المصري يشهر مذكراته "الحقيقة البيضاء".. صور
وفي جانب من مذكراته قال المصري،" إن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان "مرتابا به ويتخوف من أن يحل محله".
وكتب في مذكراته: "كنت أعلم أن ياسر عرفات ينزعج من شخص مثلي، يتمتع بمكانة سياسية جيدة في الأردن، وقريب من الملك، ويشارك في صناعة القرار السياسي الأردني، وله خلفيته العائلية في فلسطين وما تتمتع به من نفوذ في الضفة الغربية".
وأشار المصري، أنه كان يعلم أن "عرفات، في كثير من الأحيان، كان يتوجس خيفة من وصولي إلى مراكز عليا. وانسجاما مع (الفوبيا) التي كانت تلازمه دائما من أن أحدا ما سيحل مكانه، فقد كان يظن أنني، أو غيري، سنحل محله، وكان يعد عدته لمواجهة هذا الأمر".
وعلى سبيل المثل، ذكر أنه حين انتخب "رئيسا لمجلس النواب في نوفمبر 1993، صرح ياسر عرفات، وكان قد وقع لتوه اتفاق أوسلو مع الإسرائيليين، بأن انتخابي هو خطوة من قبل الأردن لاستعادة النفوذ إلى الضفة الغربية، وهذا ما جعل الشريف زيد بن شاكر، وكان آنذاك رئيسا للديوان الملكي، يحذرني بعد علمه بما قاله عرفات، وقدم لي رئيس الديوان الملكي والأجهزة الأمنية سيارة مصفحة ضد الرصاص ومرافقا أمنيا لحمايتي من أي تهديد محتمل، لكني اعتذرت عن قبول تلك الترتيبات، وقلت إن (أبا عمار يثرثر دائما في مثل هذه الأمور، وقد لا يكون ما قاله صحيحا، فلا تأخذ أقواله وتصريحاته على محمل الجد)".
ورأى المصري أيضا أن عرفات كان يرتاب أيضا في العاهل الأردني الراحل الملك حسين، وقال عن ذلك: "لم يكن عرفات مطمئنا إلى نيات الملك، وهو يقدم كل الدعم للمنظمة، فقد كان يشك بينه وبين نفسه في مطامح الملك غير المعلنة، ويكشف عن اهتزاز ثقته بالملك حسين التي كانت بالفعل قائمة على الخوف منه، بسبب شعوره بطموح للملك حسين بعودة الضفة الغربية إلى سلطته، وتلك هي طبيعة عرفات النفسية، فقد كانت هواجس الشك - حتى في أقرب الناس إليه - هي المسيطرة عليه".
وتحدث في حفل التوقيع كل من رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة والوزير والبرلماني السابق محمد فارس الطراونة والشيخ طلال صيتان الماضي والخبير القانوني الدكتور أنيس القاسم، وعريف الحفل البرلمانية وفاء بني مصطفى.
وعرف عن رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، تمسكه بهوية وطنية جامعة، وشكل جسرا في العلاقة بين البلدين، واستثمر الراحل الملك حسين في شخصية المصري منذ اختياره وزيرا في 1973، ثم سفيرا في عواصم القرار، ثم وزيرا للخارجية في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ثم نائبا في البرلمان في 1989، ثم رئيسا للوزراء في 1991، ورئيسا لمجلس النواب في 1993، مختتما سلسلة رئاساته رئيسا لمجلس الأعيان في 2009".