الطفيلة تحتضن مقامات صحابة ومواقع سياحية مميزة
الخميس-2015-01-15 09:11 am

جفرا نيوز - جفرا نيوز-
تتميز محافظة الطفيلة بمجموعة من المعالم السياحية التي تجعلها واحدة من أكثر المحافظات جذبا للسياح في المملكة.
وتحتضن الطفيلة مقامات لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقع أثرية مهمة مثل قاعة السلع وحمامات عفرا وحمامات البربيطة وقصر الدير وغيرها من الأماكن المميزة.
قاعة سلع
ما زالت قلعة السلع التاريخية شاهدة على تاريخ الأنباط الذين شيدوها في عصرهم على بعد 13 كيلومتراً جنوبي مدينة الطفيلة.
وكشفت التنقيبات الأثرية التي أجرتها جامعة مؤتة في القلعة عن المسلة البابلية الأولى من نوعها في الأردن.
ونحتت المسلة على صخرة في مرتفع شاهق على الواجهة الجنوبية الشرقية من القلعة وقد أُرخت للفترة الزمنية 555-930 ق.م، ويظهر فيها الملك البابلي يحمل صولجانا.
حمامات عفرا
تقع عفرا المشهورة بحمامات المياه المعدنية على بعد 26 كيلومتراً شمالي مدينة الطفيلة، حيث تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدراً أو ينبوعاً تتراوح حرارتها في المتوسط ما بين 45 و48 درجة مئوية لتشكل سيولاً وشلالات تتجمع في برك مائية تمتلئ بالمعادن العلاجية.
وتضم منطقة حمامات عفرا مركزاً للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية، وتساعد الخصائص العلاجية لمياه حمامات عفرا في علاج العقم، وتصلب الشرايين، وفقر الدم، والروماتيزم والكثير من الأمراض المزمنة.
وقد عرف الرومان سر هذه المياه المعدنية واستغلوها في الاستشفاء.
حمامات البربيطة
تقع في الجزء الجنوبي من وادي الحسا قبل التقائه بوادي عفرا شمال مدينة الطفيلة، وهي معتدلة الحرارة، وتصل درجة حرارة مياهها إلى 49 درجة مئوية، وتحتوي على أنواع عدة من الأملاح والمعادن مثل: الكلورايد، وكبريتيد الهيدروجين وتتميز بفاعلية علاجية عالية.
قصر الدير
يقع في الشمال الغربي من بلدة عين البيضاء (على بعد 4 كيلو مترات)، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل بطول 13 متراً وعرض 8 أمتار.
ويقع على قلعة عالية يشاهد المرء منها موقع آثار السلع والطفيلة. كما يوجد في المحافظة القصور التالية: اللعبان، وكاترينا، والتوانه، والقديس، ورمسيس، والطلاح.
مقامات الصحابة
مقام الحارث بن عمير الأزدي: يقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب مدينة الطفيلة، وهو بناء حديث يوجد في داخله ضريح يُنسب إلى الصحابي الحارث بن عمير الأزدي الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمير بصرى الشام، لكنه قُتل على يد شرحبيل بن عمرو الغساني حاكم مؤتة. ولم يُقتل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم غير هذا الرسول، وكان مقتله السبب الرئيس لغزوة مؤتة.
مقام فَرْوَة بن عمر الجذامي: أول شهداء الإسلام في بلاد الشام: يذكر كتاب "البداية والنهاية" لأبي الفداء الحافظ بن كثير، أن قبيلة جذام (وهم بنو جذام بن عدي من العرب القحطانية) كانت عند ظهور الإسلام منتشرة في معان وآيلة (العقبة)، وكانت رئاستهم في معان، وكان فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي مقيما في معان، وكان عاملا للروم البيزنطيين على معان وما حولها من بلاد الشام (ما بين معان وآيلة/ العقبة جنوب الأردن)، وعندما بلغ فروةَ بن عمرو بن النافرة الجذامي ظهورُ الإسلام بعث بأحد أقربائه وهو مسعود بن سعد الجذامي رسولا إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يبلغه بإسلامه ويحمل إليه هداياه، ومنها بغلة بيضاء وأقمصة كتـَّـانية وعباءة حريرية، فلما علم الروم بإسلام عاملهم فروة الجذامي عزلوه وحبسوه وأغروا به حليفهم ملك غسـَّـان الحارث بن أبي شمـَّـر الغسـَّـاني فقُدم به مُـكبـَّـلا إلى عين عفرة.
ويذكر الحافظ ابن كثير أن ملك غسان الحارث بن أبي شمـَّر الغسـَّـاني بعد أن ضرب عنق فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي صلبه على ماء عفرا أياما، ولكنه لم يكن يعلم أن صلب هذا البطل العربي المعاني خلّد اسمه رضي الله عنه وأرضاه في سفر التاريخ الإسلامي كأول شهيد للإسلام في بلاد الشام، ولتزهر بذرة شهادته بعد عام من استشهاده فينطلق من معان وفد من جذام برئاسة رفاعة بن زيد لمقابلة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في السنة السابعة للهجرة، ليعلنوا إسلامهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ضريح الصحابي كعب بن عمير الغفاري: في السنة الثامنة للهجرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي كعب بن عمير الغفاري أميرا على سرية في 15 رجلا من الصحابة إلى "ذات أطلاح"، فسار بهم حتى انتهوا إلى "ذات أطلاح" من أرض الشام، فوجدوا فيها قوما من قضاعة يرأسهم رجل يدعى سدوس؛ دعوهم إلى الإسلام فأبوا وقتلوا المسلمين جميعا.
يقع الضريح في منطقة "واد اطلاح" في الجنوب الغربي من محافظة الطفيلة على الطريق الممتد بين العقبة ومعان.
ضريح الصحابي جابر الأنصاري: يذكر الباحث والمؤرخ سليمان القوابعة أنه بعد أن خرجت الجيوش الإسلامية من الجزيرة العربية لتفتح الأقطار، رافقها في ركابها رجال تفقهوا بالدين ورغبوا أن يفتحوا مدارك وعقول الناس على أمور الحياة ويزودوهم بمفاهيم الدين، وكان هذا الصحابي الجليل من هؤلاء الدعاة الذين تتلمذوا على يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد اعتنق جابر الأنصاري الإسلام وجالس رسول الله عليه الصلاة والسلام وتفقه في أمور الشريعة الإسلامية، وشارك في تسع عشرة غزوة واستقر مدة من الزمن في الطفيلة، وكان يدعو الناس ويزيدهم وعيا في أمور الدين، وكان موقع سكنه في أعالي مدينة الطفيلة والذي يسمى حاليا "حي الأنصار" أو "جبل جابر الأنصاري"، وقد اختفت حجارة مقامه مع عوامل التعرية وغيرها.
وقد تم تحديد ضريح الصحابي الجليل جابر الأنصاري على الطرف الجنوبي من مبنى شرطة الطفيلة من خلال لجان مختصة حددت مكان قبره، حيث أقيمت غرفة لهذا الضريح تُبين مكانه للزوار.
وجاءت تسمية أهالي مدينة الطفيلة: "الجوابرة" نسبة إلى جابر الأنصاري.

