بعد كأس العرب.. حان وقت إعادة ترتيب الأوراق

جفرا نيوز - هل كان بالامكان أفضل مما تحقق؟. وهل كان بمقدور المنتخب الوطني لكرة القدم أن يبحر لمسافات أبعد في مشاركته ببطولة كأس العرب -فيفا- المقامة حالياً في قطر، بعدما توقفت المسيرة بدور الثمانية؟. وما هو المطلوب خلال المرحلة المقبلة للمضي قدماً نحو طموحات مستقبلية تتماشى وتطلعات وأماني الجماهير؟.

أسئلة عديدة تدور في مدارات العقل والفكر، بعدما أنهى منتخب النشامى مشاركته في البطولة، وتحديداً بما خلفه من انطباع جيد في مباراته أمس الأول أمام المنتخب المصري، فالأداء والروح والعزيمة عززت الأمال بإستعادة المكانة من جهة والعمل على تحقيق مكتسبات في قادم المناسبات.

بنظرة فنية سريعة على مسيرة المنتخب في البطولة، وقبل الاجابة عن الأسئلة المطروحة، فإن الصورة أختلفت من مباراة لأخرى، فبعد الفوز المهم في مستهل المشوار على «رديف» السعودية بهدف وحيد، ظهرت الشكوك بقوة فوق أرضية الميدان أمام المنخب المغربي بعد أداء بعيد عن أدنى مستويات الطموح وكلف خسارة برباعية نظيفة، لتتأرجع معالم الصورة في مباراة «الحسم» امام المنتخب الفلسطيني قبل انجازها بالربع الأخير من المباراة وبخماسية مهدت طرق الترشح المستحق لدور الثمانية.

وللإنصاف، فإن المنتخب الوطني عانى من بعض الظروف الطارئة بعدما ضرب «كورونا» الصفوف مرتين، فيما ظهرت الاصابات في أوقات -صعبة- أثرت سلباً على الخيارات والأوراق المتاحة، ومع كل ذلك فإن الصورة عكست السيناريو الأفضل امام المنتخب المصري، وكان «النشامى» قريباً من حسم المباراة في شوطها الأول بعدما تقدم بهدف وأضاع ثلاثة على الأقل بعدما أخرج الحظ لسانه أمام محاولات علي علوان ونور الروابدة ويزن النعيمات، ما منح «الفراعنة» فرصة العودة من جديد الى اللقاء ويستفيد من اتساع الخيارات في «جيب» المدرب كيروش، مقارنة بانحسارها لدى مدرب النشامى عدنان حمد.

وهي الصورة التي عكست أبعاد العنوان الذي خرجنا به بعدد $ ليوم أمس: فخورون بكم. فالأداء أعاد الثقة الى أوساط اللعبة، والعناصر الواعدة أشتد عودها وأعلنت عن شهادة ميلاد النجومية، ولكن لنعود الى بيت القصيد، فالأسئلة تحتاج الى اجابات.

دون ادنى شك، كان ممكن أن يتحقق أفضل من بلوغ دور الثمانية، فالحظ جانب منتخب النشامى في أكثر من مناسبة، ومخزون اللياقة في ظل انحسار الخيارات أخذ ينفد في الأشواط الأضافية، وبعض التدخلات الفنية في الحصة الثانية لم تكن موفقة بعدما تم اراحة قلبي الدفاع المصري بإخراج «الحريف» النعيمات، ولكن تبقى حسابات خاصة بالمدرب وجهازه الفني ولا نعلم بالظروف أو الدوافع التي فرضت بعض التغييرات.

وطبعاً، كان من الممكن بلوغ الدور قبل النهائي، وهنا يستدل على ذلك بإعادة شريط الشوط الأول تحديداً، وكم كرة عاندها الحظ بشكل غريب، وهو ما انسحب أيضاً، على محاولة النعيمات مطلع الحصة الثانية بعدما تلاعب بالونش، الذي يعد أحد أفضل مدافعي القارة الإفريقية، وسدد كرة رفضت ضرب القائم والتهادي بالشباك لتختار طريقها خارج هيكل المرمى!.

واستناداً الى كل ما سبق، فإن الأهم في الوقت الحالي يبرز بتساؤلات متعلقة بمتطلبات المرحلة المقبلة، وماذا تحتاج الكرة الأردنية لكي تمضي في مناسبات قادمة نحو فضاءات الإنجاز؟.

أعتقد ان الوقت قد حان للبدء بإعادة ترتيب الاوراق، وتبدو الفرصة مواتية في ظل تعدد الخيارات وتوفر الفترة الزمنية المناسبة لذلك، فالبناء على مكتسبات التشكيلة يجب أن يشكل الأولوية القصوى خصوصاً وان مؤشرات الخبرة والمهارة تصاعدت لدى عناصر هامة ورئيسة وفي مقدمتها النعيمات وعلوان ومحمد أبو زريق «شرارة» واحمد ثائر وابراهيم سعادة ومحمد أبو حشيش ونور الروابدة وأنس العوضات وأحمد سريوة ومحمود مرضي وهادي الحوراني، الى جانب ما يزخر به المنتخب الرديف من عناصر تعزز خيارات الاحلال والتجديد، مع الأخذ بعين الاعتبار قيمة ونجومية موسى التعمري وتصاعد أداء عمر هاني وحيوية أحمد العرسان وحنكة مصعب اللحام ومهارة صالح راتب والكثير أيضاً من العناصر التي برهنت على قدراتها في المسابقات المحلية أمثال يوسف أبو جلبوش «صيصا» ونزار الرشدان وحسان الزحراوي والقائمة تطول.

وفق ما سبق، فإن الظروف تبدو مثالية لاعادة ترتيب الأوراق بما يخدم التطلعات المسقبلية، على أن يترافق ذلك أيضاً بأهمية اعادة الألق لبطولات الموسم من خلال البحث عن أفضل الطرق التنظيمية والتسويقية، ذلك أن فرق الأندية تعد الأساس في التطوير بما يسهم برفد المنتخبات الوطنية باللاعبين المتميزين، ما يفتح باب الجدل من جديد، هل نبقي على جدولة الموسم انطلاقاً من شهر أذار، أم نعود الى سابق المواعيد بدءاً من شهر آب من كل عام؟. هي مسألة بحاجة الى حوار فني يأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة للعبة، لا أن ينحصر في حسابات ضيقة، وأكرر بأن الفرصة مواتية لاعادة ضبط الأمور وترتيبها بصورة مثالية.

الرأي