تحقيق يكشف خفايا شركة حقائب فاخرة تستثمر فيها ميغان ماركل
بعد إعلان ميغان ماركل استثمارها في علامة تجارية فاخرة لحقائب اليد، وإشادتها بـ "معاييرها الأخلاقية” والفرص التي توفرها للنساء في رواندا بأفريقيا، كشف تحقيق مفصل عن مزاعم مقلقة بأن الحرفيين الروانديين الذين يعملون في صناعة الحقائب الراقية يتقاضون أجوراً منخفضة بشكل صادم، في حين أن مؤسسي الشركة يتمتعون بأنماط حياة ثرية.
ويُقال إن النساء اللاتي يصنعن هذه الحقائب الفاخرة، التي تباع بالتجزئة بأكثر من 700 جنيه استرليني (887.39 دولاراً أميركياً)، يتقاضين أجراً زهيداً يصل إلى 82 بنساً مقابل يوم عمل مدته ثماني ساعات، أي ما يعادل أكثر من 10 بنسات (أقلّ من نصف دولار) في الساعة، بحسب موقع "إنترناشيونال بيزنس تايمز المملكة المتحدة”.
وعلى الرغم من الأجور الزهيدة، يتعين على العديد من الموظفات شراء المواد الخاصة بهن، وتغطية تكاليف النقل، وحتى استئجار أماكن عمل، ممّا يُعدّ استنزافاً لأجورهن الضئيلة. ولا يتقاضى بعض النساء أجورهن مقابل الحقائب التي تعتبرها الشركة "دون المستوى”، بحسب لبينون موغيشا، مدير العمليات في منظمة "All Across Africa”، وهي المنظمة الوسيطة المسؤولة عن الإشراف على النسّاجين والنساجات.
وذكرت إحدى النسّاجات، وتدعى إيلوميني بايسابي (60 عاماً)، أنها تتقاضى أقلّ من 3 جنيهات استرلينية، بعد الضرائب والنفقات مقابل حياكة حقيبة صغيرة تستغرق ثلاثة أيام لإكمالها. وفي المقابل، تُباع الحقيبة نفسها مقابل 724 جنيهاً استرلينياً في المملكة المتحدة، ممّا يؤكّد التفاوت الشاسع بين أجور الحرفيين وسعر التجزئة.
وقالت حرفية أخرى، تُدعى ديداسين موسينغيمانا (30 عاماً) إنها تتلقى 9.22 جنيهات استرلينية مقابل صناعة حقيبة أكبر (Tote Bag)، التي تباع بسعر 863 جنيهاً استرلينياً.
وعلى الرغم من العمل المتواصل لإنجاز هذه التصاميم المعقّدة، يعيش العديد من النساء في مساكن ضيقة وبسيطة، وذات أسقف معدنية مموّجة، بعيدة كل البعد عن الصورة الفاخرة التي تسوّقها العلامة لزبائنها الأثرياء.
وتقول موسينغيمانا: "نستخدم دخلنا لتكملة ما نكسبه من الزراعة، لكن الأمر صعب. لا أستطيع أن أقول إن المال سيئ، لكنني أتمنى لو كان أكثر من ذلك”.
وقبل تدخل ميغان ماركل المالي، زعمت شركة الحقائب على موقعها الإلكتروني أنها تدفع للنساء الروانديات "ما بين 500 و700 في المئة أكثر من المتوسط الوطني”. ومع ذلك، تمت إزالة هذا البيان بعد الإعلان عن استثمار ماركل في آب (أغسطس).
وأوضحت الشركة لاحقاً بأن هذا التغيير يعكس "التزامها بتحسين طريقة تواصلها”.
وقد أصرّ متحدّث باسم الشركة على أن النساء يحدّدن أجورهن بالشراكة مع "All Across Africa”، مؤكّداً أن الشركة تصرّفت "بحسن نية”.
وقال المتحدث: "الادعاءات الأخيرة هي محاولة لتشويه سمعة هذا العمل بمعلومات مضاربة تم التلاعب بها بشكل غير أخلاقي”.
ووصفت ماركل، التي أصبحت المستثمرة الأولى في أسهم الشركة في وقت سابق من هذا العام، الشركة بأنها "مذهلة”، وسلّطت الضوء على "تأثيرها” على حياة النساء الروانديات، قائلة إن هذه "المعايير الأخلاقية” كانت حاسمة في قرارها بالاستثمار.