الجرحى الفلسطينيين في عمان: نشكر الأردن شعبا وقيادةً

جفرا نيوز – حنين البيطار
تصوير اوسيد صبيحات

لا مجال هنا إلا للدموع الوجع يكتنف المكان، غصة في الحنجرة.. الم في القلب.. ووجع في الصدر.. مشاعر متضاربة تغمرك حين تزور الغرف التي يرقد بها الجرحى الغزيين في مدينة الحسين الطبية .. فالوجع يلف المكان والقلوب معلقة بارض غادروها وتركوا فيها شهيد او مشروع شهيد .

شقيق الجريح رشيد محمد كفارنة يروي لـ"جفرا نيوز" حجم الالم الذي طال عائلته بعد اصابة شقيقه البالغة عندما كان في طريقه للذهاب لشراء الطحين، حينها اعترضته قذيفة هاون من المحتل الاسرائيلي.

اصابة رشيد بحسب ما قاله شقيقه وصفت بالخطرة، تهتك في الدماغ واصابات خطيرة في مختلف انحاء الجسد، وجع ليس كمثله وجع يسكن بين عائلة كفارنة، حالها كحال المئات من العائلات الفلسطينية في غزة التي تعيش منذ اكثر من اسبوعين على واقع الرصاص والقصف والحرب.

اسيرة الشفاء في مدينة الحسين الطبية امتلاءت بالحكايات التي رواها الجرحى الفلسطينيين الذين قدموا الى المملكة لتلقي العلاج المناسب بأمر من جلالة الملك عبدالله الثاني، وبالتنسيق مع المستشفى الميداني الاردني في غزة.

عائلة المصاب محمد عبدالعال ليست بأحسن حال من عائلة كفارنة، فاصابته في القصف التي تعرض له منزلهم في مخيم الشاطئ في غزة.. انزلت به حروق خطيرة، وبتر قدمه اليمنى من واقع الاسلحة المحرمة دوليا. والمحملة بالفسفور الابيض الحارق ، ينتظر خال محمد خبرا يطمئن قلبه.. بعد الخبر الاول الذي وصله من غزة يبلغه باستشهاد شقيق محمد.


الطفلة مريم علاء الدين الشمعة الوحيدة في حياة والدها هكذا وصفها والدها ودموعه على وجنتيه متحدثاً لـ "جفرا نيوز " بأنها إبنته الوحيدة بعد مرور اعوام من السنين ، قائلاً : استيقظت مريم في الصباح لمساعدة والدتها وأصيبت صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي إثر إطلاق صاروخ بالقرب من منزلنا وتأثرت بشظايا في الدماغ وجروح وكسور مختلفة .

وأضاف والد الطفلة مريم ان العنف المفرط الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المدنيين على الأطفال الفلسطينيين بدرجة أساسية، يترك آثاراً كبيرة على الجوانب النفسية للطفل، مشيراً ان ابنته اصابها الاضطراب النفسي ، والتشتت ، الحزن والاكتئاب، وتصبح معاناة الطفل الفلسطيني مضاعفة.


من جهته بين رئيس قسم العناية الحثيثة في مدينة الحسين الطبية العقيد الطبيب حسين الشعلان انه تم اجراء العديد من العمليات التي تتطلبها هذه الحالات وعلى مدار الساعة كونها متقدمة حيث تعرضت غالبية هذه الحالات الى حروق وشظايا وجروح قطعية وتهتكات كونها اصابات حروب حيث تعمل كافة الكوادر بكافة طاقاتها وجهودها المتواصلة لانقاذ هؤلاء المصابين ، مشيراً ان الاردن اصبح الملاذ الاول لاستقبال المصابين .

واضاف ان هناك تنسيق على مستوى عال بين المستشفى الجراحي في غزة والمستشفيات الحكومية في غزة حيث يتم معالجة المصابين وفي حال لم يتم علاجه فانه يتم التنسيق بن المستشفى الجراحي ومديرية الخدمات الطبية من اجل التنسيق لارسال الحالات التي تعرضت لاصابات متقدمة او الحالات التي يصعب علاجها في غزة في ظل عدم توفر الامكانيات لعلاجها.


ووجه ذوو الجرحى رسالة شكر وتقدير خاصة الى جلالة الملك عبد الله الثاني داعين له بوافر الصحة والعافية والى الاردن حكومة وشعبًا عامة لمساندته ودعمه للشعب الفلسطيني ، مشيرين انه ليس بالغريب على الأردن ان تنهض بكل مكوناتها لمساندة وتقديم يد العون للشعب الفلسطيني ، والاردن هو بوابة الفرج الوحيدة لاستقبال المصابين وادخال المساعدات ومساعدة العديد من اهالي غزة المحاصرين من كافة المعابر الاخرى، كما عبروا عن تقديرهم للكوادر الطبية الاردنية المشرفة على الحالات وما وجدوه من خدمات ورعاية طبية مميزة.



وثمن ذوو الجرحى زيارة سمو ولي العهد الى أبنائهم وإخوانهم، الذين يرقدون على سرير الشفاء، والاهتمام الكبير من قبل القيادة العامة وادارة الخدمات الطبية الملكية بالمصابين وعلاجهم والعناية بهم معبرين عن تقديرهم للكوادر الطبية الاردنية المشرفة على الحالات وما وجدوه من خدمات ورعاية طبية مميزة.

وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني كان سموه أوعز امس الاول الى رئيس هيئة الأركان المشتركة، بتعزيز طواقم المستشفى الميداني العسكري في غزة، الموجود منذ أكثر من خمس سنوات بكوادر طبية من الجراحين وأطباء العظام والتخدير ومختلف الاختصاصات، إضافة الى المعدات والأجهزة الطبية والعلاجات وكميات كبيرة من وحدات الدم وعدد من سيارات الإسعاف التي غادرت من مديرية الخدمات الطبية لنقل عدد من الجرحى والمصابين للعلاج في المدينة الطبية.