د. العبادي يرعى إشهار موسوعة عمَّان للمؤرخ العرموطي في صالون الخفش الثقافي/ فيديو وصور

في احتفال وطن وليلة من ليالي وتاريخ العاصمة عمَّان وحفل بهيج... رعى الدكتور ممدوح العبادي/ نائب رئيس الوزراء الأسبق/ أمين عمَّان الأسبق حفل إشهار موسوعة عمَّان أيام زمان وهي من إعداد وتأليف المؤرخ عمر محمد نزال العرموطي... وبحضور نوعي ضم عدد من الشخصيات العشائرية والثقافية والإعلامية والفنية وعدد من أهالي العاصمة عمَّان... حيث أجمع الحضور بأن هذا الحفل الرائع هو حفل الموسم وبأن هذه الأمسية هي من ليالي وتاريخ عاصة المجد عمَّان الحبيبة.

عريف الحفل د. محمد عبد الحفيظ المناصير في كلمته أشاد بالإنجاز العلمي الكبير للمؤرخ عمر العرموطي بإصداره لموسوعة عمَّان أيام زمان... ودعى المناصير الحضور إلى قراءة الفاتحة على أرواح شهدائنا في غزة وفلسطين المحتلة، وتحدث المناصير عن الصالونات الثقافية منذ فترة صدر الإسلام وصولًا إلى صالون الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين في العاصمة عمَّان... وتحدث عن الصالونات الأدبية في العاصمة عمَّان، منها: (الندوة الأدبية) في الأربعينيات من القرن الماضي، وصالون الشاعر عبد المنعم الرفاعي، وصالون سفير سلطنة عُمان في الأردن حمد بن هلال المعمري، وصالون الأدب والثقافة في جبل نزال للمؤرخ عمر العرموطي، وصالون الفكر والثقافة للأستاذ منذر أبو رصّاع وصالون د. مهدي العلمي وصالون د. سهام الخفش.

في بداية الاحتفال رحَّب عميد صالون الخفش الثقافي الشيخ محمد عوّاد النعيمات بابن عمَّان البار معالي الدكتور ممدوح العبادي، وأكَّد على الأخوة  التي كانت تجمع بين الدكتور العبادي بالمرحوم الشيخ نزال العرموطي... وأضاف الشيخ النعيمات بأن عمَّان في عهد أمين عمَّان د. العبادي كانت أجمل عاصمة، وقد قدَّم العبادي الكثير لعمَّان وقد ترك بصماته على المدينة... وقد أكد النعيمات بأن صالون د. سهام الخفش يضم قامات ثقافية وعلمية كبيرة.

ورحَّبت د. سهام الخفش صاحبة الصالون الثقافي بالحضور، وأكّدت بأن صالونها يمثل نجاحًا للمرأة الأردنية كما وجّهت التحية لأهلنا الصّامدين في قطاع غزة وفلسطين المحتلة، وأشادت بالجُهد الكبير لعاشق عمَّان المؤرخ عمر العرموطي الذي أنجز وأصدر موسوعة عمَّان أيام زمان.

راعي الحفل ابن عمَّان البار - كما وصفوه - الدكتور العبادي أشاد في كلمته بأستاذه صلاح الخفش عندما كان العبادي يُدرس بالمدرسة العباسية في جبل نزّال، وقال بأن الخفش علَّمه أول درس بالوطنية... وقال العبادي بأنه ابن عمَّان التي تُعتبر من أقدم مُدن العالم فهي مدينة التاريخ والحضارة، وإن عمَّان الحديثة قد ابتدأت بمجيء الشركس في نهاية القرن التاسع عشر، وأضاف بأنه لا يوجد عاصمة أو مدينة في العالم نمت وتضخَّمت وازداد عدد سكانها بهذه الزيادة الضخمة كما حصل في عمَّان، وتذكر د. العبادي عندما كان أميناً لعمَّان أنه قام بزيارة للعاصمة النمساوية فيّنا عندما قال له رئيس بلدية فينا بأن عدد سكان فينا في العشرينيات من القرن الماضي هو نفس عدد سكانها الآن في التسعينيات من القرن الماضي.

واستذكر د. العبادي جلالة الملك الحسين بن طلال _طيب الله ثراه_ عندما زار أمانة عمَّان عندما كان العبادي أمينًا للعاصمة آنذاك واجتمع الملك الراحل بالأمين ومجلس الأمانة وقال الملك الحسين: "كنا نحن في عمَّان أيام زمان نعرف أرقام سيارات بعضنا البعض، وكذلك كنا نعرف أرقام تليفونات الأصدقاء". وكان الحسين _رحمه الله_ سعيدًا؛ لأن الضيوف القادمين إلى عمَّان كانوا يهنئون الملك على جمال عمَّان وشوارعها النظيفة.

كما أشاد د. العبادي بالإنجاز الكبير (موسوعة عمَّان أيام زمان) للمؤرخ عمر العرموطي، التي تحتوي على 10000 صفحة، وهذا الإنجاز لا نظير في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف د. العبادي بأنّ الأجانب من السّياح والزّائرين عندما يأتون إلى عمَّان فإنهم يشعرون بالسعادة والارتياح، وغالبًا فهم يمدحون التعامُل الحضاري الطيب للناس في المدينة... فأهالي عمَّان ودودين وتعاملهم راقي ويتعاملون مع السائح والغريب بمنتهى الأدب واللطافة.

