التسوق قبل الإفطار: نهم في الشراء يستنزف ميزانية الأسر


جفرا نيوز- عند عودته إلى المنزل خلال ساعات الصيام، يملأ أبو نضال عربة التسوق في السوق التجاري القريب بمختلف المواد الغذائية، سواء الأساسية منها أو الكمالية، لتتفاجأ زوجته أم نضال بعد عودته بمشتريات عديدة لا داعي لها. أم نضال اعتادت على طبع زوجها الذي عندما يكون جائعا يشتهي مالذ وطاب من الطعام والشراب، فكلما أوصته بشراء بعض النواقص اليومية، وهو على تلك الحالة يعود محملا بأكياس مليئة بالمشتريات من حلويات وعصائر وغيرها، رغم توفر أغلبها في المنزل. كذلك الحال بالنسبة إلى محمد الجوريشي، الذي اعتاد على شراء كل ماحطت عينه عليه في السوق من الطعام والشراب ليعود إلى المنزل وقد ابتاع مشتريات لم يكن يخطط لها قبل خروجه. ويشير محمد إلى أن المشتريات تبقى على حالها دون أن يمسها أحد حتى محمد الذي اشتراها، وذلك لكونه لايقدر على تناول شيء بعد الافطار إلا القطائف التي لايستطع عدم تذوقها في رمضان. أبو نضال حاله كحال الكثير من المواطنين ممن يتسوقون خلال ساعات الصيام فيبتاعون مشتريات لاداعي لها، غير أن الجوع والإشتهاء سيطر على عقولهم ودفعهم إلى إتباع نمط إستهلاكي هو أقرب مايكون للنهم الشرائي، بحسب الخبير الإقتصادي الدكتور قاسم الحموري. ويبين الحموري أن الشراء خلال ساعات الصيام يستدرج المواطنين لشراء كميات كبيرة من الطعام والشراب، فيما لو قاموا بالشراء بعد الإفطار فإنهم سيلاحظون الفرق الكبير في المشتريات بعد وعيهم عدم الحاجة لها. ويضيف الحموري "أن شهر رمضان شهر عبادة، وأن التبذير في استهلاك الطعام عادة خاطئة لدى المواطنين والذين يملئون مائدتهم الإفطارية بكميات كبيرة من الطعام ينتهي الأمر بها إلى سلة المهملات وهو ما نهى عنه ديننا الحنيف". وينصح الحموري المواطنين بالشراء خلال ساعات الصباح أو ساعات مابعد الإفطار مع تدوين احتياجاتهم من المشتريات قبل ذهابهم إلى السوق حتى لايشتروا حاجيات لاداعي لها. وتعج المراكز والمولات بالمتسوقين خلال ساعات الصيام؛ إذ تشهد تلك الأماكن تهافتا كبيرا عليها فيما تقل أعداد المتسوقين في ذات الأماكن خلال ساعات ما بعد الإفطار. ويفضل الصائمون التسوق خلال ساعات النهار لتضييع الوقت، ومن المتوقع أن يقضوا أوقاتا طويلة في المولات والأسواق خلال شهر رمضان الحالي والذي تقدر فيه ساعات الصيام 14 ساعة فيما يخصص المواطنون ساعات مابعد الإفطار للزيارات العائلية والذهاب إلى المقاهي. وتقوم المولات والمراكز التجارية بتقديم عروض مغرية لجذب الصائمين للشراء، سيما على السلع الرمضانية في الوقت الذي تشهد فيه الاسواق إقبالا غير مسبوق على المواد الغذائية، سيما السلع الرمضانية؛ إذ توقع عاملون أن يصل الطلب إلى ذروته أول أيام رمضان. ولم ينعكس إرتفاع الطلب على المواد الغذائية خلال شهر رمضان على أسعار المواد الغذائية لتوفر كميات كبيرة منها في السوق المحلية.