفية المؤهلة لخلق نموذج ناجح يمكن نسخه في انتشار المصرففي مناطق أخرى من العالم. ويتمتع المصرف بخبرة تمتد لأكثر من 50 عاماً في مجال الأعمال المصرفية والأنشطة التجارية؛ حيث يقع مقر المصرف في الرياض في المملكة العربية السعودية ، ويمتاز بمركز مالي قوي جداً وبأصول تزيد عن 320 مليار ريال سعودي، وحقوق مساهمين تصل إلى 42 مليار ريال، ويعمل فيه أكثر من 8400 موظفاً، ولديه أكثر من600 فرعاً يخدمون أكبر قاعدة عملاء بين المصارف السعودية ، كما ويعتبر مصرف الراجحي أكبر مصرف إسلامي في العالم. وأضاف الخب "ان مصرف الراجحي يعتبر مرجعا ونموذجاً يحتذى استفادت من خبراته عديد من المصارف الإسلامية في العالم ، سيما وأن مصرف الراجحي يعتمد على أفضل الممارسات والتقنيات المصرفية العالمية ويقدم منتجات وخدمات متطورة متوافقة مع الشريعة الإسلامية". أمّا في الأردن، فقد افتتح المصرف أول فرع له في عام 2011، ليقدم المصرف خدماته المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، الأمر الذي لاقى استحسان العُملاء وإقبالهم. وحقق المصرف منذ نشأته نمواً مستمراً على صعيد نتائجه المالية، وللمصرف 6 فروع في الأردن يخدم بها أكبر ثلاث محافظات من حيث عدد السكان. ولفت الخب الى أن مصرف الراجحي يلبي رغبات وحاجات قطاعات الاعمال والمستهلكين على حد سواء بمنتجات وخدمات لم تكن مطروحة بالسوق، مشيرا الى أن زيادة عدد المصارف الإسلامية قد ساهم في تطوير العمل المصرفي الإسلامي في السوق الأردني وخلق خيارات بنماذج متعددة للمتعاملين. وحول شكاوى البعض من ارتفاع كلف التمويل في الصيرفة الاسلامية، قال "للأسف أن هذه الشكوى لها ما يبررها على أرض الواقع في بعض المنتجات التمويلية لدى بعض المصارف، ومردها الفكرة التي سادت منذ فترة طويلة في أذهان البعض بضرورة أن يتحمل المتعامل مع المصارف الإسلامية كلفاً إضافية للحصول على تمويل أو عائد أقل لاستثماراتهد، اي ان يقبل المتعامل بالتضحية لمجرد تعامله مع مصرف إسلامي !!، وهذا برأيي إجحاف بحق المتعاملين ، ولكن بفضل زيادة الوعي لدى المتعاملين لم تعد هذه المعادلة مقبولة ، وعلى المصارف الإسلامية إعادة حساباتها للمحافظة على صورتها لدى الجمهور ، فإذا كان المبرر هو ارتفاع الكلف فإن واقع الحال يشير أن كلف مصادر التمويل لدى المصارف الإسلامية هي الأقل في القطاع المصرفي ، وكلفة المخاطر تحتاج إلى دراسة معمقة لاحتسابها وإدارة ائتمانية حصيفه للحد من ارتفاعها ، أما كلفة الفرصة البديلة للفوائض النقدية فلا بد من تطوير أدوات في السوق النقدي وسوق رأس المال متوافقة مع احكام الشريعة ، وهنا نعود لنؤكد على أهمية تطوير التشريعات. وقال الخب "إن فلسفتنا في مصرف الراجحي تقوم على تقديمصيرفة أخلاقية تستند على عدم الاستغلال وعدم الإجحاف بحق المتعاملين ، وتلبية احتياجات المتعاملين بمنتجات وخدمات متطورة ومتوافقة مع أحكام الشريعة في بيئة تتسم بالشفافية والوضوح". وأشار الى أهمية الصكوك الاسلامية التي يجري الحديث عنها من قبل الحكومة ودورها في توظيف السيولة الفائضة لدى البنوك الاسلامية، مشيرا الى أن لحاق الاردن بركب الدول الاخرى وتوفير النوافذ للتوظيف يسهم بنمو الصيرفة الاسلامية بالمملكة. وبعد مضي نحو أربع سنوات على تفرع مصرف الراجحي في الاردن، يقول الخب " ان المصرف تمكن من تحقيق نتائج طيبة في جميع المجالات ووصل إلى مستويات قياسية من حيث الإنجازات مقارنة بعمره الزمني" ولفت الى أن القطاع المصرفي الاسلامي في الاردن يحقق نموا اسرع من حيث الموجودات مقارنة بالبنوك التقليدية وبفارق مهم، لافتا الى أنه وفقاً لبيانات سنة 2013 فإن موجودات المصارف الاسلامية بالمملكة بلغت نحو 14 % من مجمل الموجودات للجهاز المصرفي فيما تشكل الودائع لديها 16 % من ودائع القطاع المصرفي الاردني، مشيرا الى أن المصارف الاسلامية بالأردن توظف نحو 3000 موظف لديها. وأشار الخب الى أن التمويلات التي منحتها البنوك الاسلامية تشكل 21 % من مجمل التسهيلات التي منحها الجهاز المصرفي في المملكة، داعيا الى مزيد من التركيز على هذا النوع من الصيرفة من قبل الجهات التشريعية والرقابية لأهميته في الاسهام بعملية التنمية والتي تدلل الارقام التي يحققها على ذلك. وأشار الى أن مصرف الراجحي في الاردن يسعى الى مضاعفة عدد فروعه خلال السنوات الثلاث المقبلة ليقدم خدماته لجمهور المصرف الذي يشهد اقبالا ملحوظا. وأشاد الخب بالإدارة الحصيفة للبنك المركزي الأردني التي ساهمت في تحقيق الاستقرار النقدي وتعزيز مناعة الجهاز المصرفي الأردني في ظل أوضاع الإقليم المضطرب ، وسعيها الدؤوب في تطوير التشريعات المصرفية لتحقيق تلك الأهداف ، إلاً أنه طالب بمزيد من الاهتمام بتطوير الصيرفة الإسلامية في ظل النمو والتطور الكبير الذي تشهده إقليمياً وعالمياً . وقال الخب ان المصرف قام بدعم المجتمع المحلي من خلال بعض المشاريع التي شارك بها، مبينا "قام المصرف بالالتزام بتغطية تكاليف التعليم الجامعي لعدد من الطلاب، ومحاربة الجوع والفقر من خلال المشاركة مع تكية ام علي في شهر رمضان، وتقديم الدعم لمشاريع مؤسسة تنمية أموال الأيتام، ومحاربة الفقر من خلال زيارات ميدانية ومساعدات قام بها موظفو المصرف". أما على صعيد المصرف الام، فيلتزم المصرف، وفق الخب، بسلسلة من البرامج ضمن منهجية واضحة في مختلف قطاعات المجتمع بما فيها خدمات التعليم والصحة والبرامج الاجتماعية العامة، مضيفا انه "من خلال برامج خدمة المجتمع حققنا المركز الأول مرتين على التوالي في مجال الأعمال الخيرية الذكية على مستوى المملكة العربية السعودية".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير