اليوم.... النسور قوي والنواب لن يحركوا ساكن

جفرا نيوز – سامر الخطيب
تتوجه أنظار الرأي العام الأردني والمتابع الإسرائيلي والغربي الثلاثاء نحو قبة البرلمان بمنطقة العبدلي بالعاصمة عمان وذلك لمتابعة رد الحكومة على مطالب النواب المتعلقة باستشهاد القاضي الأردني الدكتور رائد علاء زعيتر الذي لقي حتفه على يد جنود إسرائيليين الأسبوع الماضي أثناء عبوره عبر معبر الكرامة باتجاه فلسطين المحتلة.
النواب أمهلوا الحكومة حتى يوم الثلاثاء للرد على مطالبهم ، أبرزها طرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتحريك قضية ضد الكيان الإسرائيلي بالإضافة إلى المطلب الشعبي والجماهيري المعروف بضرورة إطلاق سراح الجندي المسرح احمد الدقامسة الذي مضى على سجنه 17 عاما على خلفية إقدامه على إطلاق النار باتجاه فتيات إسرائيليات قمن بالاستهزاء من صلاته مما اضطره الانتصار إلى دينه وكرامته ووطنه.
النواب أمهلوا الحكومة مهلة لمدة أسبوع وإلا فان الخيار الآخر أمامهم طرح الثقة بحكومة الدكتور عبدالله النسور وهو مطلب شعبي بامتياز كون البيئة الحاضنة لحكومة النسور مبنية على فقدان الثقة الشعبية بها كونها الأشد جراءة على اتخاذ القرارات الاقتصادية المجحفة بحق المواطن.
النسور سبق النواب فألقى الكرة في ملعبهم من منزل النائب معتز أبو رمان عندما أعلن صراحة وبكل جراءة كالعادة بأنه لن يلبي شيء من مطالب النواب المتعلقة بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير الأردني والتوجه للجنايات الدولية ، لكنه بذات الوقت وجدناه قد صمت إلى حدا ما اتجاه المطالبات الشعبية والبرلمانية نحو إطلاق سراح الدقامسة مما يعني أن احتمالية الذهاب لتحقيق هذا المطلب مطروحا وربما تقدم عليه الحكومة إذا ما تفاقمت الأمور بينها وبين الشارع والبرلمان.
مصادر من داخل المكتب الدائم لمجلس النواب أكدت لـ"جفرا نيوز" أن النواب يصيبهم اليوم الفتور وان نسبة الاقتناع بالإمساك بالمطالب البرلمانية لم يعد متوفرا وان احتمالية استجابة الحكومة لمطالب النواب ضئيلة جدا لا بل يشعر البرلمان انه في مأزق كبير يستوجب أن يتم التحرك نحو أي حل ينقض وجه البرلمان أمام الرأي العام.
ويضيف نائب آخر فضل عدم ذكر اسمه أن النواب حالهم اليوم" كالذي يتخبطه الشيطان من المس" والسبب يعود في ذلك إلى غياب الخبرة السياسية والإدراك لأي كلمة يتكلم بها النائب أو قرار ينوي اتخاذه فالنواب ليسوا بحزبيين أو ائتلافات أو تكتلات نيابية موزونة تدرك حجم المرحلة وتستوعب ما يحدث وإنما أعضاء قلوبهم شتى مبنية على أجندات خاصة ومصالح ذاتيه واستعراض أمام الشارع بعد أن فشلوا بكل شيء من شأنه أن يحفظ ماء وجههم أمام قواعدهم الانتخابية على الصعيد السياسي والتشريعي والاقتصادي والأمني.
ويتابع النائب علينا أن ندرك خطورة هذا الموضوع وعلينا أن ندرك بان النسور كان ذكيا عندما أرسل من بيت نائب رسائل وأعلن رده على مطالب النواب والشعب مبكرا.
بينما يرى نائب آخر أن الحكومة لن تستجيب ولكن بنفس الوقت على الجميع أن يدرك بان النواب فعلوا ما عليهم ما بالإمكان فعله ولكن يبقى الخيار أمام الحكومة أما أن تفهم اللعبة وتستفيد من هذا الدرس وتطلق صراح الدقامسة على اقل تقدير من الآن وتكسب الجولة وتذهب إلى استخدام مصطلحات دبلوماسية شديدة اللهجة مع الكيان الإسرائيلي وإما أنها ستستجيب لضغوط الشارع الذي يستغل هذا الحدث للإطاحة بحكومة وبرلمان يعتبران عبئا على الأردن ملكا وشعبا.
النتيجة الثلاثاء سيمر على الحكومة كغيره من الأيام التي تشهد اتهامات ومهاترات نيابية ضد حكومة النسور وسيستقبلها رئيس الوزراء بالقول "نحن اليوم قدمنا نموذج ديمقراطيا أمام العالم يسجل لنا لا علينا وشكل لحمة وطنية بامتياز " وغيرها من فنون البلاغة اللفظية التي اعتاد النسور على استخدامها ، بينما لن يتحقق شيء من المطالب الشعبية ليتجه الشباب إلى مواقع التوصل الاجتماعي للتعبير عن ردة فعلهم على خيبة البرلمان والحكومة في التعاطي مع قضية الشهيد زعيتر.
مصير جلسة البرلمان الثلاثاء واضح ومفهوم ومعروف لا تحقيق لمطالب البرلمان ولا قدرة نيابية على طرح الثقة بحكومة الدكتور عبد الله النسور ولا شيء سيعيد للأردنيين كرامتهم بعد أن قتل العدو الإسرائيلي القاضي رائد زعيتر بدما بارد بل سيدخل الرئيس قبة البرلمان كما أعلن مسبقا قويا وليس ضعيف.