رئاسة البرلمان الأردني أكبر بكثير من التسليات والإستعراضات

جفرا نيوز- خاص ظاهرة سياسية مؤسفة بدأت تظهر على الساحة السياسية الأردنية، تتجلى في عدم تقدير بضعة نواب في البرلمان الأردني لرمزية المقعد الأول في البرلمان الأردني، وضرورة أن تتوفر القوة والقدرة سياسيا وتشريعيا فيمن يجلس عليه، إذ يتنطح نائب لا يعرفه أحد، ونجح على الحافة في إنتخابات البرلمان الأردني فيعلن عن نفسه مرشحا لرئاسة البرلمان الأردني، وهو موقع له رمزيته وحساسيته، وحيثياته الدقيقة، وتوازناته الخاصة، إذ ينبغي أن يكون هذا الموقع أكبر بكثير من التسليات والإستعراضات أمام الأصدقاء والأقارب. وحري بالنائب والتاجر أمجد المسلماني أن يسحب قراره "الإعلامي" بالترشح لموقع رئاسة البرلمان، مع يقيننا الكامل بأنه لن يحرز أكثر من 5 أصوات في أحسن الأحوال، بما في ذلك صوته، إذ عليه أن يتأكد أن طغيان إعلاناته التجارية لا يصنع رجال دولة، ولا تخلق منه زعامة برلمانية، فالزعامة البرلمانية تُصنع بالخبرة والتجربة المتراكمة، والمواقف السياسية الصلبة، لا بحمل قوالب الكيك، وإقامة أعياد الميلاد. ومن الإنصاف القول أن النائب والتاجر أمجد المسلماني يحب الأردن، ويعمل من أجله، وقد يكون له بعد 15 عاما حضورا سياسيا إذا اقتنع الأردنيين بإعادة إنتخابه في البرلمانات المقبلة، لكن على النائب والتاجر المسلماني أن يقتنع ويُقنع من هم حوله بضآلة أفقه السياسي راهنا، وأن عليه من مقعده في قاعة النواب أن يتعلم ويُجرّب وأن يستمع، كي يكون مؤهلا بعد نحو عقدين للترشح لرئاسة البرلمان. ومن المهم التذكير هنا إن موقع "جفرا نيوز" قد اصطدم سياسيا ومواقفيا مع العديد ممن ترأسوا البرلمان الأردني طيلة أكثر من عقد، لكننا على قناعة أننا رغم الإختلاف مع العديد منهم بسبب المواقف والسياسات، إلا أنه كان لهم حضورا بارزا، وثقلا سياسيا يصعب القفز عنه، وكانوا يملكون دراية تشريعية ودستورية وازنة، وهو ما يجعلهم على قدر التحدي، على عكس نواب "ما صرلك بالقصر إلا من مبارح العصر". إننا في "جفرا نيوز" ندعو النواب الأفاضل على أن يكون لهم موقفهم الحاسم وعبر تعديل قانونهم الداخلي لوضع شروط تتعلق بالثقافة والحضور والمعرفة السياسية والإلمام تشريعيا ودستوريا فيمن يتقدم للترشح لرئاسة البرلمان.