وفي نهاية كلمته حذَّر العبادي تحذيرًا شديدًا من المخططات الخبيثة الخطيرة للصهاينة في المستقبل وأطماعهم في العاصمة عمَّان وشرق الأردن... واقترح العبادي على صالون د. سهام الخفش الثقافي تنظيم ندوة عن الخطر الصهيوني القادم على الأردن، وأضاف العبادي أنه يقترح في هذه الندوة استضافة عدد من الضباط الأردنيين المتقاعدين للتحليل الاستراتيجي، وهناك عدد منهم أبدعوا على قناة الجزيرة الفضائية، ودعا العبادي إلى إعادة التجنيد الإجباري وتدريب الشعب؛ لنكون جاهزين لمقاومة الأطماع الصيهونية... فنحن في الأردن لا ننسى أن من مبادىء حزب الليكود أنّ شرق الأردن جزء من ما يُسمَّى إسرائيل، ونتذكر وزير المالية الصهيوني سموترتش عندما تحدث في خطاب له في فرنسا ووضع خلفه خارطة إسرائيل وجزء منها شرق الأردن.

(المُحتفى به) عاشق عمَّان المؤرخ عمر محمد نزال العرموطي مُعد ومؤلف موسوعة عمَّان أيام زمان قال في كلمته: "لقد أصبحت موسوعة عمَّان بعد صُدور الجزء الثاني عشر، الذي يتكون من أربعة مُجلّدات في أكثر من ألفي صفحة من الموسوعات العالمية الفريدة التي حوّلت الحلم إلى حقيقة... فبعد عمل متواصل مُدَّة خمسة عشر عامًا موصولًا ليلًا نهارًا أصبحت موسوعة عمَّان أيام زمان أضخم موسوعة لسيرة مدينة في العالم"... وقد أشاد العرموطي بمعالي الدكتور ممدوح العبادي؛ لأنه عندما كان أمينًا للعاصمة عمَّان كان شعاره أن العواصم ليست فقط تبليط أرصفة وبنايات بل أن روح  العواصم الثقافة والفنون... وطالب العرموطي أمناء عمَّان بأن يقتدوا بالدكتور العبادي الذي أسس مركز الحسين الثقافي في راس العين، وأسس الدائرة الثقافية في الأمانة وكان داعمًا للروائيين والكتاب.

https://youtu.be/aFkZzwrIsLs?si=j3swSs-de3flOMFj

 وقد أكد المؤرخ العرموطي على نقطتين هامتين: الأولى: أنه يُعارض بناء عاصمة جديدة بجانب مدينة عمَّان؛ لأنها سوف تكلفنا مبالغ ضخمة من المليارات، ويمكننا باقتطاع جزء من هذه المبالغ تحسين الخدمات العامة في العاصمة.. علماً أنه لا تزال هناك فراغات غير مُستغلة يمكننا البناء عليها. وأضاف العرموطي بأنّ بناء عاصمة جديدة سوف يكلفنا ديونًا جديدة سوف ترفع من مديونيتنا التي نعاني منها... والنقطة الثانية: والكلام مُوّجه إلى أمانة عمَّان أننا حذرنا في العقود الأخيرة من منح تراخيص لبناء المولات داخل الأحياء السكنية في العاصمة عمَّان؛ لأن كل مول داخل العاصمة تسبب في أزمات سير في الشوارع المحيطة... وقال العرموطي وبكل أسف لا تزال أمانة عمَّان تمنح تراخيص لبناء المولات داخل الأحياء السكنية وضرب مثالًا على ذلك العمارة الضخمة .. وتساءل العرموطي هنا: لماذا يا أمانة عمَّان أنتم مستمرون في منح تراخيص لإقامة المولات داخل العاصمة عمَّان؟!

https://youtu.be/rbqSV37kY-c?si=zdVfk9RnpaF2Todq

كما نوَّه العرموطي إلى نقطة هامة أنه خلال السنوات الماضية جرى الترويج والتضخيم فيما يتعلق ببناء العاصمة الجديدة في القاهرة في مصر، وأن ذلك سوف يؤدي إلى حل الكثير من المشاكل وسوف يؤدي إلى تحريك الاقتصاد المصري إلى الأمام... لكن مع الأسف فقد حصل العكس؛ فإن بناء العاصمة الجديدة في مصر أدى إلى إفلاس مصر والدمار المالي للاقتصاد المصري... لذلك أكد العرموطي بأنه يجب أن نتعظ نحن في الأردن من ذلك، وأن لا نتسرَّع في بناء العاصمة الجديدة.

