ظهور أول مؤثرة عبر الذكاء الاصطناعي في المغرب
جفرا نيوز - يتجه وضع التأثير الرقمي في المغرب إلى وجهة جديدة، مع ظهور "كنزة ليلى"، التي تعد أول مؤثرة مغربية يتم إنشاؤها بالكامل بالذكاء الاصطناعي، والتي سرعان ما اكتسبت جمهورًا واسعًا ببلوغها أكثر من 100 ألف متابع في ظرف وجيز.
وتقدم كنزة نفسها في منصات "إنستغرام"، و"تيك توك"، على أنها شابة من جيل الألفية تبلغ من العمر 33 عاما، وتتمتع بمواصفات ودية ومظهر يحترم القيم والتقاليد المغربية، كما أنها بنت علاقات قوية مع متابعيها الذين يتبادلون معها الرسائل والتعليقات.
ويخشى مراقبون من أن يُعزز هذا النوع من "المؤثرين" وصناع المحتوى، الوضع "الفوضوي" الذي يعرفه مجال صناعة المحتوى الرقمي اليوم في المغرب، والذي يثير في كل مرة جدلا واسعا في البلاد.
ويقول الصحفي والباحث في علوم الإعلام، محمد كريم بوخصاص، إن "الفوضى في مجال صناعة المحتوى هي نتيجة طبيعية لشيء جديد فرضه التطور التكنولوجي دون تكوين مسبق، وفي ظل بروز إمكانية تحقيق ربح مادي سريع من صناعة المحتوى".
وأوضح بوخصاص لـ"إرم نيوز"، أن هذا الأمر "دفع عددا من المهتمين إلى فرض أنفسهم في الميدان حتى في غياب الحد الأدنى من التمكن من القواعد والأخلاقيات، مع استثناءات قليلة لمحتويات احترافية بمواصفات الجودة".
تجويد وعرض المحتوى الرقمي
واعتبر الباحث في علوم الإعلام، "أن المشكلة في الاعتقاد الخاطئ بسهولة صناعة المحتوى دون الاهتمام بالمعايير الفنية والمهنية المطلوبة"، مشددًا أن "الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تجويد وعرض محتوى رقمي، لكنه لن يكون فعالا في غياب صانع محتوى بشري متميز".
ومن جانبه، أكد الباحث في الوسائط، كريم بابا، أن "هناك طرحا حول مدى قدرة صناعة المحتوى، سواء في الشعبي والبسيط أو في حقل الإعلام، على مواكبة توظيف الذكاء الاصطناعي، والتداخل الذي يحصل، تبعا لذلك، بين الأجناس والأشكال التعبيرية".
وأوضح بابا لـ"إرم نيوز"، "أن الأمر يختلف بخصوص درجة التفاعل بين المنتِج والمتلقي الذي يخلقه المضمون الوسائطي، عندما يتعلق الأمر ببعض المحتويات الشعبية التي تدرج في نطاق اليومي الخاص والبسيط، وربما التافه في حياتنا المشتركة".
ولفت الباحث في الوسائط أن "أغلب ما يشكل الترند في السياق المحلي لا يخص التعليم أو الثقافة أو الأدب، بل إن أرقام المتابعات ترتفع بشكل صاروخي عندما يتعلق الأمر بالنبش في الخصوصيات الاجتماعية".