مع قرب التعديل الوزاري.. جفرا تستذكر "لن اخذلكم" للقطامين .. فماذا قدم بعيداً عن السوشال ميديا؟


جفرا نيوز - كتب موسى العجارمة

"لن أخذلكم" بهذه العبارة بدأ وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار د.معن قطامين رحلته الحكومية في خضم الحالة الجدلية التي تركها عقب تسلمه الوزارة؛ إثر تصريحاته الرنانة التي كان يدلي بها ليلاً ونهارًا والانتقادات غير المسبوقة التي كان يشنها على الحكومات خلال السنوات الماضية، ليتحول من "يوتيوبر" محبب إلى وزير تحت المجهر، لتنقلب مجريات الأمور ضده، وكأن كافة تصريحاته التي وصفها البعض بالهابطة من البراشوت باتت موجهه له ومطالب بتطبيقها اليوم.
دون شك بأن فترة أربعة أشهر لتقييم وزير غير كافية لتحقيق الخطط والاستراتيجيات في ظل الظروف والتحديات التي نشهدها اليوم جراء جائحة كورونا، إلا أن القطامين طرق أبواب الشعبوبية من أوسعها بدءاً من "الغلطة الإعلامية" التي وصفها البعض بالكارثية عندما أجرى أول لقاءاته مع ناشطي السوشال ميديا دون النظر لأهمية وسائل الإعلام الخاصة، والظهور التلفزيوني الشبه يومي الذي كان يكرر به كافة المفردات والعبارات في إطار بعيد كل البعد عن رجل يملك كاريزما مميزة صاغ شهرته عبر خطاب علمي مبني على لغة الأرقام والوثائق، متسلحاً بالعلم والمعرفة في مقارعة ملفات حكومية ساخنة.

التكهنات والتوقعات تشير إلى أن القطامين من المغادرين لحكومة الخصاونة ليصبح اليوم تائه بين أمرين فالأول استعادة شعبويته التي تلاشت شبه كلي ليتسنى له الاستمرارية بانشطته بعد خروجه من الدوار الرابع، وهذا الباب الأهم الذي يشغله اليوم، وخاصة بعدما أطلق الفيديو الأخير الذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لتصريحه الذي أعلن به بعدم رغبته بحظر الجمعة بما يسببه من خسائر كبيرة، والباب الثاني يتمثل بمحاولات القطامين بأن لا يشمله التعديل الوزاري القادم.

السؤال الأهم ماذا فعل القطامين خلال الأشهر الأربعة الماضية؟، لطالما هو من وضع نفسه في خانة التساؤلات عقب ما كان يدلي به مسبقاً، هل كان كلامه مجرد اقتراحات لغاية النهوض بالاقتصاد الأردني أم وسيلة تنظير لطرق أبواب الشعبويات، وخاصة أنه قد صرح قبيل استلام حقيبة وزارة العمل بأنه اعتذر عدة مرات عن مناصب وزارية عدة، هل بالفعل كرس القطامين وقته للعمل ولم يبتعد عن جموره عبر السوشال ميديا، إلا للشديد القوي كما صرح بالمقطع الفيديو الأخير الذي نشره عبر حسابه الرسمي.

القطامين قال في مقطع الفيديو الأخير إنه قد تبين معه من خلال عمله كوزير بعدم وجود رؤية واضحة المعالم واستراتيجية فاعلة للاستثمار، إثر ضعف الامتيازات المقدمة للمستثمرين وخصوصا في ضوء تغيير قانون ضريبة الدخل، وعدم وجود حوافز حقيقية لزيادة الصادرات الوطنية، بالإضافة إلى صعوبة ممارسة أنشطة الأعمال في الأردن. إلا أن السؤال اليوم لماذا هذه التصريحات أدلى بها القطامين خلال هذه الفترة تحديداً؟. التعويل اليوم على المرحلة المقبلة التي ستقدم معطيات عديدة تبين تفاصيل المرحلة المقبلة وتجيب على كافة الأسئلة والاستفسارات.