هل يتعلّم لاعبو اليونايتد من إيتو؟

جفرا نيوز- لم تكن الأهداف الثلاثة التي هزّت شباك مانشستر يونايتد في لقاء تشلسي الاخير، هي الدلالة الوحيدة على حجم الكارثة التي يمر بها حامل لقب الدوري الإنكليزي. ولم يكن إحتلال الشياطين الحمر المركز السابع في الترتيب بفارق أربع عشرة نقطة عن المتصدر الأرسنال، هو الأمر الوحيد الذي بات يشكّل العلامة الفارقة لهذا الفريق العريق الموسم الحالي. صامويل إيتو لاعب بلغ من العمر عتيّاً تمكن لوحده من هزّ شباك مانشستر يونايتد بعد أشهر عدّة على إلتحاقه بمدربه السابق جوزيه مورينيو في البلوز، ليقدّم أروع نموذج عن الروح العالية التي ينبغي أن يتحلّى بها كل لاعب على العشب الأخضر. اللاعب الكاميروني الذي لعب في أربع بطولات مختلفة لم يكن بحاجة لوقت كبير للتأقلم مع بيئة جديدة ودوري مختلف ووسائل إعلام قاسية، فتمكن خلال فترة وجيزة من وضع بصمته مع الفريق الأزرق. ويكفي القول ان ايتو إستطاع إقناع حميع المنتقدين لصفقة التعاقد معه، بأنه لا يزال في حيويته وقادراً على تحقيق ما لم يفعله من هم أصغر منه سنّاً في الفريق اللندني. في المقابل نجد أن السير اليكس فيرغسون ترك لخلفه ديفيد مويس فريقاً جاهزاً وصل إلى القمة وتوّج بلقب الدوري الإنكليزي الموسم الماضي، وتشكيلة تضم لاعبين يعرفون بعضهم البعض دون أي تغيير يذكر عليها هذا الموسم، ومع ذلك لم تتمكن تلك التشكيلة من السير على خطى "السير". من البديهي القول ان الفريق تأثر بإعتزال فيرغسون وتولي مويس المهمة، وهي أمور تحدث في أي فريق، لكن ينبغي ألا ننسى أن فيرغسون لم يترك فريقاً تائهاً مفككاً، إنما فريقاً بطلاً لا يشق له غبار. من هنا لا بد من القول أن المشكلة في مانشستر يونايتد ليست فنية فقط، على الرغم من مسلسل الإصابات الطويل الذي يعاني منه أبرز اللاعبين، لكنها أيضاً تتعلق بأمور نفسية في الفريق وتحّد من تجاوبه مع مدربه الجديد، او ان المدرب الجديد في المقابل لم يجد بعد مفتاح التواصل الذي يلج به الى عقول لاعبيه. ومع ذلك فإن المسؤولين عن الفريق لا يمكن أن يستمروا على هذا النهج من التعامل الهادئ مع الهزائم المتتالية التي يتلقاها بين اسبوع وآخر والتي قد تحرمه اللعب في أوروبا الموسم المقبل. من الغريب القول أن صامويل ايتو نجح في التأقلم مع أحد عشر لاعباً جديداً، بينما لم يتمكن أحد عشر لاعباً يعرفون بعضهم جيداً من التأقلم مع مدرب جديد، لذلك فإن العُقد أمام تشلسي ستتلاشى تدريجياً بينما مشاكل اليونايتد ستزيد شيئاً فشيئاً إن لم يتم إجتراح حلول عاجلة تنقذه من النفق المظلم.