في ذكرى حابس المجالي
جفرا نيوز - فارس الحباشنة لا يكاد يمر عام ، حتى تعود ذاكرة الاردنيين للالتفاف حول "هامات " وطنية ، يصعب محوها من وجدان وذاكرة الاردنيين ، حضور للغايبين ، والوطن يمر بأشد المحن ، أنه أعتراف بفصول لمؤسسين في تاريخ بناء الدولة الاردنية . حين يعود التاريخ ضرورة ينفع العقول ويحميها من "الجيف " ، و نقيض لما يحاولون أن يمحوه من عقولنا ، نفي مستحيل لمدارات وطنية سقفها خالد في وجدان الاردنيين ، نفي للتاريخ بأذن القتل ، و تفريغ للذاكرة من نسغ وجدانها الوطني . غدا الثلاثاء الذكرى ال13 لرحيل المشير حابس المجالي ، و الحديث عن ذلك ، هو اعتراف بالذات ، وهو أعتراف اليوم بعجز الكلمة بمواجهة " أسفاف" السياسة و فضائح أهلها ، فضيحة أنحلال ضميرنا الوطني ، وتسرب أشلاء من نوازع الذاتية " النرجسية " المفرطة والمتخضمة ، وتعفن في صناعة ما هو تاريخي ، و ما يقبل أن يخلد في ذاكرة الاردنيين . مع كل ذلك ، وفي خضم الهلع اليوم من المجهول .. تجد من يشرق عليك بالامل ، عندما تحل ذكراه أو " طاريء الحديث عنه " كما يقول الاردنيون ، فائض من الخير و التفاؤل بالمستقبل ، فائض يشيع في قلوب وعقول أجيال من شبابنا بالامل ، و أشعاع لفجر يكافح طبقات ظلام أسود داكن في جانبات كل ما يجري من حولنا . في سيرة المشير حابس المجالي أشعاع غزير ، لفجر وطني مخزن بذكريات البطولة و العزم و الانتصار ، تواجه أشباح من الهزيمة تكسو عقولنا و نفوسنا اليوم ، متيقنة أن التاريخ صعب محوه ، و أن التاريخ يجتاز الايام ليعانقها ... و أن دروب الاوطان كحليب الامهات يسقى في لحظة أحتضان . ** الاردن بلد لم يقومه الا العسكر ، و لا نخاف أبدا من عقلية العسكر ، نخاف من كل المغامرين و العابثين و المجربين و مستلهمي نظريات الاخرين ، ما يعودون علينا من فوضى تسمى بعناوين كثيرة تحت شعارات سياسية و أقتصادية محدثة زائفة .. بالتجربة الاردنية ليس ثمة درس ناجع للحرية و الديمقراطية ، لم نتعلم غير لغة شتم بعضنا البعض ، و شتم الوطن . العسكرية أتتنا بحرية علمتنا كيف نصون الوطن تحت سلطة الدولة و ليس على طريقة أهل الديمقراطيات الاجنبية المزيفة ، العسكرية بنت الدولة الاردنية ، و نحن الاردنيون بحاجة اى حماية دولتنا ، بحاجة الى جيش دولة و أمن دولة و موظفي دولة ، لا الى فاشلين و متأمرين يستمدون عمق وجودهم من قوة مقاولات " الدولار " في السياسة و الاقتصاد