مجلس النواب «ركب» في عجلة الاصلاح
جفرا نيوز - كتب: فارس الحباشنة
عدة وجوه نيابية في مجلس النواب الحالي، بعضها عتيق في العمل البرلماني، واخرى حديثة، يشيع وجودها في البرلمان الاطمئنان، تتحدث بلهجة سياسية عاقلة ومتزنة، خطاب مغاير ومؤسس لعمل ونشاط برلماني تصالحي مع جميع الاطراف والشركاء.
في «رئاسة النواب» اليوم قيادة تستلهم عناوين المرحلة اردنيا واقليميا ودوليا، تحاول ان تتقدم بمجلس النواب الى دوائر اكثر اقترابا للتأثير على ماكينة «صناعة القرار في الدولة.
اي حديث عام عن العمل السياسي في الاردن، لا بد ان يبدأ من مجلس النواب، الساحة الشرعية الخلاقة لأي تطبيق سياسي ممكن، الحوار المستفيض الذي تابعناه عبر وسائل الاعلام تحت قبة النواب، بنظر الجميع كان مفيدا لاثراء ودعم واسناد القضايا الاردنية الكبرى، ومن دون شك فانه كشف عن نسخة مشحونة بالتجاذب والاختلاف الديمقراطي والتعددي.
يبدو، ان هذه الاجواء الحوارية الصاخبة التي عاشها مجلس النواب، وما زالت مفاعليها تشتعل سياسيا واعلاميا، تشكل مؤشرا واضحا على ان ثمة رئاسة في النواب تقف بصلابة وراء حماية مناخ التعددية والاختلاف والتباين بمواقف ووجهات نظر السياسية للنواب فرادى وكتل على مختلف الصعد.
كل ما يجري في مجلس النواب اليوم، هو محل اختبار، وحدة حركة الزمن السياسي في المؤسسة التشريعية لم تعد تحمل التباطىء او التريث، العملية برمتها على محك الاثبات، وبان مجلس النواب هو صاحب اليد المثلي لصناعة الواقع ومستقبله.
في المشهد السياسي الاردني، ثمة تيارات وقوى سياسية تناور على ان مقاطعتها وغيابها عن مجلس النواب، تثبت ان العملية السياسية بمجموعها لن تخرج من «عنق الازمة» وان لا بناء للعملية السياسية يمكن ان يتم دون مشاركتها، ولكن يبدو اليوم اننا نصطدم امام ارادات سياسية في النواب لم يعد هناك عاقل ولا واثق يقلل من تأثيرها وقوة حضورها السياسي في صناعة الدولة الحديثة.
انها لحظة «قوة» نيابية لمواجهة الصورة المتصدعة لدى الرأي العام عن النواب، وكل ما يختفي تحت الاسطح السياسية من مسميات وعناوين لشكل العمل «الفوضى» الرافضة لاستقرار العمل السياسي «الشرعي والمؤسسي»، ماكينة الرئاسة في النواب تعمل لاعادة الانضباط، عقلها يزهو الى ترميم وتزيين صورة «المؤسسة التشريعية».
هي معركة مؤجلة لا بد من خوضها لمقاومة القوى المعطلة للتطور والتحول السياسي في البلاد، معركة لا بد على فاعليها ان ينهمكوا اكثر في تطوير دور واداء مجلس النواب، وان يكونوا لاعبا رئيسا يتصدر مشهد البناء المستمر في الدولة ومؤسساتها.