اطلالة على موسيقات الجيش العربي منذ النشأه .. صور
جفرا نيوز - موسيقات الجيش العربي .. أنغام الوطن تعزف على أوتار الزمان في قيادة موسيقات القوات المسلحة الأردنية ؛ يأخذك العبق إلى حالة التطلع إلى حاضر الوطن وماضيه تعتمر البركة والمحبة في قلوب رجاله، وإلى اللحن الذي ترنم به كل أردني، وتنسجم مع الوطن في لغةٍ تشبه خيوط الكوفية الحمراء. هناك حيث موسيقات القوات المسلحة الأردنية التي تعتبر من أوائل الوحدات العسكرية التي تشكلت في القوات المسلحة الأردنية وسارت مع الوطن ليبقى لحنها حاضراً في جميع مناسبات الوطن ولتبقى تعابيرها قابضة على سمعِ الأردنيين الذين عشقوا كل أردنيٍ خالص بنقاء وفاءه . من بين هذا الوفاء نقرأ في كتابٍ عزيز هو " الجيش العربي " الذي حمل لواء العقيدة الناهضة بأمة ووطن لنحكي شيئاً من سيرة جيش بنى وطن، وعن موسيقات القوات المسلحة الأردنية التي تأسست وإمارة شرقي الأردن كإمتدادٍ طبيعي لفكر الثورة العربية الكبرى، التي جاءت بحضارة ومفرداتٍ تدعو للبناء وإحدى وجوهها الإعتزاز بالذات لتبقى المعنوية عالية مع فعل الرجال ولغة الموسيقى هي أجزل المخاطبات وأقربها كانت الموسيقات المسلحة الأردنية تحملُ الأحاسيس وأناشيدِ الوطن إلينا لنتعايش مع رجال البطولة . مع ولادة الدولة الأردنية وتشكيل جيشُها كانت أول مجموعةٍ موسيقية، بأمرٍ من جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول إبن الحسين عام 1921م وقد تألفت من عشرة عازفين على آلة القرب وبدأت هذه الباكورة تحمل اللحن الأردني طيلة عهد الإمارة وبقيت مجموعات عسكرية بسيطة ضمن الوحدات العسكرية لتكبر شيئاً فشيئاً وتتشكل فرقاً موسيقيةٍ جديدة ففي عام 1949 م تأسست الفرقة الموسيقية الثانية وتبعها تأسيس الفرقة الموسيقية الثالثة عام 1950م، ومع تراكم الخبرات ولتأهيل الجنود الموسيقيين تأسست عام 1954م مدرسة موسيقات القوات المسلحة الأردنية التي أصبحت تعنى بتأهيل وتدريب الجنود الموسيقيين وإستقطبت العديد من منتسبي القوات المسلحة في الدول الشقيقة وقد أختير لها نخبة من المختصين وضمت في جنباتها المكتبة الموسيقية التي تحوي اليوم أكثر من 15 ألف معزوفةٍ والتي تعتبر مرجعاً أساسياً لكل ألة موسيقية دخلت في جوقة العزف العسكرية، وكمواكبةٍ للإتساع في مهام وواجبات الفصائل الموسيقية التي تشارك في تغطية جميع الواجبات والإحتفالات للقوات المسلحة الأردنية والمشاركة في مراسم الوفود وكبار الضيوف. وفي عهد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه تبلورت هويةٌ مؤسسية وطنية لموسيقات الجيش العربي، وقد أثبتت عام 1955حضورها العالمي بحصولها على كأس الجائزة الأولى في لندن، لتتشكل بعدها الفرقة الموسيقية الرابعة عام 1956م، وكشاهدٍ على أن مسيرتها ترسم النجاح في ميادين العالم فقد شهد عام 1960م حدثان وضعا موسيقات القوات المسلحة الأردنية على عتبات المقدمة وذلك بحصولها على الدرجة الأولى والمدالية الذهبية وكأس مدينة باري في إيطاليا عام 1960م، ومع هذا النجاح تشكلت الفرقة الموسيقية الخامسة وتتابعت النجاحات بأن حازت الموسيقات على كأس مهرجان البحرين عام 1972م، ومن ثم جائزة أجراس الموسيقى من رئيس جمهورية ألمانيا الإتحادية أثناء زيارته للأردن عام 1973م وتبعها أن أطلت الفرقة الموسيقة السادسة عام 1975م وتوالت الإنجازات تتأصل بمشاركة موسيقات الجيش العربي في مهرجان عيد المائتين عام 1976م في الولايات المتحدة الأمريكية وحصول أعضائها المشاركين على شهادة تقدير من الرئيس الأمريكي فورد وأخرى من قبل رئيس بلدية ديزني عام 1976 م. وهذا نزر من حكاية فرسان جنود الموسيقات التي تواصلت بمشاركاتها بإحتفالات المملكة والدول الشقيقة والصديقة لتسهم في بناء سمعة الأردن ولتسجل لها الصحافة العالمية شهادات محفوظة في ذاكرة شعوب العالم فقد وصفتها صحيفة فرانس سوار في حزيران 1976 م بأنها " أروع عرض ..الأردنيون مائة وأربعين يسيرون في لباسهم الأحمر ولباس الرأس العربي " في حين سجلت صحيفة الباري زيان بالفترة ذاتها شهادة مماثلة . وهكذا نقل الأردنييون التراث العربي إلى أفاق العالم ليبقى مكنون العروبة وثورتها الهاشمية حاضراً برسالة السلام، ويسجل الجيش العربي عقيدته بين جيوش العالم بثوب الحضارة العربية وروحها، وقد تعاقب على قيادة الموسيقات منذ تأسيها كوحدة مستقلة من وحدات الجيش العربي ولغاية عام 1968م كل من النقيب الموسيقي عبداللطيف الطرابيشي وتبعه النقيب الموسيقي صالح البغدادي ومن ثم النقيب الموسيقي مصطفى نزال وذلك لغاية نيسان 1968م، وقد بقي مبنى الموسيقات في العبدلي قبل أن تشغل المبنى الحالي في طبربور والذي تم الإنتقال إليه منذ عام 1968م . اخبار الناس