غاز الضحك... تحذير من تأثيرات مُدمرة للأعصاب

جفرا نيوز - حذّرت مراجعة منشورة في دورية «مجلة الجمعية الطبية الكندية» من أن «أكسيد النتروز»، المعروف أيضاً باسم «غاز الضحك» يمكن أن يسبب عيوباً عصبية خطيرة وأحياناً دائمة. وأكسيد النتروز، عبارة عن غاز لا لون له يُستخدم أحياناً لأغراض طبية، مثل التخدير وتسكين الألم في العمليات الجراحية وطب الأسنان.

واسُتخدم هذا الغاز لأول مرة عام 1844 لأغراض طبية، للمرضى الذين يخضعون لجراحة الأسنان. ورغم أنه مُخدر ضعيف، فإنه لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، خاصة في إجراءات طب الأطفال وطب الأسنان.

ويُطلق عليه «غاز الضحك» لأنه يسبب الاسترخاء والضحك أحياناً عند استنشاقه؛ لذلك يُستخدم بطريقة خاطئة، خاصة بين فئة الشباب، وقد أصبح مصدر قلق وموضع نقاش مُتصاعدين في السنوات الأخيرة.

ووفق الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة تورونتو الكندية، ونشرت في 21 أغسطس (آب)، فإن الاستخدام الخاطئ لـ«غاز الضحك» لأغراض ترفيهية، يعد مُشكلة متنامية في العديد البلدان بما في ذلك كندا.

وفي مسح الأدوية العالمي لعام 2021، أشار 10 في المائة من جميع المستجيبين للمسح بشكل عام، و15 في المائة من المستجيبين الكنديين، إلى أنهم استخدموا هذا الغاز لأغراض ترفيهية في العام السابق.


ورغم أن الاستخدام قصير الأمد لهذا الغاز نادراً ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، فإن الاستخدام المُزمن يمكن أن يسبب سُميّة عصبية، حسب تحذير الدراسة. وقال الدكتور سيريل دي هاليوكس، المتخصص في الطب الباطني والرعاية الحرجة، وزميل رئيسي في قسم علم الأدوية والسموم في جامعة تورونتو، وقائد فريق البحث، إن الاستخدام المُزمن لأكسيد النتروز يُسبب نقصاً وظيفياً في فيتامين بي 12، والذي يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية طويلة المدى، وخاصة العواقب العصبية.

وأضاف في بيان، أن التأثيرات السلبية الأكثر شيوعا للسمّية الناتجة عن الاستخدام المزمن لهذا الغاز هي تلف الحبل الشوكي (اعتلال النخاع) وتلف الأعصاب الذي يؤثر على القوة والإحساس (الاعتلال العصبي) والتشوهات السلوكية (اعتلال الدماغ).

ويشمل العلاج التوقف عن استخدام المادة وتناول مكملات فيتامين بي 12 والميثيونين، تحت إشراف الطبيب. وخلص الباحثون إلى أن «الأطباء يجب أن يستفسروا عن استخدام أكسيد النتروز في المرضى الذين يعانون من نتائج غير مُفسرة توحي بنقص فيتامين بـ12 أو أعراض عصبية أخرى متوافقة».