النسخة الكاملة

هل سيغدو العالم أفضل حالا عندما تتقلب أسعار النفط مع ازدياد عدم اليقين؟

الإثنين-2014-12-29 09:40 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- بينما تقبع أسعار النفط العالمية حالياً في أخفض مستوى لها خلال السنوات الأربع الأخيرة، تبدأ عملية فرز جديدة؛ فأي الدول والأعمال والأفراد سيستفيدون؟ وأيهم سيعاني؟ ومع ذلك، قد يتبلور السؤال الأفضل كي نطرحه في: هل سيغدو العالم أفضل حالاً عندما تتقلب أسعار النفط مع ازدياد عدم اليقين؟ بالنسبة إلى عمالقة النفط مثل المملكة العربية السعودية، التي تريد الحفاظ على حصتها في السوق، فإن تقلبات الأسعار خطوة إستراتيجية معتادة، في ضوء أنها تخيف الاستثمارات في البدائل الاكثر تكلفة للنفط الخام الرخيص القادم من منطقة الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، أجبرت العربية السعودية منظمة الدولة المصدرة للنفط "الأوبك"، في أواخر الشهر الماضي، على إتاحة المجال لأسعار النفط كي تهبط أكثر بدلاً من الحد من هذا الانهيار من خلال تخفيض إنتاج الدول الأعضاء في الأوبك. وقد تكون خطوة الأوبك قد صُممت لكبح جماح الإنفاق على التنقيب عن النفط والغاز في رواسب الصخر الزيتي، ما أسفر عنه تقلب الافتراضات حول مستقبل النفط. يواجه المحللون الآن صعوبات في التنبؤ بهذا التقلب في الأسعار. فمنذ مقاطعة النفط التي قادتها الدول العربية في العام 1973، أصبحت إحدى أعظم حالات عد اليقين تتمثل في الأسعار المستقبلية للنفط. وحتى دون تدخل المملكة العربية السعودية في الأسواق، بدت أسعار النفط في محطات الضخ وأنها أصعب للتنبؤ بها مما هو عليه الحال في الحروب وأزمات الفزع المالي. ومع ذلك، وبينما تؤول كل "صدمة نفطية" جديدة إلى أن تصبح أقل صدماً، خلقت مسألة عدم اليقين حول الأسعار حالة من البحث عن اليقين. وقد ولد هذا السعي الابتكار في تكنولوجيات الطاقة الجديدة، مثل استخراج النفط بوساطة ضخ السوائل في الآبار وبطاريات السيارات الكهربائية. كما وساهم هذا المسعى في خلق مزيد من الانفتاح في المعلومات الخاصة بأسواق النفط، فضلاً عن كونه يشجع الأفكار الإبداعية حول كيفية وضع حد لاعتماد العالم على الوقود الأحفوري، وبالتالي الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. يشير الباحثون الذين يدرسون المخاطر إلى أمرين اثنين، "عدم اليقين السيئ" و"عدم اليقين الجيد" ويعد ابتكار الإنترنت وما يوفره من إمكانيات تخدم البشرية، مثالاً يجسد عدم اليقين الجيد، كما هو حال بعض منتجات وول-ستريت المالية التي تزدهر على عدم اليقين بينما تعتبر أخطار الحرب في دولة تنتج النفط، مثل ليبيا وإيران، مثالاً واضحاً على عدم اليقين السيئ. "في العصر الذي يستطيع فيه البشر السفر عبر الفضاء وتشخيص الجينات، تكون الأفكار وأساليب فهم وإدارة عدم اليقين أكثر بساطة نسبياً"، وفقاً لما جاء في كتاب "عدم اليقين والخطر" الذي ألفه كل من جابرييل بامر ومايكل سميثسون ونشروه في العام 2008، والذي ينظر إلى الكيفية التي تتعامل بها جميع التخصصات من موسيقى الجاز إلى الفيزياء مع عدم الدقة والاحتمالات. بينما تتقلب أسعار النفط مرة أخرى، تقع عملية الفرز الكبير بين أولئك الذين يستخدمون عدم اليقين لخلق عالم أفضل، وأولئك الذين يستسلمون له معتبرينه لعبة حظ. بكلمات أخرى، يتعامل أولو الذكر مع عدم اليقين على أساس أنه واقع لا مفر منه، بينما يقع أخيروا الذكر فيه كسجناء للافتراضات الخاطئة حول التقدم. ولكن، يجب على الأفضل بيننا أن يجدوا عناصر تحقيق النجاحات في التقلبات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير