ناصر جودة ... وصاية لابد من فكها

جفرا نيوز - فارس الحباشنه
أكتئاب و ملل جماهيري من وزير الخارجية ناصر جودة ، الصورة القادمة من الاردن تقول أن أن الاكتئاب لم يعد قاصرا على نصف الاردنيين من وزير خارجيتهم ناصر جودة ، ربما لا يكون اكتئابا بالمعنى العلمي ، ولكنها تعاسة وخيبة أمل يشترك بها الحاكم و المحكوم ، نعم أن للتعاسة أنواع و أصناف و فنون أيضا ، هي علامات لبشائر أرهاق سياسي مرير يعاني منه النظام " السيستيم " .
أمبراطور الخارجية الاردنية ، يلعب من خلف الكواليس دور الكومبارس في السياسة الخارجية الاقليمية و العربية و ربما أن دوره الاخير قد أقترب ، مجرد حامل حقائب و مقيم في فنادق الخمس نجوم و ربما أكثر ، فلا مشروع سياسي وطني عام لديه ، أدخل الاردن في الحيط أكثر من مرة ، مزق كل الاوراق التفاوضية التي كان الاردن يعلب عليها كلما أشتدت الازمات في المنطقة من حولنا ، ليس سوى صورة لمسؤول دولة يهوى السياحة و التنقل في بلدان العالم ، هستيريا لا تضبط من حولها أي قيمة أو موقف حتى تراهن عليه أو تناور للوقف عنده أستراتيجيا .


هل هذا كل ما تبقى من السياسة الخارجية التي يديرها الوزير جودة ، أستقبال أنجلينا جولي أثناء زيارتها لمخيم الزعتري ، سياستنا الخارجية بلا قيمة الان ، أسلحتنا الدبلوماسية منزوعة الدسم ، ووجوهنا صفراء أمام الاشقاء العرب من حولنا ، كل ما يجري يدفعنا الى المجهول ، أن لم نصلح أحوال سياستنا الخارجية ، ونخرج الذئب من زرعنا كما يقول المثل العربي الدارج .


الصورة الجديدة لناصر جودة تكشف عن مشاعر جديدة تسكن قلب و عقل الرجل الى حد كبير ، وهو من النوع البليد الذي لا تظهر مشاعره مباشرة ، و لا انفعالاته وربما هذا عائد لثقة سلطوية مطلقة يؤمن بها الرجل ، وزرعها البعض في عقله ، يبدو في معظم ظهوره الاخير لا مباليا ، ملامحه غير راضية عن ما يجري حوله ، يدسن سما سياسيا بين حين و أخرى في طعام فرقائه السياسين يحاوطهم في الخصومة و النميمة و يفشي أسرارا خاصة عنهم أمام أهل القرار ، لعل هذا الامر يبلد الغيوم من حوله و يعطل قرار رحيله ، و يبقيه على طاولة الانتظار ليحل مسؤولا في موقع أهم و أكبر قيمة .

ناصر جودة بدء عليه في أخر صور ظهر بها ، تعب وقلق قرب مفارقة السلطة ، تعاسة من نوع خاص يصاب بها رجال السلطة و الحكم ، تبدو ملامحها على وجوهم ، تعاسة لا تقدر أن تفارقهم و أن ظهروا بغير ذلك ، لمعان العينان و بريقهما صار هافتا و عاديا ، مناطق في الوجه تشعرك بان الرجل خائف من مفارقة السلطة ، مشاعر ربما أن عبورها ليس لاسباب داخلية بقدر ماخسر الرجل حلفاء في المنطقة العربية .


مشاعر كاشفة عن شعوربغياب السعادة ، لماذا لانه سيفارق مقعدا جلس عليه 8 أعوام حكم و تسلط دون أي حسيب أو رقيب ، صنع سياسة دولة وفكك منظومة تقليدية موروثة ، فراق لربما سيكون طويلا يبكر من شيخوخة صديقنا ، و أن كانت السلطة كما يقول "مكيافيلي " تنتصر على الشيخوخة ،تضخ حياة جديدة و قوة خارج الزمن ، و خاصة أن كانت "مطلقة و أتوقراطية" .

صديقنا جودة بدء رحلته في السلطة مبكرا , ذاق من نعميها قبل السن الشرعي المعتاد و المالؤف ، هل يمكن أن يكون فراق السلطة أنسحابا كاملا من المشهد العام و الحياة أيضا ، فهولاء السلطة تنعي اليهم الحياة بمطلقها ، ولهذا فهم يدافعون ويموتون من اجلها ، يتوحدون معها ، وربما أن حالة جودة ترصد اعراضا جديدة لامراض السلطة لا بد من دراستها بتمعن و حذر .

يوما بعد يوم تظهر على سطح السياسة الاردنية سلالات لتناقضات غريبة و مرضية ، واحدة تتجسد بشخصية رئيس الحكومة عبدالله النسور المهموس والمصاب بامراض سياسية غريبة ، ومضيه بسياسيات أقتصادية و أجتماعية يريد من عبرها أعادة بناء و أنتاج مملكة الجوع و الفقر و التهميش و الاقصاء و غيرها من الارتدادت المرضية لسياسات النسور الاستعباطية .


الى أين ؟ سؤال في كل مكان ، وفي كل جلسة عامة أو خاصة ، وما هو شكل المستقبل ، الغموض هو المناخ العام لاستحضار الروح العابثة و اللامبالية ، التي لم تغب لحظة عن صناعة القرار في الدولة ربما ججم الغضب الشعبي العارم ، غموض تنشط بوسطه الاشباح ، وتعود بصور مختلفة و أقنعة جديدة ، لنشر العمى و الخوف في ظلام دامس .