لماذا الجينز أزرق في أغلب الوقت؟
جفرا نيوز - بالرغم من تعدد ألوان البناطيل والسترات المصنوعة من الجينز، إلا أن اللون الأزرق لا يزال مسيطراً، لم تتخلَّ عنه الموضة ولم يتراجع حضوره في الأسواق والخزانات، فما هو السر؟
الجينز... قصة النجاح
كانت الموانئ الأوروبية خلال العصور الوسطى تتاجر في نوعين من أثواب الجينز:
جين فوستيان: وهو عبارة عن مزيج من القطن والكتان والصوف كان يُشحَن من جنوة الإيطالية.
الدِنيم: وهو مزيج من الصوف الحريري يُشحن من فرنسا.
وتطور القماشان إلى مزيج متشابه من القطن بحلول القرن التاسع عشر، وفقاً لمقال بعنوان "تاريخ قصير للدنيم"، للمؤرخ لين داوني، كلاهما "كانا يُستخدمان لصنع ملابس رجالية، ذات قيمة خاصة لخصائصهما المتينة حتى بعد العديد من عمليات الغسيل".
وفي عام 1873، تعاون رجل الأعمال البافاري ليفي شتراوس، مع الخياط اللاتفي جاكوب ديفيس، لإنتاج دنغرات (بنطلونات تغطي الصدر مع أحزمة على الأكتاف) مغسولة باللون النيلي ومدعومة بمسامير فولاذية في طبقاتها.
وبيعت هذه الألبسة بكثافة للمنقّبين الذين كانوا يبحثون عن زي متين، ثم سرعان ما أصبح الجينز يرمز إلى شخصية الغرب الأميركي، الصريحة والحيوية والمتمردة والرأسمالية الخفية.
لكن لماذا الجينز أزرق؟
الجواب له علاقة بالصبغة. على عكس معظم الأصباغ الطبيعية التي عند تسخينها تخترق ألياف القماش مباشرة، يلتصق اللون النيلي خارجياً بخيوط القماش، مع تقويته بواسطة عامل كيميائي يسمى المرسخ اللوني.
ومع كل عملية غسل، تتجرّد بعض جزيئات الصبغة هذه وتأخذ أجزاء من الخيوط معها. تعمل هذه العملية على تنعيم الأقمشة الخشنة وإضفاء طابع خاص على اللون.
وهذا التخصيص الشديد، بالإضافة إلى حقيقة أن الجينز يمكن أن "يتقلص ليلائم" الجسم، جعل كل بنطلون مثل طبقة ثانية من الجلد على الجسم. ويقول المؤرخ داوني: "بمجرد أن يرتدي شخص ما بنطلون جينز، يختبر قوته... وكيف يصبح الدِنيم أكثر راحة مع كل غسلة". وكل عام، ينتج البشر مئات الآلاف من الأطنان من الصبغة النيلية، معظم هذه الكميات مخصصة لصنع الجينز الأزرق.
ويعني هذا ما بين 90 مليونا و2.2 مليار جينز جديد ينتج كل عام، كما يعني أن موضة الجينز، والجينز الأزرق على الخصوص، سوف تستمر لفترة طويلة أخرى.