ارتفاع طفيف على أسعار الغذاء عالميا الشهر الماضي مدفوعا بارتفاع أسعار السكر
جفرا نيوز -- ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية لدى تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FPI)، الوارد ضمن تقرير المنظمة حول "توقعات الأغذية"، بشكل طفيف خلال تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إلى ما يبلغ متوسطاً مقداره 205.8 نقطة، مقارنة بمستواه البالغ 2.7 نقطة أو 1.3% خلال أيلول (سبتمبر).
ومع ذلك فما يزال المؤشر 11 نقطة أو 5.3 % دون مستواه لنفس الفترة في العام 2012. وتُرَدّ هذه الزيادة الطفيفة على الأكثر إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار السكر، حتى وإن سجلت أسعار المجموعات السلعية الأخرى بعض الارتفاع أيضاً.
وشهد المؤشر الدولي لمنظمة "فاو"، كمقياس لمدى التغير الشهري في الأسعار الدولية لخمس مجموعات رئيسية من السلع الغذائية (بما في ذلك 73 تسعيراً) بعض التغييرات في طريقة احتسابه، حتى وإن لم يعدِّل النهج الجديد كثيراً من القِيَم المسجلة في السلسلة. كما جرى تمديد المؤشر المعدل إلى الوراء إلى العام 1961، وترد التنقيحات التي طُرحت للنقاش في مقطع الميزات الخاصة المتضمن في تقرير "توقعات الأغذية".
وكشف أحدث إصدار من تقرير "توقعات الأغذية" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، أخيرا، أن أسواق السلع الغذائية تتجه إلى أن تصبح أكثر توازناً وأقل تقلّباً في أسعارها، على نحو أفضل من السنوات الأخيرة بفضل تحسن الإمدادات وانتعاش الأرصدة العالمية من الحبوب.
وصرح مدير شعبة التجارة والأسواق لدى منظمة "فاو"، ديفيد هالام، بأن "أسعار معظم السلع الغذائية الأساسية واصلت انخفاضها على مدى الأشهر القليلة الماضية، ويُعزى ذلك إلى زيادات الإنتاج وتوقعات الموسم الحالي لمزيد من وفرة الإمدادات، والصادرات، والمخزونات".
وتعود الزيادة الحادة لإنتاج الحبوب في العام 2013، في أغلبها إلى انتعاش إنتاج محصول الذرة لدى الولايات المتحدة والحصاد القياسي للقمح في بلدان رابطة الدول المستقلة "CIS". أما الإنتاج العالمي للأرز فمن المتوقع أن ينمو على نحو متواضع فقط خلال العام 2013.
كذلك من المرجح أن تنمو أرصدة المخزونات العالمية، حتى نهاية العام 2014، بنسبة 13 % إلى ما مقداره 564 مليون طن، وستسجل الحبوب الخشنة وحدها نمواً مقداره 30 %، على الأكثر لدى الولايات المتحدة. والمتوقع أن تنمو أرصدة القمح والأرز أيضاً، بنسبتي 7 و3 % على التوالي.
ومن شأن هذا التوسع في الأرصدة العالمية من الحبوب أن يرفع معدل المخزون إلى الاستخدام بنسبة تصل إلى 23 %، على نحو يفوق بكثير أدنى مستوى تاريخي بلغ 18.4 % لهذا المعدل خلال الفترة 2007 / 2008.
وأوردت أحدث توقعات الأغذية الصادرة عن منظمة "فاو" للعام 2013، أن فاتورة الواردات الغذائية العالمية تتجه إلى الانخفاض بنسبة
3 % إلى ما مقداره 1.15 تريليون دولار أميركي، مع تراجع تكاليف واردات الحبوب والسكر والزيوت النباتية والمشروبات الاستوائية، حتى وإن كانت أسعار الألبان واللحوم والأسماك ستظل ثابتة.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الكسافا للسنة الخامسة على التوالي ليصل إلى 256 مليون طن في العام 2013، وعُزي هذا التوسع إلى تزايد الطلب على الغذاء عموماً في القارة الإفريقية وزيادة الاستخدامات الصناعية للكسافا في شرق وجنوب شرق آسيا، وخاصة لإنتاج الايثانول والنشا.
وترجِّح التنبؤات أن يرتفع إنتاج السكر في العالم بزيادة طفيفة فقط للفترة 2013 / 2014، حيث يُتوقع أن يأتي ارتفاع الإنتاج محدوداً في البرازيل باعتبارها أكبر منتج ومصدِّر للسكر في العالم، نـظراً إلى أن ظروف الطقس غير المواتية عوّقت عمليات الحصاد. وترجح التنبؤات أيضاً أن ينمو استهلاك العالم من السكر بنحو 2 % خلال الفترة 2013 / 2014.
ويمكن أن يسجل إنتاج المحاصيل الزيتية في العالم أعلى معدلاته على الإطلاق في عام 2013 / 2014 بدفع من المحاصيل القياسية لفول الصويا في أميركا الجنوبية. وينبغي للإنتاج العالمي من منتجات البذور الزيتية أن يضاهي الاستخدام العالمي للعام الثاني على التوالي، بالرغم من إمكانية إنتاج فائض كبير في حالة المساحيق / وكعكة اللب.
ومن المتوقع أن ينمو إنتاج اللحوم العالمي بنسبة 1.4 % في عام 2013؛ علماً بأن الأسعار ظـلت ذات مستويات مرتفعة تاريخياً منذ بداية العام 2011، وليس ثمة ما يدل على انخفاض الأسعار عموماً، بالرغم من انخفاض تكاليف العلف.
وترجح التوقعات أن ينمو إنتاج الألبان في العالم خلال العام 2013 بنسبة 1.9 %، ومن المتوقع ان تأتي معظم الزيادات من جانب آسيا وأميركا اللاتينية وإقليم الكاريبي، في حين سيرد نمو محدود فقط من المناطق الأخرى. وحتى مع انخفاض أسعار منتجات الألبان الدولية من ذروتها في نيسان (إبريل)، فلم تزل ذات مستويات مرتفعة تاريخياً.
وتواصل تربية الأحياء المائية تعزيز إمدادات الأسماك عموماً، مما دفع الأسعار إلى الهبوط من المستويات السابقة. ولم ينفك استهلاك الأسماك للفرد يتزايد باستمرار بينما يوشك ناتج تربية الأحياء المائية أن يتجاوز إنتاج الأسماك من المصايد الطبيعية كمصدر رئيسي لتوريد الأسماك للاستهلاك البشري المباشر.