الوزير سامي هلسه

جفرا نيوز - فارس الحباشنة



في الزمن المقلوب ، يضع الاعلام اليوم ملامسات تحسسية على أنقلاب عمل مؤسسات السلطة ، الزمن التائه و الحائر والضايع ، حينما يصبح البحث عن رجال الدولة المخلصين و المثابرين على العمل والانجاز التغيير و الاصلاح و أقامة العدل و الحق و تطبيق القانون و خدمة المواطن عسيرا و
صعبا .



الحكومة من السلطات التي تنشب أظافرها فينا ، سمح "ضم السين " بقدر الامكان لنكرات أن يتلصقوا بها ، وما فكوا أن يغادروها الا بعد مئة مصيبة و كارثة وشبهة في سلب المال العام أو الاستهتار بادارة شؤون البلاد و العباد .


في خبر نشرته الزميلة "جفر الاخبارية " عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس سامي هلسا ، و دشن بعنوان " الا أنت يا هلسا " ، يطوي الخبر بقضبة صحفية ملئية بالالم على أن المرمى بالاعلام و أمام الراي العام متسع للخوف و القلق على هكذا نوع من الوزراء الشعبيين و الميدانيين .



ما أقدر أن تكون وزيرا أو مسؤولا محبوبا لدى العامة ، و تقبض على وجدان وقلوب الاردنيين ، تحيرهم بالانحياز الى نهج عملك في الحكومة ، ما أقدر أرادة الانتماء للوطن وأهله عندما تعج في عمل مؤسسات الدولة أن تفصل من عقول و قلوب الناس كلمات التذمر و الاستياء و الشكوى من البلاء ..



أكثر من مشهد التقط لوزيرنا " الاكرم " سامي الهلسا ، يستدعيان التنبه و الالتفات لما يقوم به هذا الوزير الذي يبدو أنه غريب بسلوكه و نهج عمله عن الحكومة الحالية طبعا ، يقبض على العمل الميداني من ساعات الصباح المبكر ، قلما تجده جالسا في مكتبه في مبنى الوزارة على الدوار الثامن .


تشم من وداعة الوزير و رحابة فكره و أتساع أفقه في العمل نسائم سحر مدرسة وصفي التل رحمه في العمل الحكومي العام ، بساطة في لقاء جمهور المواطنين ، تدل على تألق و ثقة في النفس ، وحسن دراية في سير شؤون العمل .


لربما أن ذلك تقاطع عفوي مع مرجعية وطنية بقامة وصفي التل ، أنه أتحاد لاوجاع كل مسؤول وطني ، قدم الى العمل العام ليخدم الاردنيين من أبناء جلدته على مختلف مراتبهم الوظيفية و المالية ، وجوههم منهوشة في البحث عن خدمة حكومية مهما كان نوعها أو مستواها أيضا .


بالختام ، شكرا لسامي هلسا الذي فتح شهيتي في هذا السماء الرمضاني المشبع بالايمان العفوي ، لأقول له أعانك الله على خدمة البلاد و العباد ... في سياق كل ذلك ، فان الذاكرة لابد أن تأخذنا الى الاب و المعلم أديب هلسا واحد من رجال الاردنيين المخلصين و المؤسسين في الادارة الحكومية .