داودية يكتب: محمد ماجد العيطان : الطيبون احياء في ضمائرنا
جفرا نيوز- محمد داودية
في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات فارقنا الفارس محمد ماجد العيطان تاركا اكبر الحسرات في نفوس الاردنيين، سواء اولئك الذين عملوا معه عن قرب و تعرفوا على مناقبه و سجاياه، او اولئك المواطنين الشرفاء الذين تأسر البابهم الرجولة والفروسية و التواضع و الشهامة و النزاهة و يكرهون الظلم و الضيم و الفساد و يزدرونه و يحتقرون مسببه.
تميزت مسيرة الفريق اول الركن المظلي محمد ماجد العيطان بانضباطية بارزة و استقامة صارمة و مهنية عالية، فقد تجلت فيه يرحمه الله مزايا عديدة تشكل مقطعا عرضيا لتقاليد الجندية الاردنية التي تنطوي على انبل المزايا و الخصائص و الصفات، الجندية الاردنية التي مثلها محمد ماجد العيطان برفعة و نبل.
و سواء في عمله قائدا للقوات الخاصة و قائدا للعمليات الخاصة في القوات المسلحة الاردنية او اثناء خدمته مديرا للامن العام، كان فقيدنا محمد ماجد العيطان نموذجا في العطاء و الانتماء فقد كرس نفسه في مرحلة عطائه الاولى للدفاع عن حياض الوطن حيث تعمد في هجير صحرائنا و لفح شمسها و كرس نفسه في مرحلة عطائه الثانية في الامن العام للدفاع عن امن المواطن و استقرار الوطن و عمل بجهد بارز ضد الجريمة بكل تشعباتها و مصادرها مترسما درب شهيدنا الخالد وصفي الذين قال ذات يوم:
" الاستقرار يعني ان يترك المواطن جاكيتته في ساحة المسجد الحسيني و يعود ليجدها في مكانها".
لم تبك نشميات بني حسن وحدهن على محمد ماجد العيطان الذي لم يكن فارس قبيلة بني حسن فحسب، بل بكته نشميات الاردن باعتباره فارس الوطن و ابن كل ربوعه.
لقد كان محمد ماجد في كامل نقاء الانتماء للوطن و العرش و لم يشفع له انه كرس عمره للشرف و العطاء و الجندية الحقة، لدى الانذال المتآمرين الذين استهدفوه بضراوة و كادوا له كيد الصغار الحاسدين الوضيعين و هاهم يقبعون الان على "ابراشهم" مذمومين خائبين مخزيين و يحظى هو الفارس الاردني محمد ماجد العيطان بمحبة الاردنيين و تقديرهم في كل مكان.
كم فارسا اردنيا شهما في انتماء و عطاء الرمح محمد ماجد العيطان تعرض للظلم و التآمر و الكيد و الوشايات الخسيسة فخسره الوطن؟
اليوم يعزي الشعب الاردني الكبير اسرة محمد ماجد العيطان الصغيرة و يعزي قبيلة بني حسن الشماء التي لطالما قدمت الفرسان لوطنها. كما يعزي شعبنا نفسه، فمحمد ماجد نجمة وضاءة ستظل معلقة في سمائنا.
يرحم الله فقيدنا فقد استحقت روحه الرحمة و استحق تقديرنا و حبنا.