وقال إن خلاصة الخلاصة من خلال إعدادي وتأليفي لموسوعة عمَّان أن هناك الآن عمَّان جديدة تختلف عن عمَّان أيام زمان من حيث المساحة وعدد السكان والشكل والمضمون... وهناك الآن مجتمع عمَّاني جديد يختلف عن المجتمع العمَّاني أيام زمان من حيث التركيبة السكانية والعادات والتقاليد والطبقات والثقافة وأسلوب الحياة... هذه التغيرات الكبيرة تعتبر ظاهرة تستحق الدراسة... عمَّان أجمل عاصمة في الدنيا... وأنا عاشق عمَّان... وإذا سافرت أو غادرت عمَّان يبقى الفؤادُ مُعلَّقًا في عمَّان.

كما تحدث في الحفل المؤرخ الدكتور محمد عيسى العدوان وقال: "يسعى المؤرخ المتمِّيز الزميل عمر محمد نزال العرموطي، من خلال أعماله المتخصصة، في مجال التوثيق الجمعي، التي أوقفها على تخصُّص مُحَّبب وهو توثيق جوانب الحياة في مدينة عمَّان، والعمل للمُحافظة على الروح الأصيلة والوطنية التي سبغت تراب هذه العاصمة وهذا الوطن الأعز، وجعلتها بحق عاصمة الأنصار والمهاجرين الثانية.

https://youtu.be/58dUaaWnMwA?si=N9NQFFgLMrv59Diq

وأضاف الدكتور العدوان بأن أهم وظيفتين في التاريخ هما: الأولى: وظيفة (العالم المفتي)؛ فهو الذي يصنع وجدان الأمة وعقيدتها، والثانية: وظيفة (المؤرخ)؛ لأنه هو الذي يصنع وظيفة الأمة ويرسخ أرضية موقفها ويقدم للعقل نموذج الرشاد ومنارة المعرفة، فإذا صلحتا صلحت الأمة، وإذا فسدتا أفسدت الأمة.

وفي كلمته قال الدكتور مهدي العلمي الذي أشاد بمعالي الدكتور ممدوح العبادي الذي ترك بصماته على العاصمة عمَّان عندما كان أمينًا لعمَّان.

كما أشاد العلمي بالمؤرخ عمر العرموطي الذي قام بإعداد وتأليف أضخم موسوعة عن عاصمة في العالم... وأشار العلمي إلى مُساهمته في موسوعة عمَّان أيام زمان (الجزء 12) حيث ساهم بـ (60 صفحة) في هذا الإصدار. حيث تحدث العلمي عن الكلية العلمية الإسلامية، والمدرسة العبدلية، والأستاذ عبد الهادي شقير، والأستاذ أنور الحناوي. كما تحدث عن والده المرحوم فكري العلمي صاحب مصنع النسيج في عمَّان.

ثم ألقت كلمتها الفنانة الأستاذة فوز أمين شقير/ مديرة بيت شقير للثقافة والفنون الذي يقع في شارع خرفان في جبل عمَّان... وقالت الفنانة شقير بأن موسوعة عمَّان أيام زمان تُعتبر مصدرًا هامًّا عن العاصمة عمَّان وتاريخها وقد تم الحديث عن بيت شقير للثقافة في هذه الموسوعة... وتحدثت الفنانة فوز عن عائلة شقير التي انتقلت في مطلع القرن الماضي من حي الميدان في دمشق إلى العاصمة عمَّان... وقد قرر جَدْ العائلة المرحوم خليل شقير بناء بيت يليق بالعائلة، وحتى يتَّسع لكل العائلة فقام ببناء هذا المنزل في العشرينيات من القرن الماضي في شارع خرفان في جبل عمَّان. حيث استمر بناء البيت لمدة 3 سنوات، وتم نقل مواد البناء بواسطة النقل على ظهر البعير، وقام باستيراد مواد البناء من فلسطين ومنها حجر البناء من قباطية في الضفة الغربية.

وتحدثت الفنانة فوز شقير عن والدها المرحوم الصيدلي أمين شقير الذي كان مُنهمكًا بالعمل السياسي والاقتصادي والدفاع عن القومية العربية... وقالت الفنانة شقير بأنه في عام 2005م تم البدء بترميم بيت شقير، وقررت عائلة شقير تحويل هذا المنزل التراثي إلى مركز إشعاع ثقافي للكتاب والفنانين والحرفيين.

وخلال الحفل ألقى الشاعر عدنان السعودي قصيدة اخترنا منها الأبيات التالية:

هذي المدينة فممدوح تعلَّق في هواها فرتبها بألوان عديدة 

وجمَّلها بحنّاء وورد فأضحت كالعروس الخريدة

ويا عمر المؤرخ كم بنينا وننتظر المحطّات السعيدة

بإنجازٍ تفرّد لا يُبارى كعين الصقر نظرته فريدة

وتجمعنا على حُب وودٍ سهام الذوق والنفس الفريدة

يوافقها عميد البيت شيخٌ توشّح بالعباءة السديدة

 لقد كان  حفل إشهار (موسوعة عمَّان أيام زمان) من إعداد وتأليف المؤرخ عمر العرموطي، وبرعاية من معالي الدكتور ممدوح العبادي حفل الموسم، ومن ليالي وتاريخ عمَّان فقد استمعنا إلى التاريخ والتراث والشعر والفن والثقافة.