جفرا نيوز-خاص قدم رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي نموذج يستحق الاشادة عندما قرر مؤخرا الاعتذار عن رئاسة مجلس إدارة الشركات التابعة للسلطة وايلاء هذه الهمة لاشخاص آخرين حتى يتمكن من آداء دوره التنظيمي والرقابي الذي يحتمه عليه موقعه دون الولوج الى المساحة التنفيذية التي تمارسها هذه الشركات. قبل يومين إعتذر الملقي عن رئاسة مجلس إدارة شركة العقبة للمطارات وقرر تنسيب شخص آخر لتولي هذه المهمه، كما رشحت معلومات بأن الملقي سيعتذر عن رئاسة مجلس ادارة بقية الشركات واهمها شركة الموانئ، وهو أمر لم يفعله أسلافه وبقي الامر بابا لتحقيق المزيد من المكتسبات والمخصصات. ما فعله الملقي خطوة تستحق الاشادة والتقدير وتعكس مقدار عفة الرجل وحرصه على سير العمل على الوجه الامثل فالفصل بين موقع رئيس السلطة وهذه المواقع ضرورة تستدعي اثر ايجابي على حسن سير العمل وبقاء رئيس السلطة ممارسا لدوره التنظيمي لعمل هذه الشركات دون ان يكون طرفا تنفيذيا في عملها. قبل ايام كان الملقي مفتاح الحل لمعضلة اضراب عمال الموانئ والتي كادت تسبب ازمة اقتصادية وتجارية غير محمودة العواقب، وتمكن الرجل من موقعه الوصول الى حل يرضي كافة الاطراف وهو نجاح يسجل له وما كان له ان يحققه لو كان طرفا في الازمة من خلال موقع رئيس مجلس الادارة فاستطاع ان يقدم نفسه كطرف معني بالجميع ومستعد للبقاء على مسافة متساوية منهم وهو ما اعطاه القوة ليكون مفتاح الحل. يواجه الدكتور الملقي ملفات كبرى في منطقة العقبة التي بدأت الاصوات تتعالى لتقييم تجربتها واعادة النظر فيها على ضوء النتائج التي حققتها حتى الآن والتي كانت دون مستوى الطموح، ومهمته ليست بالسهلة او الهينة وفيها من التعقيد ما فرضته تبعات بعض القرارات والاشكالات التنظيمية السابقة مما يجعل مهمة الرجل مركبة الصعوبة، فهو من جهة يحتاج الى فض بعض الاشكالات واعادة تنظيم الامور ومن جهة أخرى مطالب بتحقيق نجاح سريع يثبت ان تجربة العقبة تستحق المزيد من الوقت قبل تقييمها بشكل نهائي. المهم الآن ان بوادر قيادة الملقي للسلطة تشي بأن عقلية جديدة تتمتع بروح عالية من المثابرة والشفافية والعفة بدأت تعطي العمل "العقباوي" روحا جديدة و تتعامل مع ملفاتها بروح قتالية مصممة على تحقيق نجاح مفيد للمنطقة وللوطن بشكل عام وهي قيادة تستحق الاشادة والدعم ومنحها الوقت الكافي لانجاز مهام مستمرة ومتواصلة.