فتاة مصرية تنتحر بإلقاء نفسها من فوق جسر "الثورة" و"العشاق" (فيديو)

سارت على ذات الجسر الذي سار عليه المتظاهرون في ثورة يناير المصرية 2011، وسط القاهرة، لكن الفتاة سمية خطاب خالفتهم المصير وقررت الانتحار من أعلاه.
فقبل 4 سنوات من تلك الثورة، عَبرَ المتظاهرون - رغم سقوط بعضهم في مواجهات مع قوات الأمن - جسر قصر النيل، في طريقهم إلى ميدان التحرير، هاتفين بحياة أفضل، إلا أن فتاة مصرية في مقتبل عمرها اختارت الجسر نفسه ليكون شاهدا على نهاية حياتها، وتنتحر من أعلاه غرقًا في مياه نهر النيل.
سمية خطاب، البالغة من العمر 19 عامًا، أنهت حياتها انتحارا بعد ظهر اليوم الاثنين، بعد أن ألقت بنفسها، بحسب شهود عيان، من أعلى الجسر، الذي يعرف في مصر بأنه أكثر الأماكن جذبا للعشاق لإطلاله على نهر النيل.
وفي ذات التوقيت، الذي انتحرت فيه سمية، بدعوى مرورها بأزمة نفسية، كما تقول تقارير محلية، تراصّ عشرات من الشباب والفتيات على الجسر يتابعون لحظات خروج جثة الفتاة وسط روايات لا تنتهي عن سبب وكيفية الانتحار.
ساعات انتظرتها وجوه أغلبها شبابية يتساءل عن سبب انتحارها، أعلي هذا الجسر، حتى انتشال جثمان الفتاة مع مشهد غروب الشمس عقب عثور شرطة المسطحات المائية عليه.
الفتاة، بحسب التحريات الأولية للشرطة، تقطن بحي السيدة عائشة، وانتحرت بسبب مرورها بـ"أزمة نفسية حادة"، وأنها أبلغت صديقتها التي كانت ترافقها وقت الحادث بأنها تريد الانتحار ثم باغتتها وألقت بنفسها في المياه، وفق ما أوردته صحف محلية.
وتكثف أجهزة الأمن بحسب ذات المصدر من تحرياتها للوقوف على ملابسات الحادث، وباشرت النيابة التحقيقات.
اختيار جسر قصر النيل من الفتاة المنتحرة، بما له من شهرة وخصوصية، بحسب عزة كريّم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية يكشف أن "الانتحار بات مرتبطًا بأماكن عامة أمام الناس كنوع من أنواع الاحتجاج على المجتمع".
وفي تصريحات لها، قالت عزة كريم: "هذه الفتاة كأنها تصرخ من الواقع مثل غيرها ممن سبقوها بالانتحار واختاروا في الأغلب أماكن عامة".
وأضافت: "يفضلون الانتحار من أعلى جسر قصر النيل لأنه مكان للحبّ وغيره، فالمنتحرون لا ينظرون لهذا المكان بهذه الصورة ويحملون فقط بداخلهم اكتئابًا وتراكم معاناة كبيرة لا تحتمل".
ورفضت أستاذ علم الاجتماع ما أسمته "تبريرات المشاكل الخاصة في التعليق على ما يحدث من حالات انتحار"، مشيرة إلى أن "اعتبار تلك المشاكل هي السبب الوحيد فيما يحدث خطأ، فهناك معاناة شديدة وضغوط اقتصادية واجتماعية وعدم وجود العدالة التي لا يجب إغفالها".
وتعد وفاة سمية هي الحالة الخامسة خلال 6 أيام، بمصر، وهي نسبة مرتفعة بالبلاد التي يوصف أهلها أنهم متدينون بطبعهم.
والأربعاء الماضي، شهد 3 حالات انتحار، عندما أقدم شاب على الانتحار شنقا، بإحدى غرف منزل أسرته بالفيوم بعد مشاجرة مع والده.
في الوقت الذي أقدمت طالبة بالمدرسة الفنية التجارية بمدينة أوسيم، حيث قامت بإلقاء نفسها من الدور الثالث بالمدرسة.
فيما أقدم على الانتحار شاب بمدينة بني سويف، من خلال تناوله مادة سامة، إثر مشاجرة مع والده.
وأمس الأحد، انتحر شاب (30 عاما)، يعمل في شركة دعاية وإعلان، وهو من محافظة الإسكندرية، وكان يقيم في شقة بمنطقة الدقي، أصيب بحالة نفسية سيئة، قرر على إثرها التخلص من حياته، وذلك وفقاً لرواية أصدقائه.
وبحسب رصد لـ"الأناضول"، شهدت مصر خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، 11 حالة انتحار "بينهم 3 سيدات وطفلة"، وشهد نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 3 حالات انتحار، وجميعها لأسباب متعلقة بالأوضاع المعيشية وأسباب اجتماعية أخرى.